الثبات ـ عربي
أعلن مجلس النواب الليبي تعذر انعقاد جلسته، أمس الإثنين، في مدينة بنغازي بشرق البلاد، بسبب الحيلولة دون مغادرة نوابه الموجودين في العاصمة طرابلس التي تجدد فيها التحشيد العسكري للقوات المسلحة على نحو مفاجئ.
وبحسب موقع جريدة (الشرق الأوسط)، استنكر رئيس المجلس، عقيلة صالح، هذه "الواقعة في الوقت الذي تمر فيه البلاد بظروف حرجة، واعتبرها تعطيلاً لعمل مجلس النواب، ومنعه من ممارسة مهامه المنوطة به في سبيل تحقيق استقرار البلاد، عبر الوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت، وتوفير متطلبات المواطنين".
وقال صالح في بيان: "هذا العمل يعتبر سابقة خطيرة تهدد وحدة البلاد، وتشكل جريمة تقييد لحرية المواطنين، وإساءة لاستعمال السلطة، وعرقلة لعمل السلطة التشريعية، ودليلاً واضحاً على أن مدينة طرابلس مخطوفة من مجموعات مسلحة تدعمها الحكومة منتهية الولاية، والمسحوبة منها الثقة، ما يؤكد صحة وجهة نظرنا بأن الحكومة لا يمكن أن تعمل من مدينة طرابلس في هذه الظروف".
وطالب النائب العام بالتحقيق في هذه الواقعة، وإصدار بيان بنتائج التحقيق، وإحالة المتهمين للمحاكمة، كما كرر مطالبته لأعضاء المجلس بحضور جلساته التي سوف يُعلن عنها، وذلك لاتخاذ قرارات حاسمة تصب في مصلحة الوطن، وتعهد باتخاذ قرارات بأغلبية الحاضرين، تقديراً للمصلحة العامة وظروف النواب الذين لم تمكنهم ظروفهم من حضور الجلسات، وفقاً لما أقرهُ في جلسة سابقة.
وكان عبد الله بليحق، الناطق باسم المجلس، قد أعلن في بيان مقتضب تعذر انعقاد الجلسة، نظراً لمنع مغادرة النواب المتجهين من مطار معيتيقة بطرابلس إلى مطار بنينا بمدينة بنغازي؛ حيث كانت ستنعقد الجلسة المخصصة للبحث في تسمية رئيس المحكمة العليا، ورسالة خالد المشري رئيس مجلس الدولة بالخصوص.
وبينما اتهمت "وسائل إعلام محلية الدبيبة بتكليف جهاز الردع بمنع سفر نواب المنطقة الغربية إلى بنغازي عبر مطار معيتيقة، قال بعضهم إنهم بصدد إصدار بيان رسمي حول الحادثة، وتقديم شكوى رسمية لمكتب النائب العام بشأنها، وطلب فتح تحقيق في ملابساتها".
والتزمت حكومة الدبيبة وجهاز الردع الصمت حيال الاتهامات، بينما بدأ في المقابل، مجلس الدولة جلسة في العاصمة طرابلس لاستكمال مناقشة المسارين الدستوري والتنفيذي، وسط تحركات للقوات الموالية لحكومة الدبيبة؛ حيث أظهرت لقطات مصورة بثتها وسائل إعلام محلية مساء أول من أمس تعطل شاحنة تحمل دبابة، تزامناً مع انتشار "اللواء 444" في جنوب مطار طرابلس، واستنفار قوة تابعة لعماد الطرابلسي رئيس جهاز الأمن العام ونائب رئيس جهاز المخابرات المُقال من منصبه.
وتصدر ملف الأوضاع الأمنية والعسكرية في البلاد بصفة عامة، وخصوصاً في العاصمة طرابلس، اجتماع محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، مساء أول من أمس بطرابلس، مع السفير الإيطالي جوزيبي بوتشيني الذي نقل إليه تعازي حكومته في ضحايا الاشتباكات المسلحة التي شهدتها طرابلس مؤخراً.