الثبات ـ عربي
توجه رئيس الحكومة الليبية الجديدة المكلف من قبل البرلمان، فتحي باشاغا، بكلمة للشعب الليبي رسم فيها خطوط سياسته المقبلة.
ونقل مراسل "سبوتنيك" في ليبيا عن باشاغا قوله، "عشنا عشر سنوات عصيبة عانينا من التهجير والحرب والفساد والكراهية جميعا، واليوم أدركنا أننا مخطؤون، باعتقادنا أن واحدا منا يلغي الآخر أو واحدا منا يمتلك الحقيقة دون غيره".
وأضاف، "قيمتنا في تنوعنا، قوتنا في توحدنا، مصيرنا واحد ومستقبلنا واحد وليس لنا إلا العيش مجتمعين في حب ووئام".
وشدد باشاغا قائلا، "التخوين والتكفير والمزايدات تهدم ولا تبني، الخداع والتدليس باسم الثورة والشرعية أدوات رخيصة يستخدمها البعض لتأجيج نار الفتنة والصراع".
وأثنى المرشح لتشكيل الحكومة، على التوافق الذي حدث بين البرلمان والأعلى للدولة قائلا، "في هذه الأيام شهدنا توافقا تاريخيا بين مجلسي النواب والأعلى للدولة الذين أشكرهم وأثمن دورهم الوطني الكبير، الذي ساهم في رأب الصدع، ولمِّ شمل كل الليبيين شرقا وغربا وجنوبا.. تم تتويج هذه الجهود بقرار
وطني شجاع بتعديلات دستورية تحدد الآليات والآجال بشأن العملية الانتخابية وتشكيل حكومة ليبية بقرار وطني ليبي، وبإرادة ليبية وبطريقة ديمقراطية نزيهة وشفافة".
كما شدد باشاغا على أهمية إجراء الانتخابات في موعدها المحدد. منوها بأنه من أجل الشفافية وضمان المصداقية "أجدد إعلاني صراحةً تعهدي والتزامي عدم ترشحي للانتخابات الرئاسية المُقبلة".
وطالب باشاغا الشعب الليبي في الشرق والغرب بدعمه ومؤازرته في تشكيل الحكومة التي أكد بدأه في إجراء المشاورات اللازمة مع جميع الأطراف لتشكيلها. مشيرا إلى أنه سيعتمد في حكومته على الأكاديميين والشباب.
وأكد أن "الحكومة ستترجم المعنى الحقيقي للمشاركة السياسية الفاعلة من جميع الأطراف وبشراكة وطنية حقيقية من كل الليبيين شرقا وغربا وجنوبا مع معيار الكفاءة والقدرة".
ودعا باشاغا الجميع للتفاعل معه ومساعدته. مؤكدا أنه يده ممدودة للجميع ويحتاج لهم في تشكيل هذه الحكومة الوطنية.
وأكد باشاغا تواصله مع رئيس المجلس الرئاسي ونوابه والقيادات العسكرية والأمنية، والذين أظهروا روحا وطنية عالية وتجاوبا كبيرا إزاء تقارب وتوافق السلطة الشرعية وانطلاق عهد جديد ليس فيه فتنة ولا فرقة، حسب قوله.
وتابع قائلا إنه ماضٍ في تشكيل الحكومة وسيقدمها لمجلس النواب في الزمن المحدد، وأن عملية التسليم والاستلام ستتم وفق الآليات القانونية والدستورية بالطرق السليمة ولن تكون هناك أي عوائق.
وأثنى على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة قائلا، "الدبيبة شخصية مدنية محترمة، ينادي دوما بلا للحروب، ونحنُ على يقين أنه يؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة".
وصوّت البرلمان الليبي، الخميس الماضي، على استبدال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بوزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، ما يثير احتمالية نشوب صراع على السلطة في العاصمة بعد عام ونصف من الهدوء النسبي.
وتعهد الدبيبة، قطب البناء الذي تم تعيينه قبل عام كجزء من جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، بتسليم السلطة إلى حكومة جاءت عبر "تصويت ديمقراطي" فقط. تولت حكومة الوحدة التابعة له السلطة في أوائل عام 2021.
وعندما أُلغيت انتخابات 24 ديسمبر/ كانون الأول، وسط انقسامات عميقة حول أساسها القانوني ووجود العديد من المرشحين المثيرين للجدل، اتهم منافسوه بأن فترة ولايته قد انتهت.