أخلاق نبوية ... جبر الخواطر

الإثنين 25 آذار , 2019 11:32 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

 

"من سَارَ بينَ النَّاسِ جابرًا للخَواطرِ أدركَه اللهُ في جَوفِ المَخاطرِ"

 

جبرُ الخواطرِ خُلقٌ كريمٌ ومعنى عظيمٌ من صفاتِ اللهِ تعالى التي يُحبُّ أن يراها في عبادِه المؤمنينَ، ولذلكَ كانَ الحظُ الأوفرُ منها لسيِّدِ المُرسلينَ، وإمامِ المتقينِ عليه الصلاة والسلام، أوصاهُ اللهُ تعالى بعدمِ كسرِ الخواطرِ فقالَ: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}، التزمَ بهذا، لأنَّهُ كانَ خُلُقُه القرآنَ.

 

نحتاجُ أن نَجبرَ خاطرَ الحزين

عَنْ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏قَالَ: كَانَ لِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى ‏‏أَبَا عُمَيْرٍ فَطِيمًا - أيْ تجاوزَ السَّنتينِ من عُمرِهِ ـ وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمَازِحُهُ، ‏وَكَانَ لَهُ ‏نُغَرٌ ‏طائرٌ صَغيرٌ يُشبِهُ العُصفورِ يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ: "مَا شَأْنُهُ؟”، قَالُوا: مَاتَ ‏نُغَرُهُ، ‏فَقَالَ مواسياً له وجابراً لقلبِه: “يَا ‏‏أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ ‏ ‏النُّغَيْرُ؟"، كأنَّه يقولُ: أخبرني ما الذي حدثَ؟.

ولكم أن تتخيلوا شعورَ هذا الغلامِ وهو يسترسلُ في حديثِه للنَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ عن النُّغيرِ وذِكرياتِه ومشاعرِه، وما لهذا الحديثِ من الأثرِ في جبرِ خاطرِ الصغيرِ، وتسليةِ قلبِه الكسيرِ.

 

قل للمريضِ: شفاكَ اللهُ وأعانَك، وكتبَ لكَ الأجرَ وأثابكَ، وأبشرْ، فقد وعدَ اللهُ تعالى الصَّابرينَ أجراً بغيرِ حسابٍ، وإنما هي ساعاتٌ وأيامٌ ثُمَّ مردُّنا إلى يومِ الحسابِ، ثُمَّ الجزاءُ والجنَّةُ والعَطاءُ والثَّوابُ.

قل للفقيرِ: انظرْ إلى أمسِك فقدْ ذهبَ بما فيه من خيرٍ وشرٍّ، وفي الغدِ رزقٌ سيأتيكَ سواءٌ كنتَ في برٍّ أو في بحرٍ، وليسَ بينكَ وبينَ الغنيِ إلا يومُك هذا، فاصبر.. وادعُ له: رزقكَ اللهُ تعالى من واسعِ فضلِه.

قل للجميعِ: كلمةً طيِّبةً لعلَّها تكونُ سبباً في نهايةِ الآلامِ، إذا لم يكن عندكَ مالٌ تعينُ به على نوائبِ الأيامِ.

 

لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ  ... فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل