" أحداثُ عام خارج التوقّعات".. ألعين على سورية ولبنان ـ ماجدة الحاج

الخميس 26 كانون الأول , 2019 02:54 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لم يطل الأمر على إقرار مجلس الشيوخ الأميركي قانون قيصر، الذي يُشرّع عقوبات جديدة لعلّها الأقسى على سورية وحلفائها، حتى بادرت دمشق سريعا الى اطلاق شارة بدء عمليّاتها العسكرية الموعودة نحو ادلب رغم الضغوط والمطالبات التركيّة بإيقافها، كما كلّ المحاولات الأميركية-الإسرائيليّة لمنع انطلاقها، يقينا من الجانبَين بتوجّه الجيش السوري بعد الإنتهاء من تحرير المعقل "الجهاديّ" الأكبر، صوب حسم آخر معاركه في شرق الفرات، لينتقل حينها الى المعركة الأمّ في الجولان.."وهو أمرٌ تلقّفته تل ابيب بشكل واضح من القيادة الرّوسية من خلال اكثر من مسؤول لديها"- بحسب ما لفتت معلومات صحافية روسية واكبت زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم مؤخرا الى موسكو، وتأكيدها انّ الرئيس السوري عازمٌ على انجاز آخر المعارك السورية للتفرّغ لمعركة استعادة الجولان مهما كلّف الأمر، مبيّنة انّ قرارا استراتيجيّا اتخذته دمشق وحلفاؤها لا يقتصر على استعادة ادلب، "وما بعدها" الى حضن الدولة السوريّة وحسب، بل انّ عمليّات "خلط اوراق" غير مسبوقة ستطبع العام الجديد، كما "فرط" عقد احلاف اقليميّة ونشوء او توسّع اخرى في خضمّ الصّراع على النفط والغاز الدائر في المنطقة.."ولربما نشهد في طيّات هذا الصراع حدثا عسكريا غير متوقع بين مصر وتركيا ربطا بالموضع الليبي" - وفق اشارة المعلومات.

 وإزاء مشهد تقدّم القوات السورية المتسارع في الريف الإدلبي واستعادتها عشرات المناطق والبلدات وصلت الى تحرير ما يزيد عن 320 كلم مربعا بفترة زمنيّة قياسية، دخلت "اسرائيل" سريعا كما جرت العادة منذ بداية الحرب السورية، على خطّ دعم ذراعها السوري-جبهة النّصرة، عبر صواريخ وجّهتها ليل الأحد الماضي من البحر قبالة مدينة صيدا اللبنانية الجنوبية ومن الأراضي المحتلة صوب جنوب دمشق، تزامنا مع هجمات مسيّرات مذخّرة ادخلها مقاتلو الجبهة في قلب المعركة لصدّ زحف الجيش السوري..الا انّ  التدخل "الإسرائيلي" لم يؤثّر على زخم تقدّم قواته، التي وصلت الى مرحلة الإشراف الناريّ على معرّة النّعمان وسط اشارة معطيات عسكرية الى اقتراب سقوط المدينة في ايّ لحظة، لتبدأ الأنظار بالتوجه صوب سراقب وجسر الشغور..

 رغم توقّع خبراء عسكريين "شراسة دفاع غير منظورة مرتقبة في مناطق ادلبيّة لطالما اعتُبرت "قلاعا" محصّنة بالإرهابيين الأجانب، سيما في جسر الشغور وقراها التي تضمّ الآلاف من المقاتلين التركستان "الإيغور" المعروفين بشراسة قتالهم على الأرض منذ توجههم "للجهاد" في سورية عام 2012 ، والذين كانوا رأس الحربة في السيطرة على المدينة كما على مطار ابو الظهور العسكري عام 2015، وحيث يُقدّر تعدادهم بحوالي 5000 مقاتل يتجمّعون وعائلاتهم في ما يشبه "الإمارة" المستقلة هناك عن سائر "مجتمعات" الميليشيات الإرهابية على امتداد ادلب واريافها، من دون اغفال تواجد اعداد كبيرة من الأوزبك والشيشان والقوقاز وغيرهم المنحدرين من الإتحاد السوفييتي السابق.. الا انّ مصدرا ميدانيّا مواكبا لسير العمليات العسكرية لفت الى "مفاجآت غير متوقعة" حيال قلاع الإرهابيين الأجانب تحديدا، مكتفيا بالتلميح الى انّ مشهد دخول طلائع الجيش السوري الى عمق ادلب، وارتفاع الأعلام السورية من جديد فوق المنازل والمؤسسات الرسمية.. سيتمّ في توقيت "لافت جدا"!

