الثبات ـ لبنان
أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض "أننا على الرغم من هذه الظلمة الحالكة ماليًا واجتماعيًا واقتصاديًا، يحق لنا ويحق لهذا الوطن أن نسترق لحظات من فرح على المستوى التربوي وعلى المستوى الإجتماعي، كدلالة إصرار على المضي في مواجهة كل هذه الأعباء والتحديات، تحديدا في المجال التربوي الذي يعتبر من المجالات الأولى التي وقعت إلى جانب المجال الصحي ضحية الأزمة المالية الإجتماعية الإقتصادية".
وأضاف فياض في كلمة له خلال حفل تخرج لطلاب مدرسة كفررمان الرسمية الأولى الناجحين أن "المسألة لا تقتصر على الإطلاق من حيث نتائج هذه الأزمة على ما يتصل بالمؤشرات المالية والإقتصادية، وهذه ربما هي قابلة للمعالجة بشكل من الأشكال لكن ماذا عن مستوى النظام التربوي الذي أخذ بالتداعي وتحديدا على المستوى الجامعي؟ الخسائر كارثية"، متسائلا: "ماذا عن مستوى النظام الصحي الذي يشهد هجرة كادرات عالية المستوى ولا يمكن إستعادتها على نحو عاجل ومباشر؟ للأسف الشديد هذا هو الوطن الجميل الذي يكاد ينحره أبناؤه بأيديهم".
وتابع فياض "أننا في هذه الأيام شغلنا الشاغل هو البحث عن سبل لمعالجة الأزمة، ولا يمضي يوم إلا ونعقد فيه إجتماعًا على مستوى من المستويات المختلفة التنفيذية داخل الحكومي أو على مستوى وزاري ونيابي للبحث عن سبل كفيلة بالمعالجة".
وقال: "إذا كانت الأزمة بهذا التعقيد وشائكة وحولت الإقتصاد اللبناني إلى واحد من أسوأ الاقتصادات على المستوى الدولي ورابع أسوأ انكماش اقتصادي على مستوى العالمي بحسب البنك الدولي وهذا في غاية الأسف، فما الذي يبرر للمكونات الحزبية والطائفية والمذهبية ان تمضي في مناكفاتها وخصاماتها وتعقيدات العلاقة فيما بينها وأن تقدم حساباتها السياسية على أولوية المعالجة الاإقتصادية والاجتماعية وهنا تكمن المأساة".
وشدد فياض على أنه "لا بد من توفير الشروط السياسية التي تفتح الطريق للمعالجات التقنية والإقتصادية والمالية والتي هي ممكنة وليست معقدة، ونحن تأخرنا كثيرا منذ تشرين الأول/اكتوبر 2019 كان يجب ان يصدر الكابيتال كونترول ويعقبه مباشرة قانون إعادة هيكلة النظام المصرفي والمصارف"، وقال: "في هذا البلد ولغاية اللحظة، هذا الأمر لم يحصل".
كما أكد فياض ضرورة أن "يتضامن اللبنانيين في ما بينهم على قاعدة لا غنى عنها قاعدة ذهبية إذا أردنا ان نضع عقولنا في رؤوسنا كما يقال"، معتبرًا أن ""الأولوية هي معالجة الشأن الإجتماعي الإقتصادي التي تستوجب مقاربة إنقاذية وليست الإختصار على إدارة الأزمة فالبلد يحتاج إلى إنقاذ إنهيار الدولة والمؤسسات بدل أن ينتقل إلى تفسخ مجتمعي وأخطر ما في الأمر هذه الجدران النفسية.. هذه المجتمعات التي يفكر كل مجتمع أنه قادر على العيش بمعزل عن المكون الآخر. نحن نعيش في نوع من التقسيم النفسي كل مجموعة تشعر بقلق وريبة وخوف من المكون الآخر، لا يجوز لهذا الوضع أن يمضي طويلا".