الثبات ـ عربي
تتواصل الجهود في المناطق الشمالية للمغرب من أجل تطويق الحرائق التي أتت على حوالي 9200 هكتار من الغابات، وفق آخر البيانات، بينما أعلن عن سقوط طائرة “توربو تروش” تابعة للدرك الملكي وإصابة الربان إصابة خفيفة.
ودعا الفريق الاشتراكي في مجلس النواب (معارضة) الحكومة إلى التعجيل بوضع استراتيجية شاملة واضحة ومضبوطة، للتعاطي مع مكافحة الحرائق بمقاربة استباقية، بهدف تأمين ما تبقى من الثروة الغابوية، وأمن وسلامة المواطنات والمواطنين وممتلكاتهم.
وأفاد بيان للفريق البرلماني لحزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” أنه عقد اجتماعا ناقش فيه الأضرار التي خلفتها الحرائق الأخيرة في العديد من المناطق بمدن العرائش ووزان وتازة، من إتلاف تام لمساحات شاسعة من الثروة الغابوية، وخسائر باهظة على مستوى ممتلكات المواطنات والمواطنين.
وبعد وقوفه على الإجراءات التي قامت بها السلطات العمومية، أثنى على الجهود المبذولة من طرف مختلف فرق التدخل الميدانية لمكافحة الحرائق وكذا على الانخراط الطوعي والإرادي للمواطنات والمواطنين في هذه العملية.
وطالب الحكومة بضرورة تعميم تجربة “مراكز الإغاثة الجهوية” الخاصة بالكوارث الطبيعية، حتى تتمكن الجهات المعنية من السيطرة على مختلف الآفات الطبيعية في وقت وجيز ومبكر. كما دعاها إلى المواكبة المادية والنفسية للمواطنات والمواطنين المتضررين، وتمكينهم من تعويضات شاملة وعادلة ومنصفة، تغطي كافة الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم.
وأكد على ضرورة الإسراع بتفعيل اختصاصات ومهام “الصندوق الوطني لمكافحة آثار الكوارث الطبيعية”، وإجراء تقييم أولي لمختلف البرامج المعنية، وفي مقدمتها “برنامج التدبير المندمج لمخاطر الكوارث والقدرة على مواجهتها، الذي انطلق العمل به منذ سنة 2015، والاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية لفترة 2020 – 2030، وغيرها من البرامج والمخططات ذات الصلة، وأعلن عن تقديم طلب إلى رئاسة مجلس النواب للقيام بمهمة استطلاعية مؤقتة حول هذا الموضوع من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لعدم تكرار هذه الكوارث.
ودعا حزب “التقدم والاشتراكية” المعارض إلى دراسة سبل تعويض الأسر المتضررة من جراء الحرائق.
كما دعا الحزب إلى تقوية الرصد والاستباق في مجال محاصرة الحرائق وإنهائها، منوها في هذا المستوى بالجهود الكبيرة التي تبذلها مختلفُ السلطاتِ العمومية ووحدات التدخل المعنية، وفق ما جاء في بيان صدر عقب خلال اجتماع مكتبه السياسي، أمس الثلاثاء.
وتطرق المكتب السياسي إلى الحرائق التي يشهدها عدد من الغابات، كما هو الحال في كل صيف، وتوقف عند الحجم الهام للأضرار المادية والبيئية التي لحقت بعدد من الجماعات في أقاليم العرائش، تازة، وزان، الحسيمة، وتطوان، كلدمان والصميعة، والقلة، وتطفت، وبوجديان، بالإضافة إلى جماعات أخرى.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن إحداث خلية على المستوى المركزي وخلايا على المستوى المحلي لرصد الوضعية وتقييم مدى تأثير حرائق الغابات، وأيضا للتخفيف من تأثير الحريق على النشاط الفلاحي والغابوي وتقديم المساعدة للسكان المعنيين.
ودمرت حرائق الغابات المعلنة في شمال البلاد منذ 13 تموز/ يوليو حوالي 9200 هكتار في أقاليم العرائش ووزان وتطوان وشفشاون، منها 7800 هكتار في بلدة القلة لوحدها. كما أثرت الحرائق على مساحات من الأشجار المثمرة ودمرت العديد من خلايا النحل التقليدية والحديثة الموجودة في الغابات المحترقة.
وأفاد بيان رسمي أن الجهود الدؤوبة التي بذلتها فرق التدخل، بالإضافة إلى إدارة مصالح المياه والغابات والدفاع المدني والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة، مكنت من السيطرة على جميع البؤر في الأقاليم الأربعة.
كما تدخلت الساكنة إلى جانب فرق التدخل، وتم وضع العديد من الموارد البرية والجوية للسيطرة على ألسنة اللهب التي أججتها درجات الحرارة المرتفعة وهبوب الرياح العاتية.