 أطلقت دمشق صافرة بدء معركتها المصيريّة في ادلب وسط حال الغليان على امتداد الإقليم، والتحدّيات والتهديدات المعادية على ألسنة مسؤولين اميركيين و"اسرائيليين"، بدءا حيال ايران، مرورا بسورية والعراق، وصولا الى لبنان.. بدا واضحا تحديد شارة انطلاق المعركة مباشرة بعد اقرار قانون قيصر الأميركي ضدّ سورية وحلفائها، والذي يشرّع اجراءات قاسية منها امكانيّة فرض حظر جوي في سورية، كما "تقويض داعمي الأسد" بالتحديد ايران وروسيا..  الأخيرة التي بادرت الى دعم حليفها السوري بتلك المعارك عبر مساندة لوجستية واستخبارية وجويّة غير مسبوقة، آثرت توجيه رسائل بالجملة "الى كل من يعنيهم الأمر".. بدءا برسائل صواريخ الكاليبر من خلف البحار، مرورا بأخرى حملتها مناورات بحريّة سوريّة-روسية مشتركة في البحر المتوسط انطلاقا من قاعدة طرطوس البحرية، شاركت فيها سفن روسيّة وقوارب صواريخ وطائرات حربية اقلعت من مطار حميميم.. بدت لافتة في توقيتها ورسائلها، سيّما انها تستبق مناورات بحريّة مشتركة بين روسيا، الصّين وايران من المُزمع ان تنطلق غدا الجمعة- وفق ما اعلنته وزارة الدفاع الصينيّة اليوم الخميس.

  مناوراتٌ استدعت ردّا اميركيا سريعا عبر حاملة الطائرات "يو اس اس هاري ترومان" التي بادرت الى الإستعداد لأيّ تحرّك روسي-ايراني- بحسب تقرير شبكة ان بي سي نيوز، أُلحقت بتحذير جيمس فوغو، قائد القوات الأميركية البحريّة في اوروبا وافريقيا وقوله" لن نسمح بما يجري في البحر المتوسط، ونذكّرهم بأنّ هناك تكلفة ومخاطر اذا ساءت التصرّفات"!

 يأتي ذلك في خضمّ المآزق الداخليّة التي تكبّل رأسَي واشنطن وتل ابيب.الرئيس دونالد ترامب، وبنيامين نتنياهو.. الأول من محاولات عزله، والثاني من امكانيّة دخول السجن.. ليصبح السؤال المشروع" هل اتفق الرّجلان على الهروب صوب حرب خارجية؟ او على الأقلّ، هل اعطى ترامب –الذي يتنصّل دائما من التورّط بحرب عسكرية مباشرة مع اعدائه، واقتصار ردوده على العقوبات القاسية وإدارة الحروب الناعمة في ساحات اعدائه..هل اعطى نتنياهو ضوءا اخضر  للقيام ب "عمل ما" ضدّ حلفاء "العدو المشترك" ايران في المنطقة؟ سيّما وسط تهديدات وزير الحرب "الإسرائيلي" بجعل سورية "فييتنام ايران"، كما على لسان رئيس اركان جيش الكيان حيال حزب الله؟ مُلحقة بتهديد استهداف لبنان وبناه التحتيّة؟

 لربما على اصحاب "الرؤوس الحامية" في تل ابيب، العودة الى كلام سبق ووجّهه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وفقا لقاعدة" العين بالعين والسّن بالسنّ والبادي أظلم".. ويقرّ العدوّ قبل الحليف بصدق وعوده..

 قد يُتوّج العام الجديد بتطوّرات قد تكون خارج توقعات الجميع، في منطقة تغلي برائحة النفط والغاز.. ثمّة مؤشرات تُنبئ بأحداث عسكرية بين الأصلاء هذه المرّة في ليبيا وليس الوكلاء..في دولة الإمارات، " وليّ عهد ابو ظبي قبلة الإنظار –وفق تسريبات دبلوماسي روسي في القاهرة، اكد ايضا انّ الأنظار ستجنح حكما الى سورية ولبنان، بدءا بمفاجأة بحريّة لبنانيّة، وحدث لبناني- سوري مشترك للمرة الأولى منذ العام 2005 ، قد يكون على متن زيارة رسمية لبنانية غير متوقعة الى دمشق- بحسب ما ينقل عن مصادر قال إنها مطّلعة على تحضيرات الزيارة في موسكو..

وليس آخرها حدثٌ عسكريّ غير مسبوق بين حركة "انصار الله" اليمنيّة، و"اسرائيل" هذه المرّة، يتربّع صدارة المشهدَين الإقليميّ والعالمي بقوّة!

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل