نصائح لتخفيف آثار الإجهاد المزمن في صحتك

الإثنين 02 آب , 2021 05:00 توقيت بيروت صحة وتغذية

الثبات ـ صحة وتغذية

الإجهاد هو استجابة طبيعية للمواقف الصعبة وعوامل التوتر المختلفة، ولدى أغلب الناس أصبح جزءا من الحياة اليومية. وهناك فرق بين المستويات الصحية للإجهاد، والإجهاد المزمن؛ فالإجهاد الصحي يعمل على إنتاج الهرمونات التي تساعد الجسم على الثبات، أما الإجهاد المزمن فيبقي الجسم في حالة تحفز مدة طويلة.

وفي تقرير نشره موقع"باور أوف بوزيتيفيتي" (Power Of Positivity) الأميركي، تقول الكاتبة لاكيشا إيثانز إن الإجهاد المزمن يمكن أن ينجم عن الاضطرابات العقلية والظروف الصعبة والوظائف ذات الضغط العالي والمشاكل الشخصية وغيرها من عوامل التوتر.

ويمكن أن تؤدي هذه المواقف إلى آثار جسدية طويلة الأمد تؤثر سلبا في الصحة البدنية والعقلية، ويبلغ الأمر درجة الإصابة بعدد من الأمراض.

ولكن ما أبرز تأثيرات الإجهاد في الصحة؟ وماذا يمكنك أن تفعل حيال ذلك؟

 الإجهاد المزمن يضرّ بجهازك الهضمي

يؤثر الإجهاد المزمن تأثيرا واضحا في الجهاز الهضمي؛ فإذا كنت في حالة نفسية سيئة، من المحتمل أن تلاحظ تقلبات في المعدة واضطرابات في الهضم.

ويمكن للإجهاد أن يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، فمع زيادة معدل ضربات القلب وزيادة هرمونات التوتر والتنفس السريع، من المنطقي أن تحس بآلام في المعدة، وقد تعاني أحيانا "ارتجاع الحمض" أو حرقة المعدة.

كما قد تلاحظ أن حركة الأمعاء تختلف خلال أوقات الخوف أو الإجهاد أو القلق، وقد تشعر بالغثيان أو الإمساك أو الإسهال أو حتى التقيؤ.

ويعمل الكبد على إنتاج مزيد من "الغلوكوز" عند الشعور بالإجهاد، ولكن إذا لم يستطع الجسم التعامل مع مستويات الغلوكوز المرتفعة، قد يؤدي ذلك إلى الإصابة بسكر الدم أو مقاومة الإنسولين أو داء السكري من النوع الثاني.

الإجهاد المزمن يؤثر في الجهاز التنفسي

ووفقا لعدد من الدراسات، قد يتضرر الجهاز التنفسي بسبب الإجهاد المزمن، من خلال التأثير في الرئتين أو أي عضو مرتبط بعملية التنفس.

فعلى سبيل المثال، يمكن أن يسبب الإجهاد انقباض الحلق أو القصبة الهوائية، فيسبب ذلك ضيق التنفس. كما أن تسارع الأنفاس بسبب الذعر وأشكال الإجهاد الشديدة الأخرى يجعلك تشعر كأنك لا تتنفس التنفس المعتاد.

ويمكن أن يفاقم الإجهاد المزمن أمراض الجهاز التنفسي الموجودة سابقا أو يعرضك لخطر الإصابة بأنواع محددة من الأمراض التنفسية في وقت لاحق، ومنها مرض الانسداد الرئوي المزمن والتهاب الشعب الهوائية المزمن والربو.

الإجهاد المزمن يضرّ بالقلب والأوعية الدموية

لعلك سمعت أن الإجهاد المزمن يؤدي إلى النوبات القلبية، وما يحدث تحديدا هو أن القلب يكون دائما في حالة من التوتر والإجهاد وهو ما يعزز حدوث تلك النوبات. فبسبب الإنهاك الذي تتعرض له الأوعية الدموية وعضلات القلب، يرتفع ضغط الدم وتزيد مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية، وفي أقل الحالات خطورة قد تعاني التهاب الدورة الدموية أو ارتفاع مستويات الكوليسترول.

وسائل للوقاية من تأثيرات الإجهاد المزمن

1.  اكتب يومياتك

التدوين في دفتر يوميات من الأنشطة التأملية المفيدة، إذ يسمح لك بإفراغ مشاعرك في مساحة خاصة والتخلص من الضغوط والتوتر. فبعد أن تدوّن كل ما مرّ بك خلال اليوم، يمكنك التفكير في تلك المشاعر بهدوء تام. ووجدت الدراسات أن كتابة اليوميات وسيلة فعالة لتحفيز الأفكار الإيجابية والحدّ من الإجهاد.

2. مارس الرياضة

يمكن أن تساعد التمارين المعتدلة على تخفيف التوتر اليومي، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن التمارين الرياضية تخفف من القلق والاكتئاب والتوتر وتعزز التفكير الإيجابي من خلال تحسين جودة النوم والشعور بمزيد من الراحة والقدرة على التعافي من الإجهاد والشعور بوفرة من النشاط، وإفراز كمية كبيرة من الهرمونات الإيجابية مثل الإندورفين، وهي هرمونات تشعرك بالراحة وتقلل مستويات التوتر.

كما تساعد الرياضة على خفض مستويات "الكورتيزول"، وهو هرمون التوتر الرئيسي في الجسم، وتمنحك الشعور بمزيد من الثقة والتحكم في الجسم تحكما أفضل يخفف مستويات الإجهاد.

وليس عليك القيام بتمارين مكثفة لجني هذه الفوائد، إذ إن المشي والركض الخفيف والرقص وحتى الزراعة الخفيفة من الأنشطة المفيدة جدا للحدّ من تأثيرات الإجهاد.

وربطت العديد من الدراسات بين ضعف التواصل الاجتماعي وزيادة مستويات القلق والاكتئاب، وهو ما يؤكد أن التواصل مع الآخرين مفيد جدا لصحتك النفسية ومقاومة الإجهاد. وفي ما يأتي بعض النصائح لتعزيز التواصل الاجتماعي:

اقض وقتا أطول مع أحبائك

يمكن للأشخاص الذين تحبهم تقديم كثير من الدعم في أوقات الإجهاد، إذ يجعلونك تشعر بالسعادة، وهو ما يعزز إفراز هرمونات السعادة مثل الأوكسيتوسين، ومن ثم تخفيف التوتر وتحسين المزاج.

المس شخصا تحبه

يعزز الاتصال الجسدي مع من تثق بهم إفراز هرمون الأوكسيتوسين، وهي طريقة جيدة للتخلص من الإجهاد، ووجدت الدراسات أن معانقة الآخرين يمكن أن تقلل مستويات الكورتيزول المعروف بهرمون التوتر.

العب مع حيوان أليف

إذا لم تكن قادرا على التفاعل مع البشر، فإن اللعب مع حيوان أليف قد يمنحك تأثيرا مماثلا ويعزز إفراز الأوكسيتوسين، وهو ما أظهرته الأبحاث العلمية.

أخيرا، إذا شعرت أن الأمور تزداد تدهورا وأنك لا تستطيع التخلص من الإجهاد، من المرجح أنك تحتاج إلى مساعدة طبية لعلاج الإجهاد المزمن وتخفيف آثاره.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل