الثبات ـ رياضة
بعد فترة من الصمت لامست الثلاثة أشهر، تكفل أخيرا المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديديه ديشامب، بحق الرد والدفاع عن نفسه، على خلفية اتهامه بالانحياز للمخضرمين والأسماء الكبيرة في غرفة خلع الملابس، فيما تعرف إعلاميا بقضية “التآمر” على الميغا ستار كريم بنزيما، لحرمانه من تمثيل الديوك في نهائيات كأس العالم قطر 2022.
وأثيرت ضجة على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد قرار قائد ريال مدريد، باعتزال اللعب على المستوى الدولي، تزامنا مع عودة اللاعبين من العاصمة المونديالية الدوحة، وفي خضم ما كان يتردد عن إجبار ذو الأصول الجزائرية على ترك المعسكر الفرنسي، بجانب منعه من التواجد في قائمة المنتخب، كنوع من أنواع التكريم في نصف نهائي والمباراة النهائية لأهم بطولة على هذا الكوكب.
وفي أول تعليق على هذه القضية الشائكة، قال المدرب في مقابلة مع صحيفة “لو بارزيان” الفرنسية “ماذا حدث في أزمة كريم؟ لقد انضم إلينا منتصف نوفمبر / تشرين الثاني، حيث لم يكن يشارك مع فريقه، وأتذكر أنه كان يتبع برنامجا على المستوى الفردي، ثم تأجلت عودته إلى التمارين الجماعية، في حين كنت أتطلع إلى تجهيزه ليقود الهجوم في مباراتنا أمام أستراليا”.
وفجأة حاول قلب الطاولة على صاحب “البالون دور”، لافتا إلى أن نيته كانت الإبقاء على كريم في المعسكر، لكن ما حدث بعد ذلك كان مفاجئا للجميع، قائلا بالنص “حين تجددت إصابته، ذهب إلى العيادة رفقة الطبيب لإجراء الفحوصات والأشعة اللازمة، وقدم لي التقرير بعد عودته للفندق، وكما توقعنا، كان مطابقا لتقرير الطاقم الطبي لريال مدريد، أي أنه كان سيبقى خارج الخدمة حتى 10 ديسمبر / كانون”.
وفجر المفاجأة الكبرى، بقوله “جلست معه أكثر من 20 دقيقة، وطلبت منه تنسيق الوضع مع مدير المنتخب، بيد أنه عندما استيقظت علمت بقرار خروجه من المعسكر، القرار لم يكن قراري، هذا كان قراره، وأنا أفهم جيدا أنه لن يخبرك بهذه الرواية، لكني أتفهم وأحترم موقفه”.
وفي رده على سؤال آخر، حول أسباب تجاهل دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون، باستدعاء صاحب الـ35 عاما لقائمة المنتخب في صدام نصف النهائي أمام أسود المغرب، أجاب قائلا “كان من المستحيل اتخاذ هكذا قرار، لأنه لم يحصل على وقته الكافي لمحاكاة نسق مباراة بحجم نصف نهائي كأس العالم، وهو أخبرني بنفسه أنه ليس لائقا بنسبة 100%، وحقا لا أدري مصدر الشائعات التي تروج إلى سعادة بعض اللاعبين بقرار اعتزاله”.
وعلى النقيض من هذه الرواية، يرى متابعي كريم وعشاق ريال مدريد، أن السبب الرئيسي وراء اعتزاله اللعب الدولي، هو صدامه مع المدرب ديشامب، على اعتبار أنه من ضغط على النجم الكبير، للإطاحة به من المعسكر قبل أيام من افتتاح كأس العالم، وذلك لعدة أسباب، منها على سبيل المثال، الحقد على بنزيما، بسبب كلمته في حفل “فرانس فوتبول”، التي اكتفى خلالها بالإشادة بزين الدين زيدان وكارلو أنشيلوتي، دون أن يذكر مدرب المنتخب الوطني ولو بالاسم، وأيضا نزولا لرغبة بعض الأسماء الكبيرة في التخلص من زميلهم، لتفادي ما حدث بعد الفوز بدوري الأمم الأوروبية، باختفاء جماعي أمام الهالة الإعلامية الضخمة، التي تركزت على قائد الميرينغي.