مؤتمر "فلسطين قضية الأمة المركزية" من صنعاء.. والمقاومة تؤكِّد: لتحرير كامل الأرض

الإثنين 25 نيسان , 2022 08:56 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ اليمن

انطلقت اليوم الاثنين فعاليات مؤتمر "فلسطين قضية الأمة المركزية"، في العاصمة اليمنية صنعاء برعاية رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط ورئيس حكومة الإنقاذ الوطني عبد العزيز بن حبتور، ومشاركة قيادات حزبية وسياسية ودينية يمنية ولبنانية وفلسطينية.

النخالة: لا شرعية للعدوان على اليمن 
 
وألقى الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة كلمة عبر الفيديو أكَّد فيها أنَّ الشعب الفلسطيني يصنع معادلات جديدة في مواجهة العدو الصهيوني، مخاطبًا الشعب اليمني بقوله: "إن مظلوميتنا واحدة وإن اختلفت أسماء القتلة".

ورأى النخالة أنَّ هذا المؤتمر يحمل دلالات كثيرة في ظل ما تعانيه اليمن من ظروف صعبة وعدوان مستمر، مضيفًا: "يشرفني اليوم أن أتحدث إليكم وشعبنا يواجه الهجمة الصهيونية التي تحاول تهويد القدس وفرض وقائع جديدة على الأرض"

ولفت النخالة إلى أنَّ المحتلين الصهاينة يستخدمون القوة العسكرية ويستفيدون من الغطاء الدولي وانهيار أنظمة عربية اعترفت بشرعية الكيان وخلقت صراعات تستنزف الأمة، معتبرًا أنَّ هذا المؤتمر "دليل إضافي على انحياز اليمن وشعبها العربي المسلم لقضية فلسطين".

وتابع النخالة: "إن المعتدين على اليمن يتقربون من الكيان الصهيوني بكل الوسائل رغم محاولات تهويد المسجد الأقصى وإلغاء هوية الشعب الفلسطيني".

وذكر أنَّ الشعب الفلسطيني يواجه مخططات العدو الذي لم يتوقف يومًا عن محاولات السيطرة على القدس بتزوير التاريخ وقتل الناس في المسجد الأقصى، منوهًا إلى أنَّ قطاع غزة ما زال شاهرًا "سيف القدس" في مواجهة الاحتلال، والشعب الفلسطيني ما زال على عهد الجهاد والمقاومة، وهو اليوم أكثر حيوية وقدرة على مواجهة الطغيان الصهيوني والاستعلاء اليهودي.

وأردف النخالة قائلا: "نصطف جميعًا لنكسر العلو والإفساد الصهيوني ولنسيء وجوه بني صهيون القتلة والمجرمين"، معبرًا عن أسفه بأن "يُترك الشعب الفلسطيني ليقاتل بلحمه الحي ويواجه العنجهية الصهيونية والحصار من بعض أشقائه العرب، والأسوأ من ذلك أولائك أرسلوا برقيات التهنئة لليهود القتلة ليباركوا لهم أعيادهم".

وبيَّن الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" أنَّ أصحاب العدوان على اليمن لم يجدوا مبررًا واحدًا لشرعية عدوانهم، ولا مبررًا لإخفاء خيبته أكثر من 7 سنوات من القتل والتدمير، مؤكدًا أنّ اليمن بقي بإرادته وعنفوانه وصمود أهله مساندًا ومدافعًا عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى.

وتوجّه نخالة بالتحية لشعب اليمن العظيم المقاتل والشجاع ولقيادته الشجاعة قائلًا: "إن مظلوميتنا واحدة وإن اختلفت أسماء القتلة. مطالبًا بوقف الحرب الظالمة على اليمن وإنهاء الحصار المفروض على اليمنيين، مشددًا على أنَّ "طفلًا واحدًا يُقتل في اليمن هو أفضل وأعزّ عند الله من كل النفط والأموال التي تملكونها".

