ماكرون من الجزائر: نعم للحقيقة والاعتراف لا للاعتذار عن الماضي

السبت 27 آب , 2022 09:05 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

 قدّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الجزائر، خطابا يقوم على رفض تحمل أوزار الماضي الاستعماري لبلاده كونه من “جيل لم يشهد تلك الفترة ويتطلع للمستقبل”. لكنه أكد بالمقابل، أن ذلك لا يعني إنكار الماضي، مشيرا إلى ضرورة مواصلة جهد البحث عن الحقيقة والاعتراف بدل الاعتذار.

عندما سئل ماكرون بعد زيارته لمقبرة سانت أوجين (تضم رفات يهود ومسيحيين وعسكريين فرنسيين) بالعاصمة الجزائرية، عما إذا كانت تصريحاته في أيلول/سبتمبر الماضي التي أدت للأزمة مع الجزائر قد زال مفعولها، رد بدبلوماسية قائلا: “إنها قصة حب فيها جزء تراجيدي.. يجب أن نختلف ونغضب من أجل أن نتصالح”. ثم انطلق ماكرون في شرح رؤيته للذاكرة: “أحاول منذ أن أصبحت رئيسا أن أشاهد الماضي أمامي.. في مسألة الذاكرة وكأننا مجبرون على الاختيار بين الفخر والاعتذار.. أنا اخترت الحقيقة والاعتراف.. أنا لست ابن حرب الجزائر ولا عائلتي لكني أدرك شيئا أن الجزائر وفرنسا لا يمكنهما التقدم دون النظر للماضي لأن تاريخنا مشترك”. وأضاف: “انظروا إلى المكانة التي تمثلها الجزائر في فرنسا عبر عدد مزدوجي الجنسية والفرنسيين من أصول جزائرية والمقيمين في فرنسا وإذا أضفنا الحركى وأبناءهم والأقدام السوداء وأبناءهم، فهم بالملايين. والأمر نفسه بالنسبة للجزائر فقد كنا هنا لقرن ونصف”.

ماكرون: أنا لست ابن حرب الجزائر ولا عائلتي لكني أدرك شيئا أن الجزائر وفرنسا لا يمكنهما التقدم دون النظر للماضي لأن تاريخنا مشترك

واعتبر ماكرون أن “ثمة تقدما تاريخيا قررناه مع الرئيس تبون”، من خلال تفويض لجنة مشتركة من مؤرخين تعمل على التاريخ من 1830 إلى نهاية الحرب. وقال حول هذه اللجنة: “سنفتح لهم كل الأرشيف والرئيس الجزائري قال سأفتح ما لدينا أيضا ومن 1830 الى نهاية الحرب.. سيكون لها الحرية المطلقة للعمل على كل شيء من بدايات الاحتلال بقسوتها ووحشيتها وهي فترة مهمة للأمة الجزائرية.. وكذلك قضية المفقودين التي أنشئت لأجلها لجنة إدارية يجب أن تعود للمؤرخين.. وسنطلب من اللجنة أن تقدم أعمالها من هنا لسنة ثم نعقب نحن بأفعال سياسية”.

ودافع الرئيس الفرنسي عن فكرة أن ما يقوم به هو لصالح فرنسا أيضا وليس الجزائر فقط. وقال: “ليس لدينا درس نقدمه نحن الفرنسيين .. افتتاح أول جلسة برلمانية كانت بحديث نائب عن الجزائر.. لا يمكننا أن نقول للجزائريين إننا قلبنا الصفحة”.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل