الثبات ـ رياضة
ضرب منتخب مصر موعدا مع نظيره السنغالي في نهائي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم بعد فوزه على منتخب الكاميرون المضيف بركلات الترجيح 3-1، عقب نهاية الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة دون أهداف، في الدور نصف النهائي للبطولة مساء الخميس.
وتصدى الحارس محمد أبو جبل ببراعة لركلتين ترجيحيتين بعدما نجح في الزود عن مرماه خلال أكثر من 120 دقيقة، ليقود مصر للعبور إلى النهائي على حساب الكاميرون صاحبة الأرض والجمهور، لتصارع السنغال على اللقب.
وشاء القدر أن يكون أبو جبل منقذ مصر في البطولة رغم أنه الحارس الثاني للمنتخب، ولم يكن ليظهر داخل الملعب إلا بعد إصابة الحارس الأساسي بل وأحد أبرز نجوم الفراعنة محمد الشناوي في الدور ثمن النهائي.
بدأت المباراة بضغط كاميروني واستبسال دفاعي مصري، حيث سيطرت الكاميرون على النصف ساعة الأولى وهددت مرارا مرمى أبو جبل.
وأنقذ القائم الأيمن هدفا مؤكدا للمدافع الكاميروني ميشيل نغادو، من ضربة رأس في الدقيقة 18، كما أهدر بعدها فرصة أسهل بالقرب من المرمى المصري نتيجة اصطدام الكرة بقدمه الثابتة بشكل غريب.
ووسط الضغط الكاميروني اعتمد المنتخب المصري على بعض الهجمات المرتدة، وشهد الشوط الأول تصويبة وحيدة لمحمد صلاح على المرمى في الدقيقة الثامنة.
وكانت أخطر الهجمات المصرية تسديدة رأسية من حمدي فتحي، سارع الحكم المساعد الثاني أرسينيو مارينغولا، باحتسابها تسللا، رغم أنها ليست تسللا ورغم أن التعليمات الموجهة للحكام المساعدين -بعد ظهور تقنية حكم الفيديو المساعد "فار" (VAR)- تشدد على عدم رفع الراية في أي تسلل يوجد فيه أي شبهة.
وجاء تسرع الحكم المساعد متناغما مع احتساب حكم الساحة (المثير للجدل) بكاري غاساما، العديد من المخالفات غير الواضحة على لاعبي مصر، مما أثار غضب المدرب كارلوس كيروش ودخل في مشادة كلامية معه في الدقيقة 12.
تحسن مصري في الشوط الثاني
مع نزول محمود حسن تريزيغيه لاعب أستون فيلا الإنجليزي، بديلا لعمرو السولية بداية الشوط الثاني، تحسن الأداء المصري وسيطر على بدايته وكاد يسجل.
وبدأ الشوط الثاني بضربة رأس مصرية لمصطفى محمد، لكنها وصلت ليد الحارس الكاميروني.
وكانت الفرصة المصرية الأخطر في الدقيقة 56 من نصيب صلاح الذي استغل خطأ فادحا من مارتين هونجلا في إعادة الكرة للخلف، وانطلق نجم ليفربول المتميز بالسرعة ولحق بالكرة لكنه فشل في تخطي الحارس الكاميروني أندريه أونانا، الذي حوّل الكرة ببراعة من أمام صلاح إلى رمية تماس.
ويبدو أن هذه الفرصة كانت بمثابة الإنذار القوي للاعبي الكاميرون، حيث ردوا بعدة هجمات وظهرت خطورتهم بتصويبة صاروخية لسامويل أوم جويت مرت ملاصقة للقائم، ثم تسديدة رأسية ماكرة من كارل توكو إيكامبي، أنقذها أبو جبل ببراعة في الدقيقة 78.
بعدها هدأ اللعب قليلا واستسلم الفريقان للجوء للوقت الإضافي، لكن لم يهدأ الحكم المتربص بالمنتخب المصري حيث أنذر مدربه كيروش قبل أن يطرده بعدها بدقائق في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للشوط الثاني، ثم أنذر وائل جمعة مدير المنتخب، في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع.
وبعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، امتدت المباراة لوقت إضافي مدته 30 دقيقة مقسمة على شوطين.
وانخفض الأداء من الفريقين في الشوطين الإضافيين وغابت إثارة الوقت الأصلي، ليحتكم الفريقان لضربات الترجيح من علامة الجزاء.
ونجح المنتخب المصري في حسم ركلات الترجيح لصالحه 3-1 بعدما سجل أحمد سيد (زيزو)، الذي شارك قبل دقيقتين من نهاية الوقت الإضافي، ركلة الترجيح الأولى ثم أضاف المدافع محمد عبد المنعم والبديل مهند لاشين ركلتين ترجيحيتين.
وسجل القائد فينسيت أبو بكر ركلة الترجيح الأولى للكاميرون فيما أنقذ المتألق أبو جبل ركلتين من هارولد موكودي وجيمس ليا سيليكي.
وأطاح كلينتون نجي بركلة الترجيح الرابعة للكاميرون خارج المرمى، لتطيح مصر بصاحبة الملعب والجمهور من نصف النهائي.
وتسبب الضغط العصبي على لاعبي الكاميرون، في فقدانهم الدقة والتركيز وإهدار ركلات الترجيح، خاصة في ظل يقظة وسرعة رد فعل أبو جبل الذي كتبت هذه البطولة شهادة ميلاده كأحد نجوم حراسة المرمى في تاريخ منتخب مصر، وثبّت أقدامه كحارس أساسي بالتبادل مع الشناوي المتألق أيضا.