4 سنوات من الحرب القذرة .. دول العدوان تغرق في الوحول اليمنية ـ محمد دياب

الثلاثاء 26 آذار , 2019 12:03 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

أربع سنوات مرت على الحرب السعودية ـ الأميركية على اليمن، استطاع خلالها الشعب اليمني من الصمود بصبره وقوة إرادته وبأس عزيمته.

اعتقد السعودي بحلفه مع بعض الرجعيات العربيات وبالدعم الأميركي ـ الصهيوني اللامحدود، وتحويله ارض منبت العروبة إلى حقول لتجارب الاسلحة المحرمة دولياً، أنه قادر على هزيمة الشعب اليمني خلال فترة خميسن يوماً في ظل الغارات الجوية المكثفة التي لم توفر المدارس والمستشفيات والأسواق الشعبية، وحفلات الزفاف، والمآم وهلم جرا، بحيث أن الجرائم التي ارتكبت تحعل من حلف العدوان، مجرمي حرب وارهاب يفترض أن ينالوا ما يستحقون من عقاب وفقا للقوانين الدولية .

نحو ثلاثين دولة تشارك منذ اربع سنوات في الحرب على اليمن ،وإذا كانت السعودية الحاضر الابرز في هذا العدوان الاجرامي الهمجي ، وهو ما جعل الاميركي يبتز  الرياض بشكل غير مسبوق في علاقات الدول ، بجعلها الأكثرنشاطا في شراء الاسلحة من واشنطن ودول الغرب التي تشارك بالعدوان الاجرامي بأشكال مختلفة ،وبمبالغ خيالية .

ومن حقائق هذا العدوان الهمجي على الشعب اليمني ، ان الاميركي والغربي والصهيوني جعل السعودية اداة ووسيلة لإجراء تجارب على الاسلحة المتنوعة التي تنتجها مصانع الحرب والسلاح في كبريات الدول الاستعمارية .

وتضح اهداف هذه الحرب القذرة منذ دخولها الشهر الثاني من العدوان ،حينما حاول مسؤول خليجي بارز كما اوردت ال"بي.بي.سي." في الثالث من ايار 2015 أن يقدم شرحا مفصلا لصحافيين بريطانيين حول هذه الحرب ،فزعم ان "الحكومة الاميركية اكدت للسعودية ان انظمة المراقبة بالاقمار الاصطناعية كشفت نقل نحو 300 صاروخ سكود في اليمن تحت سيطرة الحوثيين بالقرب من الحدود السعودية ".

وحينما طلب الصحافيون إبراز الدليل على ان إيران تدعم اليمنيين ،" لم يستطع هذا المسؤول تقديم إجابة واضحة "،ولم يقدم "اي دليل مصور لقواعد صواريخ سكود على الحدود اليمنية _ السعودية ".

بأي حال ،مع بدء السنة الخامسة من السعودية _الاميركية _الاماراتية القذرة ،على اليمن يبدو ان الرياض تتآكلها الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية،وبدأت الاصوات تتعالى شيئا فشيئا ضد  سلوك السلطة سواء على مستوى العائلة المالكة ،ام على المستوى الشعبي ،والتي راينا فصولا منها في اعتقال ولي العهد السعودي لابناء عمومته الامراء ورجال اعمال بينهم رئيس حكومة لبنان سعد الحريري،وزجهم في "كارلتون ريتز"،بالاضافة إلى اعمال القمع الوحشية التي جرت وتجري ،خصوصا في المناطق الشرقية والشمالية من بلاد الحجاز ونجد ، وبهذا يصف البعض الحرب الدائرة على اليمن انها محاولة سعودية لتصدير ازماتها الداخلية إلى دول الجوار ،وبأنها تصريف لطموحات شخصية يعبر عنها ولي عهد المملكة محمد بن سلمان ، ومن هنا نجد النهج العدواني للسعودية في البحرين وعلى قطر وسلطنة عمان وضد سورية والعراق والمقاومة وهلم جرا.

مع انتهاء السنة الرابعة لعدوان التحالف السعودي على اليمن ،تتسع مساحة العداء اليمني للسعودية والامارات واتباعهما ،وخصوصا في المناطق الجنوبية ، حيث تتواجد قوات سعودية واماراتية ،وعشرات الالاف من المرتزقة الذين تم تجنيدهم بمبالغ خيالية ، فلم يعد يمر يوم دون حراك واسع ضد تواجد قوات الاحتلال الاجنبية كما يصفها اليمنيون ، في وقت اخذت فيه صواريخ الحوثيين تدك مناطق واسعة من مملكة الكاز ،وأخذت تصيب مناطق حساسة وحيوية ليس نجران وعسير وحسب ، بل في الرياض وما بعد بعد الرياض .

ثمة حقيقة باتت واضحة ويعرفها القاصي والداني ، وهي ان حلف العدوان على اليمن في مأزق جراء غرقه في الوحول اليمنية ،فدول سحبت حنودها مثل المغرب ،ودول بدأت تنعكس فيها ازمات داخلية كبرى كحال السودان ، واخرى بدأت تتعمق ازماتها الداخلية بشكل غير مسبوق ،كحال السعودية نفسها وكذلك الحال الامارات ، ولعل صحيح القول ان السعوية والامارات ،تنتظران من يرمي لهما قشة ليتمسكا بها للخروج من الوحول اليمنية مع حفظ ماء وجوههما ..وهذا ما يبدو انه غير متوافر حتى الان.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل