الثبات ـ عربي
يومًا بعد يوم تتكشف الأقنعة عن حجم التواطؤ بين كيان الاحتلال وأنظمة الارتهان العربي التي اعتبرت إرضاء الولايات المتحدة و"اسرائيل" حبل نجاتها الوحيد للبقاء في السلطة، وقد ظهر ذلك جليًا في تصريحات وزير حرب كيان الاحتلال بيني غانتس الأخيرة بشأن سوريا، والتي اشترط من خلالها أن تقوم سوريا بقطع علاقاتها بإيران حتى تعود الى جامعة الدول العربية.
وجاءت تصريحات غانتس في إحاطة نظمها معهد "واشنطن لسياسة الشرق الأوسط"، استعرض خلالها سياسات "إسرائيل" الأمنية، كما تطرق إلى العلاقات مع الولايات المتحدة، والوضع في أوكرانيا، والاتفاق النووي مع إيران والأنشطة الإيرانية في المنطقة، وتصاعد عمليات المقاومة ضد كيان الاحتلال، فيما لم يخفِ غانتس حقيقة التعاون الأمني والاستخباراتي مع أنظمة التطبيع العربية في مواجهة إيران ومحور المقاومة.
وأوضح غانتس أنّ ""إسرائيل" تسعى إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي ضد ما سماها "الانتهاكات الإيرانية"، وذلك بالتعاون مع واشنطن وشركائها الإقليميين، وأن كيان الاحتلال يعمل ضد عمليات نقل الأسلحة والتهديدات التي يولدها الإيرانيون ضدها في سوريا"، حسب زعمه.
وقال غانتس: "في الآونة الأخيرة، شهدنا المزيد من الاستقرار في سوريا، وأرى أن هناك نشاطًا بين دمشق ودول في الجامعة العربية. إذا أراد الرئيس بشار الأسد أن يكون جزءًا من المنطقة، فسيتعيّن عليه أن يوقف علاقاته السلبية مع إيران والإرهاب الذي تنشره في سوريا" وفق قوله.
وبحسب صحيفة "اسرائيل هيوم" العبرية فإن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" نفتالي بينيت أوقف مبادرة إقليمية روّج لها سلفه، بنيامين نتنياهو، لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وقال التقرير، الصادر في 2 نيسان الحالي: "إن نتنياهو بدأ منذ 2019 بتمرير هذه المبادرة المبنية على فكرة المصالحة الدولية مع انتصار الأسد، مقابل اتفاق القوى معه على انسحاب القوات الإيرانية من سوريا".
وأضاف أن "هذه المبادرة أُثيرت لأول مرة قبل ثلاث سنوات، خلال اجتماع عُقد في القدس بين مستشاري الأمن القومي "الإسرائيلي" والأميركي والروسي".
وتقضي الخطة بإصدار الأسد دعوة إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية التي دخلت سوريا بعد عام 2011، بدعوى أنها لم تعد مطلوبة هناك، وعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، وتفعيل دول الخليج العربي، وفي مقدمتها الإمارات، استثماراتها في الاقتصاد السوري كي تحل محل إيران في هذه المسألة.