التوطين أم الاندماج الفلسطيني في لبنان؟ ـ د.نسيب حطيط

الخميس 01 آب , 2019 10:11 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ان مشكلة توطين الفلسطينيين في لبنان لم تظهر خلال السنوات الأخيرة وانما بدأت منذ احتلال فلسطين ورفض مشروع التقسيم حيث راهن الصهاينة على عامل الوقت والضياع لتصفية القضية الفلسطينية عبر إطالة فترة "التيه الفلسطيني" لقرن من الزمن فيذوب الفلسطينيون في المجتمعات التي لجأوا اليها ويفنى جيل النكبة ويتم التعاطي مع أجيال لا تعرف فلسطين ولا تنتمي اليها وليس لها الذاكرة الوطنية او الهوية الثقافية ويمكن لبعضها ان يصبح مواطنا في الدول التي منحته الجنسية ولا حاجة عندها للتعويض او المفاوضات حول دولة فلسطينية او حكم ذاتي او استيعاب لسكان الأراضي المحتلة الا بقدر ما يخدم وجودهم الكيان الصهيوني الغاصب.

إن المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا والأردن تشكل احد اهم اركان "العودة لفلسطين ومراكز حفظ الذاكرة والهوية والإنتماء مع كل المشاكل البنيوية والاجتماعية  والاكتظاظ السكاني والمشاكل الصحية والسلوكية ...لكنها تشكل "الدولة الفلسطينية اللاجئة والمهاجرة التي لم لم تعد لتظهر على جغرافيا فلسطين المحتلة، وبالتالي فإن إبادة المخيمات او تدميرها او افراغها او تحولها الى مدن يلفها الترف والاسترخاء سيكون اول خطوات اعدام الحلم الفلسطيني بالعودة وسيكون اول مداميك التوطين المقنع او السافر المباشر او المخادع وهذا اخطر من كل القمع والتوحش الإسرائيلي ضد الاخوة الفلسطينيين في الداخل والخارج؟

ان ما يجري من نقاش ورفض واستنكار فلسطيني ل قرارات وزير العمل اللبناني بصفته الحكومية الرسمية وليس السياسية والتي لم تبادر الحكومة اللبنانية مجتمعة إلى اتخاذ أي قرار مناقض لقراراته ،يثير أسئلة متعددة يشوبها الالتباس والشبهة في بعض الأحيان او عدم فهم القرارات او محاولة تفسيرها لفهمها بشكل دقيق وتصحيح بعض مفرداتها لتحقيق المصلحتين اللبنانية والفلسطينية لجهة حقوق الإنسان وحفظ القضية المركزية .

ان الحوار اللبناني الفلسطيني يجب ان يكون تحت سقف الأخوة وضمن معادلة منع التوطين كمطلب لبناني – فلسطيني، وحق العودة كمطلب فلسطيني-لبناني. مع ضرورة الاحتفاظ بالهدوء والعقلانية وعدم توفير البيئة الفلسطينية داخل المخيمات للجماعات التكفيرية او خلايا عملاء الموساد وأجهزة الإستخبارات المتعددة الجنسيات لتفجير الأوضاع الأمنية في المخيمات وجوارها مع الجيش اللبناني خصوصا، حتى لا يكون مصير المخيمات الفلسطينية في لبنان والتي تمثل الرمز الأساس للشتات الفلسطيني في العالم ،كما كان مصير مخيم اليرموك في سورية والذي قامت الجماعات التكفيرية من "داعش والنصرة" خصوصا بتدميره لتحقيق احد الأهداف "الإسرائيلية" وحلقة من حلقات صفقة القرن المشؤومة التي تم التخطيط لها بالتزامن مع التخطيط لما يسمى الربيع العربي الدموي وبدأ تنفيذها أيضا بالتزامن مع تنفيذ الربيع العربي والتطبيع العربي – "الإسرائيلي"..ان ما تشهده المخيمات الفلسطينية من مظاهرات واعلان أيام "جمعة الغضب" كنموذج مستنسخ من الربيع العربي يثير الشبهة حول خلفيات التحرك للمطالبة بإلغاء قرارات الدولة اللبنانية بالنسبة للعمال الفلسطينيين وخصوصاً، وان عددا كبيرا من المسؤولين اللبنانيين والأحزاب اللبنانية وقفت الى جانب الشعب الفلسطيني ودعت للحوار وتعديل القرارات التي تمس بالحقوق الفلسطينية ولا تسهل التوطين وفي مقدمتهم الرئيس نبيه بري وحزب الله والتنظيم الشعبي الناصري وغيرهم .

اننا ندعو الأخوة الفلسطينيين وخصوصاً المنظمات الحاكمة للمخيمات ان لا تتشاطر او تعمل وفق تكتيك تحريك الشباب وإظهار نفسها بأنها على الحياد ،لأن ذلك سيفتح ثقوب كثيرة في جدار أمن المخيمات ويثبت تعدد المرجعيات الحاكمة التي يسهل اختراقها وربما ان من استولد الحراك لن يسيطر عليه فيما بعد والتجارب كثيرة في ما سمي الربيع العربي .

الحوار والثقة والإخلاص والمصداقية وحفظ القضية الفلسطينية هي نقاط ارتكاز الوصول الى حلول معقولة وممكنة وغير خطرة على القضية وأهلها ..

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل