نظرات في الإعجاز القرآني ... {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}

الثلاثاء 23 تموز , 2019 09:27 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

المجتمعات مفككة ومبعثرة، وهذا التفكك لم يأت من فراغ، إنما جاء من خلفيات لا تكن للدين بشيء، فإما أن أكون معك موافقاً لفكرك الخاطىء، أو أن تجعل مني عدواً لك، وهذا السائد في مجتمعاتنا، ولم يبق الأمر حيز المجتمعات فقط، بل انتشر المرض وعشعش في الشعوب، لتخرج شعوب وتساند قوى الشر العاتية، وهذا كله من أجل السلطة، وهذا ما أكد عليه وحذر منه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:

{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} القلم - الآية 9: الوداد هو الحب والتمني، وهنا أراد المشركون من المسلمين أن يعبدوا الأصنام يوماً وهم بدورهم يعبدون الله سبحانه وتعالى يوماً، متمنين بذلك أن يتنازل المسلمون عن عقائدهم ومبادئهم، فالله سبحانه وتعالى بيّن صفات هؤلاء في الآية السابقة بأنّهم كاذبون، ومنه قوله تعالى: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} سورة البقرة-الآية 120، فهؤلاء يتمنون أن تداهنونهم بالعقائد وهذا لا يجوز.

تدهن: كلمة جاءت من الدهان، والدهان هو: الطلاء، أي أن تغطي حقائق الأشياء، وهنا أن تغطي أيها المؤمن حقائق إيمانك بأفعال وأقوال وتصرفات لا تدل على حقيقتك, فالذين يعادونك ويقاومونك يودون أن تتنازل عما أَنت عليه من صلاح.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل