الثبات ـ عربي
بعد قرار السلطات المغربية استئناف الرحلات الجوية وظهور مؤشرات حول بداية التعافي من جائحة كورونا التي خلفت أضراراً كبيرة في البلاد، اجتماعياً واقتصادياً وصحياً، ينتظر أن تستقبل مطارات المغرب الرئيسية أعداداً كبيرة من السياح اليهود، الوافدين من إسرائيل ومن مناطق أخرى في العالم، ووفق وزارة السياحة المغربية، ينتظر أن يزور البلاد خلال عام 2022 حوالى 300 ألف إسرائيلي، كما يتوقع فاعلون في القطاع تنظيم أكثر من 56 رحلة جوية أسبوعياً بشكل مباشر بين تل أبيب ومراكش.
وذكرت صحيفة “ليكونوميست” المغربية، أمس الإثنين، أن “المكتب المغربي للسياحة” سيطلق قريباً برنامجاً خاصاً بهذه الفئة من المسافرين. كما أعلنت كل من “الخطوط الملكية المغربية” و”العال” الإسرائيلية عن استئناف الرحلات بين البلدين، ومن المنتظر كذلك ـ وفق المصدر نفسه ـ أن يزور عدد من الوزراء الإسرائيليين ذوي الجذور العربية المملكة هذا العام، إذ ستدشن وزيرة الاقتصاد، أورنا باربيفاي، هذه الزيارة في غضون الأيام المقبلة، وهي من أصول عراقية. كما توجد في الحكومة العبرية وزيرتان من أصل مغربي، هما: ميراف كوهين وزيرة المساواة الاجتماعية، وكارين الحرار وزيرة الطاقة.
ومنذ كانون الأول/ ديسمبر 2020، تاريخ إعادة تطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية يتعاون الطرفان في العديد من القطاعات: الأبحاث الصناعية والزراعية والاستخبارات العسكرية والرياضة والسياحة وغيرها، وخلف الغطاء الرسمي، كانت هناك منذ سنوات دبلوماسية سرية نشيطة، واليوم تحاول إسرائيل إقناع العديد من اليهود المغاربة بالسفر إلى المغرب من أجل صلة الرحم مع أرض أجدادهم، وحسب مصادر إعلامية، يعيش اليوم 800 ألف مغربي في إسرائيل.
وأفاد عدد من أرباب الفنادق في المغرب، من خلال تصريحات إعلامية، أنهم يحاولون تكييف ظروف الاستقبال مع خصوصيات السياح اليهود، سواء على مستوى نمط التغطية، أو على مستوى توفير فضاء للصلاة.
على صعيد آخر، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أول أمس الأحد، عن موافقة إسرائيل على إبرام صفقة متعلقة بالأنظمة الدفاعية تقدر بملايين الدولارات مع المغرب.
وأورد موقع “اليوم 24” نقلاً عن صحيفة إسرائيلية، أنه بات من المؤكد حسب قولها تعاقد المملكة مع الشركة الإسرائيلية للصناعات الجوية والفضائية لشراء منظومة الدفاع الجوي والصاروخي BARAK MX ، النسخة الأحدث لمنظومة باراك 8، في صفقة تقدر بـ 500 مليون دولار أمريكي، وحسب المصدر ذاته ، يتميز نظام الدفاع الصاروخي Barak MX بالمرونة، ويمكنه الحماية من مجموعة من التهديدات الصاروخية والمركبات الجوية غير المأهولة، مثل الطائرات من دون طيار.
وعن تفاصيل الصفقة، فقد قدم المغرب في البداية استفسارات حول توفير إسرائيل لهذه الأنظمة وغيرها عندما زار وزير الدفاع بيني غانتس الرباط في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وتحدث المغرب مع إسرائيل عن احتياجاته، واقترحت إسرائيل عدة بدائل اختير منها نظام باراك لما يتمتع به من مرونة وقدرات في مختلف المجالات.
وتضيف الصحيفة أن الرئيس التنفيذي للشركة الإسرائيلي بواز ليفي، قام بزيارة سرية للمغرب، وعرض قدرات أنظمة الدفاع الصاروخي ووقف على تفاصيل الصفقة.