خبير أردني: قواعد الاشتباك الجديدة كشفت المستور

الجمعة 28 كانون الثاني , 2022 01:18 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

أعلنت القوات المسلّحة الأردنية، يوم أمس الخميس، إحباطها محاولات تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية.

أدت هذه الحادثة إلى مقتل 27 مهربا ومتسللا وإصابة آخرين عبر الحدود الشرقية للملكة الأردنية، بعد تغيير قواعد الاشتباك مع المهربين والمتسللين، إثر مقتل ثلاثة من مرتبات الجيش  (الأردني) وإصابة آخرين على يد المهربين، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

حول هذا الموضوع، قال الكاتب والمحلل الأمني الأردني، الدكتور بشير الدّعجة"لو تمحّصنا هذا البيان الصحفي وحلّلناه بدقة وموضوعية، سنجد أنه يكشف مدى تعرض حدودنا الشمالية والشرقية خلال السنوات الماضية، لهجمات مهربي المخدرات وكمية المخدرات التي تتدفق شبه شهريا أو أسبوعيا إلى أراضينا، عدا عدد المتسلّلين ذوي النوايا الخبيثة والمآرب الأخرى".

وأشار الدّعجة إلى "أنّ أحد أسباب انتشار المخدرات في بلاده، في السنوات الأخيرة، هو الانفلات الأمني داخل بعض دول الجوار وعدم قدرة الأجهزة العسكرية والأمنية الأردنية على ضبط حدودها بسبب التراخيص المعتمدة أو المشاركة أو التآمر من قبل بعض عناصر الأجهزة والمليشيات والعصابات المتواجدة على طول الشريط الحدودي الشمالي والشمالي الشرقي داخل الأراضي السورية".

وحول ما تحتاجه الأجهزة الأمنية والعسكريّة المعنية بملاحقة المهربين ومنعهم من دخول الأراضي الأردنية، قال الدعجة: "إنها كانت بحاجة ماسة إلى تعزيز الدعم اللوجستي والبشري وكذلك العملياتي المتقدم، المتمثل بإعادة النظر في قواعد الاشتباك، حيث اتضح من عملية استشهاد نشامى قواتنا المسلحة أن أجهزتنا الأمنية والعسكرية تواجه مهرّبين منظّمين ومحترفين عسكريا وليس مهرّب تقليدي مهزوم نفسيا ومعنويا، يلوذ بالفرار عند مشاهدته دورية أو كمين، تاركا الجمل بما حمل من آفة المخدرات".

"إنّ هؤلاء المهربين لديهم المهارة العالية في التعامل مع الكمائن والإفلات منها، ومدرّبين تدريبا عاليا على إطلاق النار وفق قواعد عسكرية احترافية لا يتقنها المدرب التقليدي، وهذا ما دفع قواتنا المسلّحة إلى تغيير قواعد الاشتباك، بعد تيقنها بأنها تواجه مهربين ومساندين أقرب ما يكونوا إلى أنهم عسكريين ومسلحين بأسلحة ومعدات لا تملهكا سوى الجيوش والعصابات والميليشيات المنظمة والمدربة تدريبا عسكريا، فكان القرار حرب لا تبقي ولا تذر، وقتل مباشر دون إنذار للمهربين ومن يساندهم".

وأضاف: "إن العدد الكببر من القتلى في صفوف المهربين بعد تغيير قواعد الاشتباك معهم، يبين الحجم الهائل لتدفق المخدرات إلى أراضينا من حدودنا الشمالية والشرقية خلال السنوات الماضية وكشف المستور عن إغراق الداخل الأردنية بآفة المخدرات خاصة المخدرات الصناعية".

وتابع: "أعتقد أن هذا الهدف ليس تخطيط مهربين أوعصابات تهريب تقليدية كما نعرفها سابقا بل هو هدف استراتيجي مخطط له بعمق من قبل أجهزة وعصابات وميليشيات لمعاقبة الأردن على مواقفه السياسية والإنسانية التي تتعارض مع مواقف هذه العصابات والمليشيات والأجهزة المنظمة".

 

وتابع: "أجهزتنا العسكرية والأمنية تخوض معارك مع عصابات وأجهزة منظمة وميليشيات المخدرات على حدودنا الشمالية والشرقية ولابد من دعمها لوجستيا وبشريا وماديا ومعنويا على مدار الساعة لمواصلة معركتها مع المهربين ومن يقف خلفهم وتخليص الوطن من آفة المخدرات".

واختتم الدكتور الدّعجة حديثه بتوصية للمواطنين الأردنيين، بأنه "يجب أن نقف جميعا خلف أجهزتنا العسكرية والأمنية لمحاربة آفة المخدرات والقضاء عليها، وهنا لابد أن أشير إلى دور المواطن الأردني والمقيم لمكافحتها من خلال تقديم المعلومة عن المخدرات ومهرّبيها ومروّجيها ومستهليكها إلى الجهات المعنية، فلا قضاء على هذه الآفة دون قيام المواطن بدوره الوطني والإنساني اتجاهها، وحمى الله الوطن ومنتسبي قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية وللحديث بقية".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل