كي لا ننسى شهر نيسان .. سجل حافل بمذابح العدو "الإسرائيلي" منذ 1947م ـ محمد دياب

الثلاثاء 09 نيسان , 2019 01:35 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

يقترب يوم 18 نيسان في التاريخ اللبناني، بدمه ودموعه، وانتصاراته وزهره أيضاً، ففي ذلك اليوم، وفي الحرب التي شنّها العدو "الإسرائيلي" على لبنان تحت "عناقيد الغضب"، في نيسان 1996، وأمام المواجهة البطولية للمقاومة الإسلامية التي أربكت العدو ومنعته من تحقيق أيّ من أغرضه العدوانية، أقدو العدو على ارتكاب مجزرة قانا الأولى، فقصفت قوات العدو مركز قيادة القوات الفيجية التابعة لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، الذي لجأ إليه أطفال وعجائز ونساء ظناً منهم أن العدو لا يمارس اعتداءاته على القوات الأممية، فكان أن أدى  هذا القصف الإجرامي إلى استشهاد 108 أشخاص وإصابة العشرات بالجراح.. ورغم ذلك استطاعت المقاومة الباسلة أن تفرض "تفاهم نيسان".

هذه الجريمة الصهيونية بحق اللبنانيين، لم تكن الجريمة الأولى التي ارتكبها العدو في شهر نيسان منذ اغتصابه فلسطين عام 1948، بل يكاد يكون هذا الشهر الربيعي، شهر المجازر والإجرام الصهيوني المنظم.

ففي 3 نيسان 1948، أقدمت عصابات الهاجا على ارتكاب مجزة في بلدة اللجون في قضاء جنين، مما أدى إلى سقوط 13 شهيداً من أهالي البلدة الصغيرة.

في نيسان 1948، نفّذت العصابات الصهيونية على يدي كلاًّ من مجموعتي" الأرغون"، والتي كان يتزعمها مناحيم بيغن، و"شتيرن"، والتي كان يترأسها إسحاق شامير وبدعم من قوات البالماخ.

ووفق شهادات الناجين، فإن الهجوم الإرهابي على قرية دير ياسين، الواقعة غرب مدينة القدس المحتلة، بدأ قرابة الساعة الثالثة فجراً، لكن الصهاينة في حينه تفاجأوا بنيران الأهالي التي لم تكن في الحسبان، وسقط من اليهود 4 قتلى، وما لا يقل عن 32 جريحاً.

بعد ذلك طلبت العصابات المساعدة من قيادة "الهاجاناه" في القدس، وجاءت التعزيزات، وتمكّنوا من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على الأهالي دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة.

وقد استعان الإرهابيون بدعم من قوات "البالماخ" في أحد المعسكرات بالقرب من القدس، حيث قامت من جانبها بقصف دير ياسين بمدافع الهاون لتسهيل مهمة العصابات المهاجمة.

وقد استمرت المجزرة الوحشية الصهيونية حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب من القرية جمع الإرهابيون اليهود كل من بقي حيًّا من المواطنين العرب داخل القرية وأطلقت عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران.

ومنعت الجماعات اليهودية، في الوقت نفسه، المؤسسات الدولية، بما فيها الصليب الأحمر، من الوصول إلى موقع الجريمة للوقوف على ما حدث على أرض الواقع.

في 12 نيسان 1948، ارتكبت عصابات العدو في قرية قالونيا التي تبعد عن القدس المحتلة نحو 7 كلم، حيث تم نسف البيوت واستشهد أكثر من 15مواطناً فلسطينياً وجرح العشرات.

وفي 14 نيسان 1948، اقتحمت العصابات الصهيونية مدينة طبرية بعد قتال عنيف مع العرب، فلجأ الصهاينة إلى الخدعة، بأن أرسلت منظمتها ليحي والإرجون قوة كبرى يرتدي أفرادها الملابس العربية، فاعتقد الأهالي أنهم أفراد من نجدة عربية قادمة إلى طبرية، فاستقبلوهم بالترحاب، لكن فجأة فتح هؤلاء الصهاينة نيران أسلحتهم على مستقبليهم، ولم ينج من المذبحة سوى أربعين عربياً فقط استطاعوا الفرار إلى قرية مجاورة.

في 16 نيسان 1948، هاجمت عصابات الصهيونية معسكراً سابقاً للجيش البريطاني، يعيش فيه عرب ما أدى إلى استشهاد 90 عربياً.

في 22نيسان 1948، قتلت العصابات الصهيونية في مدينة حيفا أكثر من 150 عربياً، وأوقعت أكثر من 400 جريح.

منذ 49 عاماً في صباح الثامن من أبريل اختار الاحتلال الصهيوني مدرسة بحر البقر المصرية كهدف لصواريخ طائراته، فخلّف مجزرة مروعة كان ضحيتها العشرات من طلاب مدرسة للأطفال، حيث قامت طائرات الفانتوم الأميركية الصنع يوم الأربعاء 8 أبريل عام 1970 بإطلاق خمس قنابل وصاروخين على المدرسة لتناثر أشلاء الطلاب في كل مكان، ويستشهد 30 طفلاً ويصاب 50 آخرين.

مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة كانت تقع في قرية بمركز الحسينية، محافظة الشرقية شمال شرق القاهرة، وتتكون المدرسة من طابق واحد وتضم ثلاثة فصول بالإضافة إلى غرفة المدير وعدد تلاميذها مئة وثلاثون طفلاً، وفي هذا اليوم كان عدد الحضور 86 تلميذاً.

أعلنت مصر أن الهجوم متعمد بهدف إخضاع مصر وإجبارها على وقف الهجمات التي تشنَّها خلال حرب الاستنزاف، والموافقة على مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.

أخيراً، ثمة سؤال هنا، مالفرق بين قتل الأطفال في اليمن وفي فلسطين؟

لاشيء البتة، في اليمن تقصف طائرات الفانتوم الأمريكية الصنع الأطفال والمدارس والأفراح والمآتم، وفي بحر البقر ولبنان والعراق أيضاً، فنفس الطائرات بقيادة أمريكية ـ صهيونية ترتكب المجازر الجماعية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل