الثبات ـ منوعات
وفق تقديرات برنامج متخصص بالذكاء الاصطناعي، فإن حرارة كوكب الأرض ترتفع بشكل متسارع بأكثر مما تم تقديره سابقا، وسط تحذير شديد أطلقه العلماء من أن الأرض قد تصل إلى درجة حرارة يصعب بعدها وجود أي حلول سريعة لإنقاذ الكوكب.
ووفق دراسة نشرتها مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences" فإن كوكب الأرض يمكن أن يتجاوز عتبات الاحتباس الحراري الحرجة في وقت أقرب مما توقعته النماذج السابقة، وذلك رغم الجهود الدولية التي تبذل في هذا الشأن.
وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن أن تزيد درجة حرارة الكوكب عن 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية خلال 10 سنوات، مع إمكانية ارتفاعها بما يتجاوز عتبة 2 درجة مئوية بحلول منتصف القرن.
وأظهرت البيانات أن متوسط درجة الحرارة العالمية ارتفع بالفعل بنحو 1.1 إلى 1.2درجة منذ انطلاق النشاط الصناعي.
ورغم التخفيف الكبير من غازات الاحتباس الحراري، لا تزال هناك إمكانية للفشل في الحفاظ على الاحترار العالمي دون عتبة 2 درجة مئوية.
ونبهت الدراسة إلى أنه حال تخطي عتبة 1.5 درجة من الاحترار، ستزداد فرص حدوث الفيضانات الشديدة، والجفاف، وحرائق الغابات ونقص الغذاء.
وأما إن ارتفعت درجات الحرارة إلى أكثر من درجتين، فقد يؤدي هذا إلى حدوث آثار كارثية، ربما لا رجعة فيها، بما في ذلك دفع 3 مليارات شخص إلى المعاناة من "ندرة المياه المزمنة".
ما وراء تسارع الحرارة
أوضح رئيس حزب البيئة العالمي، وهي جمعية بيئية مقرها في العاصمة اللبنانية بيروت، دوميط كامل، أسباب تسارع وتيرة ارتفاع درجة حرارة الأرض، وهي كالآتي:
التغير المناخي بسبب كميات الوقود الأحفوري الناتجة عن احتراق 100 مليون برميل وقود يوميا على سطح الكوكب.
الطاقة التي تستهلكها عشرات آلاف المصانع ومئات الملايين من السيارات ووسائل النقل، والزيادة البشرية الرهيبة التي تستهلك كميات متزايدة من الطاقة.
الغلاف الجوي يختزن كل نواتج عمليات الاحتراق هذه، ما يزيد من نسبة التلوث والاحترار.
عمليات التدمير الواسعة التي تتعرض لها الغابات في جميع دول العالم، خاصة غابات الأمازون، إما بسبب التمدد العمراني أو الحرائق وزحف التصحر إليها.
انخفاض نسبة الأمطار في أماكن كثيرة، وغزارتها في مناطق أخرى، بقدرة تدميرية تجرف التربة.
رغم أن المحيطات استوعبت كميات ضخمة من الحرارة الصادرة، إلا أن الاحترار يؤثر على حرارة طبقات الجو العليا، ما يسبب اضطرابا في الكتل الهوائية.
وحذر الخبير البيئي من تداعيات زيادة حرارة الأرض سريعا ما لم يتم وضع استراتيجية عالمية موحدة لحماية البيئة من هذا الخطر.
وأولى خطوات الحماية العاجلة من المصير المنتظر وفق كامل، هي تعميم المبادرات التي أطلقتها دول لزيادة المساحات الخضراء، إضافة لحماية الغابات الموجودة من الأخطار التي تواجهها، سواء الحرائق أو التمدد العمراني، وذلك لدورها في إنتاج الكتل الهوائية الباردة والرطوبة.