هل أنت مصاب بالتوهم المرضي؟

السبت 08 حزيران , 2019 06:21 توقيت بيروت صحة وتغذية

الثبات ـ صحة وتغذية

 

يعتبر التوهم المرضي ‫من الاضطرابات النفسية التي يعاني فيها المصاب من وساوس تستحوذ على ‫تفكيره وتشغله دوما بفكرة إصابته بمرض خطير أو مهدد للحياة لم يتم ‫تشخيصه بعد.

ويتسبب ذلك في الشعور بقلق بالغ يستمر لأشهر عدة أو أكثر ‫على الرغم من عدم وجود دليل طبي واضح يثبت أن هذا الشخص يعاني من مشكلة ‫صحية خطيرة.

وأوضحت يوليا شارنهورست -من الرابطة الألمانية للأطباء النفسيين- أن ‫هناك صورا كثيرة للتوهم المرضي، ولكن تتمثل الحالة التقليدية في أن يكون ‫للشخص مريض ما في دائرة معارفه مصاب بمرض خطير أو أنه قد تعرض للموت، ‫وتظهر على هذا الشخص أعراض مرضية مماثلة للمتوفى.

من جانبها، أوضحت رئيسة الجمعية الألمانية للطب ‫النفسي والعلاج النفسي كريستا روت زاكنهايم أنه في مثل هذه الحالات أو المواقف المشابهة ‫ينبغي إجراء فحص واقعي مشترك بين أفراد العائلة والأصدقاء، والتحقق مما ‫إذا كانت هناك عوامل خطورة فعلا أو وجود عوامل وراثية مسبقة.

‫وعندما يتحدث أفراد العائلة بصراحة عن المشاعر والمخاوف فإن ذلك يكون ‫له تأثير وقائي أيضا، علاوة على أن إجراءات، مثل الاسترخاء التدريجي ‫للعضلات واليوغا والتدريب الذاتي يمكن أن تساعد في السيطرة على مخاوف ‫المرض غير الضارة.
‫‫
‫‫وبالنسبة للشخص الذي يعاني من اضطراب التوهم المرضي، سيكون من الصعب ‫عليه اكتشاف الأعراض بنفسه، لأنه يخشى بالفعل من الموت بسبب الإصابة ‫بالسرطان أو أمراض القلب.

‫أعراض غير محددة

‫وتشمل هذه الأعراض اضطرابات الرؤية والدوار وآلام الصدر والبطن ‫والغثيان، وبدلا من إرجاع هذه الأعراض إلى الإجهاد والتوتر وغيرهما من ‫الأسباب العابرة وغير الخطيرة يقوم المصاب بتفسيرها على أنها أعراض مميتة، وتابع ‫الطبيب الألماني قائلا "يدور التفكير باستمرار حول سلامة الجسم وصحته.

‫وأكدت المصادر الطبية،  أن المريض يحرص على زيارة الطبيب بصورة متكررة من أجل ‫السيطرة على حالته، غير أن هذه الزيارات لا تطمئن المريض، فيبحث عن ‫أطباء آخرين، وقد يلجأ بعض المرضى إلى إجراء فحوصات غير مريحة أو مؤلمة ‫دون الحاجة إليها.

‫وأضافت المصادر، أن شبكة الإنترنت تعتبر لعنة أكثر من كونها نعمة مع هذه ‫الحالات حيث يتعرف المرء على الأعراض والأمراض النادرة، ودائما ما يحاول المرضى البحث عن نماذج توضيحية ‫لأعراضهم المرضية، ويرغبون دائما في إثبات شدة الأعراض المرضية.

‫العلاج السلوكي
‫‫ويمكن علاج مثل هذه الحالات بواسطة مضادات الاكتئاب أو العلاج السلوكي ‫الذي يتعلم فيه المرء كيفية التعامل مع أعراض الخوف والقلق بصورة جيدة.

‫وأوضح هوليندر أن أفراد الأسرة والأقارب غالبا ما يشاركون في العلاج ‫السلوكي، حيث يتم البحث عن نموذج توضيحي مشترك، والاستفسار عما إذا كان ‫الآباء يعانون من القلق المفرط بشأن صحتهم والأعراض الجسدية.

‫ويساعد العلاج السلوكي في العثور على تفسيرات بديلة لتوهم المرض وليس ‫زيارة الطبيب في كل مرة، كما يمكن للتمارين الرياضية أن تكون جزءا من ‫استعادة الثقة في الجسم والتخلص من المخاوف المرضية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل