“آرمات عمان”.. متحف يسافر عبر الزمن ليروي ذاكرة المدينة

الإثنين 28 آذار , 2022 01:12 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

استطاع الخطّاط الأردني غازي خطّاب أن يجمع مئات “اللوحات الإعلانية” لأنشطة تجارية وثقافية واقتصادية كانت منذ خمسينات القرن الماضي ازدهرت بها وسط عمّان القديمة، في “متحف” يسافر بزواره عبر الزمن ليروي ذاكرة المدينة وأبرز الخطّاطين فيها.

“رحلة عبر الزمن”، هكذا وصف أمين “متحف آرمات عمان” الخطاط غازي خطاب، الرحلة بين آرمات عمان التي تمثل أسماء محلات تجارية وشركات ومكاتب وفنادق، ومقاه، ومؤسسات حكومية.

وقال خطاب، إن “قصتي مع الآرمات بدأت منذ 50 عاما عندما كنت أستقل الحافلة من مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين حيث أعيش متوجها لبقالة والدي في منطقة العبدلي.. كنت أشاهد الآرمات المخططة باليد للمحلات التجارية في وسط البلد، حاولت الحفاظ على هذا الفن من الخط الكلاسيكي العربي، لذا بدأت بجمع هذه الآرمات بطرق مختلفة كشرائها أو بتبرعات من أصحابها، أو باستبدال آرمات جديدة بالأخرى القديمة”.

وأضاف: “افتتحت المتحف في شهر آب/ أغسطس 2020 بعد أن جمعت مئات الآرمات الكلاسيكية، التي تعيدك إلى الماضي في فترة الخمسينيات والستينيات وتوثق حقبة اجتماعية من تاريخ عمان بأسماء أطبائها، والمحامين والخياطين، ومحلاتها، ومواصلاتها، بهدف خلق ذاكرة فنية لعمان”.

وتابع: “أسعى لإعادة إحياء هذا الإرث والحفاظ عليه، وعلى أسماء الخطاطين بدلا من أن تتحول إلى قطع خردة، فهذه ليست مجرد آرمات صماء بل هي قصص أشخاص وذكريات في حقبة ما”.

تحتضن اللوحات المعروضة، تواقيع أشهر خطّاطي المدينة، الذين كان تستغرق لوحاتهم وقتا وجهدا ومزجا للألوان والخشبيات والحديد والخطوط لتخرج قطعا فنية يدوية، قبل أن تغزو التكنولوجيا هذه الصناعة.

من الآرمات النادرة في المتحف آرمة “المخزن الملكي الهاشمي” من عام 1949 لصاحبها الأردني من أصل أرمني روبين كتشجيان، والتي كانت واجهة لمحل معدات التصوير الخاص به، وقد عمل هذه اللوحة الخطاط الأرمني ألبيرت.

وآرمة أخرى تعود للثمانينيات، التقط حينها خطاب صورة له تحتها وهو في المرحلة الثانوية، واليوم يعرضها في المتحف مستذكرا مرحلة من عمره.

ويعرض المتحف أيضا، آرمات لمحلات تجارية كانت في مدن القدس ورام الله ونابلس في فلسطين وعاشت هذه الآرمات تجربة اللجوء عام 1967 بعد سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية، ومنها آرمة نوفوتيه غازي الطاهر، وهي من صنع الخطاط الفلسطيني شوقي يعيش.

وبعض اللوحات كانت شاهدة على أحداث مؤسفة مر بها الأردن مثل “أيلول الأسود” في فترة السبعينيات، حيث ما زالت بعض اللوحات تحمل آثار عيارات نارية من تلك الحقبة.

وحول ثمن تذكرة الدخول للمتحف، أكد خطاب أن “محبة الزائر للعاصمة الجميلة عمان وحرصه على الالتصاق بالخط العربي ولغتنا العربية هي ثمن التذكرة لزيارة عمان في خمسينيات القرن الماضي”.

اللافت في المتحف أيضا، أن الزوار تركوا عدة رسائل، من خلال دفاتر خاصة عبروا فيها عن مشاعرهم وارتباطهم ببعض اللوحات.

كما يضم المتحف زاوية مخصصة لأشهر الخطاطين الكلاسيكيين الذين عرفتهم عمان، إلى جانب معروضات لأدواتهم التقليدية وصورهم الشخصية، بهدف تكريمهم.

خطاب الذي احترف الخط العربي، بدأ منذ عام 1986 بجمع اللوحات الإعلانية الكلاسيكية لتخليد ذاكرة عمان والخطاطين الكلاسيكيين الذين امتهنوا هذه المهنة. وبدأ ولعه بالخط العربي منذ المدرسة، وعمل لدى العديد من الخطاطين، إلا أنه طور تلك المهارة لاحقا من خلال دراسته في ألمانيا فن تصنيع اللوحات في ثمانينيات القرن الماضي.

ويذكر أنه تم إنشاء المتحف قبل عامين بدعم كامل من الشركة الهندسية لصناعة الإعلان، حيث يعتبر خطاب أحد مؤسسيها وشريكا فيها مع أشقائه.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل