الثبات ـ لبنان
شدّد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له خلال مؤتمر البنيان المرصوص "وعد الحق 6" المنعقد اليوم في بيروت، على الثقة "من أن كل التحديات التي واجهتها المقاومة في غزة والمنطقة هي المقدمة الطبيعية للنصر المؤزّر".
وأكد قاسم أنّ "طوفان الأقصى حقّ مشروع للفلسطينيين"، مضيفاً أنّ "لا جدال في مشروعيته، وهو شعلة حياة تغذي المقاومة".
ولفت إلى أنّ "أميركا تريد السيطرة على منطقتنا وإعادة صياغتها بطريقة تجعلها حرة في تطويع من يتمرد ويواجه القرار الاستكباري الأميركي"، مشيراً إلى أنه "لولا الدعم الاميركي لإسرائيل في العدوان على غزة لما استطاعت أن تستمر أياماً في هذا العدوان".
وأوضح قاسم أنّ "العدوان على غزة هو عدوان أميركي أولاً وإسرائيلي تباعاً، بهدف إبادة الشعب الفلسطيني، وهو ليس رد فعل على طوفان الأقصى"، مضيفاً أنّ "العدوان هو عمل منهجي منظم لإعدام الحياة في غزة، ورسالة لكل العالم بأنه لا يمكن أن تكون هناك مقاومة في وجه إسرائيل".
وتابع بالقول: "هم عاجزون عن القضاء على المقاومة التي أثبتت صلابتها، وأميركا تحاول تنفيس الأجواء وإبقاء الحصار التجويعي لتحقيق أهدافها".
وشدّد قاسم على أنّ "فلسطين هي من البحر إلى النهر كاملة، وبغير هذه النتيجة لا يمكن للمقاومة أن تقبل"، لافتاً إلى أنّ "الشعب الفلسطيني أثبت أنه قادر وعظيم، وهو رمز للإنسانية وجدير بالانتصار والحياة وهو يعطي دروساً للعالم بالكرامة والحرية".
وأشار إلى أنّ "استمرار العدوان هو عبثي لأنه يقتل العزل ويدمر البيوت، ولم ينجح في أي خطوة واحدة بالقضاء على المقاومة"، مضيفاً أنّ "العدوان هو في أفقٍ مسدود، وعندما يتوقف فهو انتصار موصوف للفلسطينيين وإسرائيل اليوم هي في مرحلة اللاخيار".
وأوضح أنّ "شعب غزة أعلن من قلب المعركة وبطن الجوع أنهم صابرون ولن يتنازلوا ومستمرون في التضحيات حتى تحرير فلسطين"، مؤكداً أنه "من واجبنا مساندة غزة، ولدينا مصلحة حقيقية مباشرة للبنان والمنطقة لكي لا تتوسع إسرائيل في احتلال الأراضي".
وتابع قاسم بالقول: "نذكّر من لا يقتنع بما نقوم به من واجب، بمخططات الاحتلال السابقة للتوطين، وهو يواصل البحث عن الظرف المناسب لذلك"، مشدداً على أنّ "المقاومة هي التي تمنع العدو من تنفيذ مخططاته"، داعياً "الجميع إلى أن يكون في هذا الخندق".
وأردف قائلاً: "يلوموننا لأننا في محور الشرف والكرامة والقناعة نقوم بنصرة المستضعفين وتحرير الأرض، ويهددوننا بالعدوان ونهددهم بالثبات والمقاومة".
وتوعد الاحتلال بالقول إنه "إذا ارتكب الاحتلال أي حماقة بحق لبنان فستكون بنسخة مطورة عن هزيمة تموز، وستكون مدوية للاحتلال وانتصاراً مدوياً للمقاومة".
وأضاف قاسم" أوقفوا العدوان على غزة تتوقف عندئذٍ الحرب في المنطقة"، مشيراً إلى أنه "من أراد أن يكون وسيطاً عليه أن يتوسط أولاً لوقف العدوان على غزة".
حمدان: المقاومة في المنطقة شكّلت بنياناً مرصوصاً
من جانبه، قال القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان، إنّ المقاومة في فلسطين أطلقت معركة "طوفان الأقصى" في وقت كان الاحتلال يستعد فيه للحسم وتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد حمدان أنّ المقاومة نجحت في إعادة فرض القضية الفلسطينية، وأكدت أنه لا يمكن التعايش مع هذا الكيان، وأحبطتت المخططات الأميركية.
وشدّد على أنّ "المقاومة في المنطقة شكّلت بنياناً مرصوصاً"، مشيراً إلى أنّ "ما عجزوا عن تحقيقه في الميدان لن يكسبوه في السياسة أياً تكُن المكائد، والمقاومة حريصة على مراكمة إنجازاتها".
وأضاف: "نحن مرنون في التفاوض حرصاً على دماء شعبنا ومستعدون للدفاع الكامل عن شعبنا"، لافتاً إلى أنه "على دول الطوق حول فلسطين كسر مؤامرة التجويع على غزة وخصوصاً في شماله، ولا يجب أن تقف موقف المتفرج".
وتابع حمدان أنّه "يجب تقديم دعم مستدام من أجل صمود الشعب الفلسطيني بعيداً عن الأشكال الرمزية"، مشدداً على أنّه "يجب تشديد الحصار على كيان العدو وليس تأمين طرق بدائل له".
ودعا حمدان الفلسطينيين في القدس والأراضي المحتلة عام 48، إلى شد الرحال إلى الأقصى وتحويل كل يوم إلى يوم اشتباك، مضيفاً أنّه "لا يجوز أن تقف الأمة موقف المتفرج فيما الجوع يطحن شعبنا ويخطف منه فلذات الأكباد".
الهندي: كل من يواجه "إسرائيل" اليوم يصنع مجداً
وفي كلمة للقيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، أكد أنّ "المفاوضات الحالية هي مفاوضات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية وما من مفاوضات حقيقية مع المقاومة".
ولفت الهندي إلى أنّه "من المثير للسخرية أن أميركا التي تعطي إسرائيل السلاح لقتل الآمنين هي التي تلقي بعض فتات المساعدات عبر الطائرات"، متابعاً أنّه "حتى لو مرت صفقة التهدئة فإن الحرب الإسرائيلية لن تتوقف ولا سيما على رفح".
وقال الهندي إنّ "النظام العربي أثبت أنه من دون قيمة وهو إما عاجز وصامت أو متواطئ ويرى في المقاومة خطراً على مصالحه"، وناشد العرب بأن "يعاملونا كما يعاملون إسرائيل سواء بالمعابر أو باستيراد البضائع".
وأكد أنّ "ما يحمي شعبنا وأمتنا هو المقاومة التي ما زالت تسيطر وتتحكم في الميدان بعد 150 يوماً من المجازر والتجريف فوق وتحت الأرض"، قائلاً إنّه "لم يستطع الكيان ورغم الدعم الغربي الواسع أن يحرر أسراه".
وأشار الهندي إلى أنّ "الإصرار على المضي قدماً من قبل مقاومة جنوب لبنان يعكس رؤيتها التي تواجه محاولات أميركا لاحتواء المقاومة في المنطقة".
وقال الهندي إنّ "الأقنعة سقطت والنظام العربي فضح صورته بإهدار مقومات المنطقة"، مضيفاً أنّ كل من يواجه "إسرائيل" اليوم يصنع مجداً وتاريخاً وعزاً ونصراً له وللأمة وهي عدو حتى للمطبعين.
وتابع أنّ "على الاحتلال أن ينظر إلى حاله وجنوده المأزومين والهاربين ومن يتبجح بالهجوم على رفح عليه أن يعلم أن المقاومة تحيط بكم".
وأضاف الهندي أنّه "سواء مرت صفقة التهدئة أم لم تمر فالمعركة السياسية مستمرة وستتدخل فيها أطراف في الإقليم والخارج لمحاولة إخضاع المقاومة".
الشيخ الصميدعي: لا يوجد بلد في العالم الإسلامي يدعم المقاومة إلا إيران
أكد مفتي العراق الشيخ مهدي الصميدعي أنّ "ما يحصل في غزة ما هو إلا سيل عارم من العدو لضرب المسلمين"، لافتاً إلى أنّه "لا يوجد بلد في العالم الإسلامي يدعم المقاومة إلا إيران".
وأضاف الشيخ الصميدعي أنّه سبق أن "التقى الشهيد قاسم سليماني 12 مرة واتفقنا على تشكيل جيش للمسلمين من السنة والشيعة"، مضيفاً: "أتمنى أن نشكل جيشاً من المسلمين ولاسيما من دول محور المقاومة".
من جانبه، دعا رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ حسان عبدالله، النشامة في الأردن إلى قطع الطريق على المساعدات التي تصل إلى "إسرائيل" كما يفعل اليمن.
وفي كلمة للشيخ أحمد بدر الدين حسون، قال إنّ الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني أتوا الى "اسرائيل" فور "طوفان الأقصى" لكي يعلنوا أنهما ضد الأمة جمعاء.