الثبات ـ عربي
بدأ الرئيس البولندي أندريه دودا، زيارته الرسمية إلى مصر، والتي من المقرر أن تستغرق 3 أيام، يلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في خضم دخول الحرب بين روسيا وأوكرانيا شهرها الرابع دون آفاق قريبة لحل النزاع.
وحسبما ذكرت وكالة الأنباء البولندية، فإن دودا وصل إلى مصر الأحد، برفقة قرينته أغاتا كورنهاوزر دودا، حيث يجري مباحثات اليوم مع السيسي، وكذلك رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، فضلا عن حضور منتدى اقتصادي بولندي مصري.
وحسب الرئاسة البولندية، فإن دودا عقد الأحد لقاء مع الجالية البولندية في القاهرة، بعدما وضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول في القاهرة.
ومن المقرر أن تتناول المباحثات المصرية البولندية الحرب في أوكرانيا وأزمة الغذاء الناجمة عنها، مع التطرق لملفات التعاون الاقتصادي وعلى رأس ملف الغاز، وفق تقارير بولندية.
كما يلتقي الرئيس البولندي الاثنين، البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، وقبيل مغادرته غدا الثلاثاء، يلتقي كذلك شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب.
وأوضح بيوتر شويك، مساعد الرئيس البولندي، أن المناقشات مع كبار المسؤولين المصريين ستركز على "الوضع الغذائي"، بالنظر إلى كون مصر واحدة من أبرز الدول التي تستورد الكثير من حبوبها من روسيا وأوكرانيا، مضيفا أن "مصر تعتمد على الواردات من أوكرانيا وروسيا، لذا فهي تسعى الآن إلى الحصول على الدعم".
وقبل الحرب، اشترت مصر نحو 80 في المائة من قمحها من أوكرانيا وروسيا.
ويرى الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، الدكتور أيمن سمير، أن زيارة الرئيس البولندي إلى القاهرة تحمل أهمية خاصة، لأنها ستمثل فرصة لسماع مصر وجهة نظر قريبة جد ا من الرؤية الأوكرانية، لأنه من المعروف أن بولندا دولة جوار لأوكرانيا من جهة الغرب ولها حدود طويلة معها، وتدعمها بقوة منذ بداية الهجوم الروسي.
وأشار سمير في تصريحات لـسكاي نيوز عربية، إلى أن مصر توثق علاقتها مع بولندا في المجالات والقطاعات المتعلقة بالاقتصاد، سواء التجارة البينية أو الاستثمار أو السياحة، وخلال الفترة الأخيرة حدث تطور كبير في وارسو، بأن أصبحت من دول الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي التي تحقق معدلات نمو مرتفعة، وهذا يمثل إفادة لمصر بالنظر إلى أن الفترة الماضية شهدت زيادة الاستثمارات البولندية في مصر وكذلك زيادة عدد السائحين القادمين إلى البلاد.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وبولندا خلال عام 2021، نحو 800 مليون دولار، بزيادة 24 بالمئة عن عام 2020 الذي شهد جائحة "كورونا" التي تسببت في تراجع معدلات الاقتصاد العالمي.
وقبل أيام، قال سفير بولندا لدى القاهرة، ميهاو وابيندا، إنه من المقرر أن تشهد زيارة دودا التوقيع على عدد من الاتفاقيات يتمحور معظمها في النواحي الاقتصادية، لافتا إلى وجود خطط طموحة من الجانبين لرفع التعاون المشترك، إذ تم توقيع اتفاقية بين منطقة كاتوفيتشي الاقتصادية والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وذكر الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، أن القاهرة دائما ما تستهدف توسيع علاقاتها مع كل الدول، وتقف على مسافة واحدة من كل الأطراف في الصراع الأوكراني الروسي، كما أن الرؤية المصرية واضحة وتقوم على فكرة الدعوة للحل السياسي والسلمي بين الجانبين.
وأضاف: "من المعروف أن لبولندا موقفا حادا تجاه روسيا، وتعتبر رأس الحربة في حلف الناتو في مناقشات الحرب الروسية الأوكرانية، وسوف يسعى الجانب البولندي لتسويق وجهة نظره بأن هذه الحرب بدأتها روسيا، ويجب أن تتحمل كل النتائج المترتبة عليها".
وأشار إلى أن مصر ودول المنطقة من أكثر المناطق المتأثرة بالحرب الأوكرانية، سواء من ناحية التضخم وارتفاع الأسعار أو تراجع مستويات انسياب سلاسل الإمداد بالقمح من البحر الأسود إلى منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فهذه الزيارة تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لمصر، للتعرف عن قرب عما يجري في هذه المنطقة الحساسة من العالم.