الثبات ـ عربي
وصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى مصر، في زيارة عمل تدوم يومين، في ثاني زيارة له إلى الخارج منذ توليه السلطة. وسيكون توثيق التعاون والمشاورات الثنائية في الملفات البينية والإقليمية على رأس الزيارة خاصة فيما يتعلق بالتحضير للقمة العربية وجهود الجزائر لإعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة والقضية الفلسطينية إلى جانب تطورات الوضع في ليبيا.
وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية في وقت سابق“يشرع السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، في زيارة عمل وأخوة إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، تدوم يومين، ابتداء من الإثنين 24 جانفي”.
وكان تبون قد أكد في رسالة إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، سلمها وزير الخارجية رمطان لعمامرة خلال زيارته يوم 11 من الشهر الجاري إلى القاهرة، أنه “يتطلع إلى زيادة تعزيز التنسيق والتشاور مع السيسي خلال الفترة المقبلة. لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجه المنطقة والأمة العربية وتعزيز العمل العربي المشترك”.
وتأتي الزيارة في توقيت حساس بالنظر إلى الملفات الشائكة والتحديات التي تشهدها المنطقة، خاصة وأن الجزائر ترمي بكل ثقلها من أجل إنجاح القمة العربية التي ستكون تحت شعار دعم القضية الفلسطينية، في مساع لتوحيد المواقف العربية في ظل حركة التطبيع بين دول عربية والكيان الصهيوني.
وكان وزير الخارجية الجزائري قد أكد خلال استقباله السفراء العرب المعتمدين لدى الجزائر، يوم السبت، بخصوص تاريخ التئام القمة العربية: “أنه وخلافا للمغالطات التي يتم تداولها هنا وهناك تحت عنوان ‘تأجيل موعد القمة’، في حين أن تاريخ التئامها لم يتحدد أصلا ولم يتخذ أي قرار بشأنه بعد، ووفقا للإجراءات المعمول بها في إطار المنظومة العربية، يعتزم رئيس الجمهورية طرح موعد (تاريخ) يجمع بين الرمزية الوطنية التاريخية والبعد القومي العربي ويكرس قيم النضال المشترك والتضامن العربي”. وأعلن النائب العام لمساعد للأمين العام للجامعة العربية، حسام زكي، أن تاريخ انعقاد القمة سيحدد بعد شهر رمضان المقبل.
وتسعى الجزائر للاستعانة بالقاهرة بالنظر إلى ثقلها في الجامعة العربية وعلاقاتها خاصة مع الدول الخليجية، من أجل تقريب المواقف وتذليل العقبات في وجه تنظيم القمة العربية وإنجاحها من حيث مستوى التمثيل ومخرجاتها.
وإلى جانب ملف القمة العربية، ستطرح ملفات أخرى على طاولة النقاش بين قائدي البلدين، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومبادرة الجزائر لتنظيم ندوة جامعة للفصائل الفلسطينية، إلى جانب جهود الجزائر حول عودة سوريا للجامعة العربية، والتي يعارضها عدد من الدول العربية.
كما سيكون الملفان الليبي والتونسي حاضرين في المناقشات بين الجانبين، بالنظر إلى أهميتهما، وتحديدا الملف الليبي، الذي كان محل خلاف بين الجزائر ومصر، خاصة خلال الهجوم العسكري الفاشل للجنرال المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس في أبريل/ نيسان 2019. ويحاول البلدان تنسيق الجهود فيما يتعلق بدعم الحل السياسي وإخراج المرتزقة وتأمين الحدود.
ويرى الإعلامي المتخصص بالشأن الدبلوماسي، أمين بلعمري، أن هذه الزيارة “تعتبر زيارة تاريخية على اعتبار أنها تأتي بعد عقدين على آخر زيارة لرئيس جزائري إلى القاهرة، كما أنها تأتي في خضم التحضير للقمة العربية التي ستحتضنها الجزائر العام الجاري”.
وأضاف في حديث مع “القدس العربي” أنه يتصور أن تكون الزيارة “فرصة لتبادل الرؤى والتشاور حول العديد من القضايا العربية والإقليمية التي تهم البلدين من بينها الملف الليبي الذي يعني البلدين مباشرة على اعتبار أنهما أقوى دولتين من بين دول الجوار الليبي”.
وأوضح بلعمري أيضا أن الزيارة “ستكون فرصة للحديث عن المناورات الإسرائيلية عبر السعي المشبوه للحصول على مقعد عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، وهذا ما تعترض عليه بشدة الجزائر والقاهرة معا”، يضاف إلى ذلك، يقول المتحدث “القضية الفلسطينية خاصة وأن الجزائر تتأهب لاحتضان لقاء لمصالحة الفصائل الفلسطينية في الجزائر بمبادرة من الرئيس تبون وهي المبادرة التي لاقت ترحيبا فلسطينيا وعربيا”. إلى جانب ملف “استعادة دمشق لمقعدها في الجامعة العربية”. وأكد في السياق أن الزيارة “ستتوج بتوقيع الرئيسين على عدد من الاتفاقات الثنائية في مختلف القطاعات والمجالات خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وكل التهديدات التي تواجه المنطقة”.
وفي رده على سؤال بخصوص الحديث عن إمكانية ميلاد محور الجزائر- القاهرة في ظل التقارب بين العاصمتين، قال الإعلامي الجزائري إن “الجزائر لا تحبذ أطروحة المحاور والتحالفات وتفضل التعاون والتنسيق جماعيا، ثنائيا وعربيا”، مضيفا “أعتقد أن التعاون والتنسيق بشكل ثنائي سيسهم بشكل فعال في خدمة المصلحة العربية والأفريقية على اعتبار أن البلدين يقتسمان هذين البعدين كما أن هذا التعاون الوثيق سيسهم في حلحلة الأزمات الإقليمية”.