رعد: اللهاث وراء التطبيع من دول المنطقة زاد من الاستخفاف بها

بدوره، أكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنَّ "القضية الفلسطينية تحتاج إلى وقفة جدية وعزم أكيد ينطلق من أحقية الشعب الفلسطيني في فلسطين من البحر إلى النهر"، لافتًا إلى أنَّ انعقاد هذا المؤتمر في هذه اللحظة وهذا المكان له مكانة على جدية الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

وخلال إلقائه كلمة حزب الله عبر الفيديو، قال رعد: "إذا كانت فلسطين قوية، فالأمة قوية، وباحتلالها فإنّ الأمة مهددة، وإن كانت تشهد انتفاضة فكل العرب والمسلمين سيدعمونها بالقوة والمساندة"، مؤكدًا أنّ الشعب الفلسطيني مصمم على تحرير كل أرضه رغم المؤامرات.

وأضاف: "إنّ وقفة الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني بقيادة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي هي وقفة نعتز ونفخر بها ونراهن عليها"، معتبرًا أنَّ "العد التنازلي للكيان الصهيوني بدأ ويشهد اليوم انحدارًا سريعًا على مستوى صلابة جبهته الداخلية وقدرته على مواجهة الانتفاضات الفلسطينية.

وخاطب رعد الشعب الفلسطيني بالقول: "نشد على أيديكم ونحيّيكم من موقعنا في المقاومة الإسلامية التي كان لها شرف التصدي للاحتلال وإلحاق الهزيمة النكراء به.. إن تجربتنا في مواجهة الكيان الصهيوني تؤكد مما لا شكّ فيه أنّ قوّة العدو نابعة من توهّم ضعفنا، أما عندما يشعر العدو بقوتنا وعزمنا فإنه سيتهاوى".

وبيَّن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة أنّ وحدة الأمة وتطلعات شعوبها رهن بوحدة الرؤية تجاه فلسطين، مضيفًا: "ما لم تتحرر فلسطين ولم يكن هم تحريرها جامعًا لجهود الأمة فإنّ هذه الجهود ستتعثر وستنشأ منافذ لتسلل الأعداء الطامعين بثروات أمتنا".

وشدّد على أنَّ "اللهاث وراء التطبيع من دول المنطقة المنهزمة مع العدو، أثبت أنّه لم يحقق مصلحة لأمتنا بل زاد من الاستخفاف بها. وقال: "معنيون بتوجيه الاهتمام لدعم كل حركات المقاومة الداعمة لقضية فلسطين من أجل استعادة كامل حقوقه المشروعة".

وتوجّه رعد بالتحية باسم المقاومة الإسلامية إلى "كل شعوبنا الممثلة في هذا المؤتمر الذي نعتبره مدماكا لتحقيق النصر القريب إن شاء الله". خاتمًا بالقول: "لا بدّ أنّ نلبي الدعوة لمشاركة الشعب الفلسطيني في إحياء يوم القدس العالمي، يوم نهوض الأمة وإحياء قضية القدس.

بن حبتور: الدعم الحقيقي للمقاومين الفلسطينيين أتى من إيران 

رئيس حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية عبد العزيز بن حبتور، أكَّد أنّ القضية الفلسطينية ليست قضية أفراد ولا جماعات بل مشروع تمثله حركة المقاومة من طهران وبغداد ودمشق وصنعاء وبيروت وغزة.

وخلال إلقائه كلمة باسم راعي المؤتمر رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط، قال بن حبتور: "إن قضية فلسطين حيّة في وجدان كل الأحرار في العالم وخصوصا في عالمنا العربي والإسلامي، واليمنيون يدعمون حركة المقاومة التي أثبتت للعالم أجمع أنها حركة شجاعة، وأنّ الشعب الفلسطيني يستحق الحرية والحياة".

وأضاف: "إن حركة شعبنا هي باتجاه فلسطين رغم ما نعانيه من الخونة والمرتزقة والمنهزمين، والدعم الحقيقي للمقاومين الفلسطينيين لم يأتِ من الدول العربية بل من إيران ولم يكن حديثًا عابرًا بل صواريخًا وأسلحة ضربت قلب تل أبيب".

وتطرق إلى العدوان الظالم على اليمن، لافتًا إلى أنّ "قرار المرتزقة هو بيد السعودية والإمارات لا غير، وهذه الدول موظفة لدى المشروع الصهيوني في المنطقة".

بركة:  المقاومة مجبولة في جينات الشعب الفلسطيني

من ناحيته، أكّد ممثل فصائل المقاومة الفلسطينية في صنعاء أحمد بركة أنَّ فلسطين ما زالت قضية الأمة المركزية. مشيدًا بمشاهد البطولة والفداء اليومية في ساحات المسجد الأقصى وكل بقعة من أرض فلسطين المباركة، ومعتبرًا أن الشعب الفلسطيني الذي صمد في مواجهة الاحتلال يتصدر المواجهة نيابة عن كل الأمة لتحرير فلسطين من رجس المحتلين.

وقال بركة: "إن المقاومة مجبولة في جينات الشعب الفلسطيني، والأمهات يرضعن أبنائهنّ حبّ الأرض والتضحية من أجلها، وكلما أمعن العدو في جرائمه ازداد شعبنا إرادة وقوة لا تعرف بابًا للمستحيل، في فلسطين رجال أحرار يعرفون واجبهم تجاه القدس ولا يأبهون بقوة عدوهم". ومشيرًا إلى أن العدو الصهيوني حاول يائسًا تركيع غزة إلا أنه فشل وبقيت غزة قلعة للعزة والاشتباك".

وانتقد التطبيع مع الكيان الصهيوني، وخاطب حكام الأنظمة المطبعة بالقول: "من فشل في حماية نفسه من شاب فرض حظر التجوال 9 ساعات في تل أبيب لن ينجح في توفير الأمن لكم".

وبيَّن بركة أنَّ أميركا التي يراهن عليها بعض الفلسطينيين "هي شريك مباشر للاحتلال في العدوان على شعبنا"، مشددًا على أن "يوم القدس العالمي" هو يوم تذكير الأمة العربية والإسلامية بأن لهم قضية لا يجب أن يغفلوا عنها مهما كانت الظروف.

شرف الدين: الأمة تعيش مرحلة الصراع مع الكيان الصهيوني 

من جهته، لفت مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين إلى أنَّ "فلسطين قضية مركزية في قلوب اليمنيين ولا يخفى على أحد ما يجري من حصار وحرب نتيجة هذا الموقف تجاه فلسطين"، مشدّدً اعلى أنّ الأمة اليوم وهي تعيش مرحلة الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب معنية بأن تجسّد إيمانها وتبرهنه.

وقال: "إن مواقف النظامين السعودي والإماراتي واضحة للعيان ومنحازة كل الانحياز لصف الكيان الغاصب"، مؤكّدًا أنّ على المسلمين أن يكرّسوا كل جهودهم لتوحيد حركات المقاومة حتى تحقيق النصر على كيان العدو.

وأضاف شرف الدين: "نحن لا نزايد على أحد في مواقفنا إلى جانب فلسطين فهذا مبدأ ودين سنُسأل عنه يوم القيامة"، معتبرًا أنّ تصعيد العدوان الصهيوني تجاه المسجد الأقصى "يتطلب استنفار كل القوى والطاقات لمواجهة هذا العدوان، ويجب أن نتحرك لإحياء القضية الفلسطينية في نفوسنا ونفوس أبنائنا حتى يحقق الله لنا النصر".

تجدر الإشارة إلى أنَّ فعاليات مؤتمر "فلسطين قضية الأمة المركزية" التي انطلقت اليوم الاثنين في العاصمة اليمنية صنعاء، تستمر على مدى أربعة أيام، تزامنا مع مناسبة "يوم القدس العالمي"، بمشاركة واسعة يمنية وعربية وإسلامية تجاوزت أكثر من 60 بحث وورقة عمل.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل