بعد تسونامي.. الرمال تغطي نصف منازل بلدة كولوب الصومالية

الخميس 17 تشرين الثاني , 2022 12:27 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

تعيش بلدة كولوب الصومالية على وقع تحديات بيئية عصية أفقدتها بريقها نتيجة تطرف المناخ، حيث وقعت بين فكي كماشة رياح عاتية تسببت في موجة تسونامي عام 2015، وزحف الكثبان الرملية عليها خلال السنوات العشر الماضية.
وتقع كولوب، على الساحل الشرقي لولاية بونتلاند ذات الحكم الذاتي الواسع، والمطلة على المحيط الهندي وبحر العرب.
ولا يتجاوز عدد العائلات التي فضلت البقاء في كولوب 50 أسرة فقط، تواجه مصيرا مجهولا، حيث غطت الكثبان الرملية نصف منازلها، بينما ينتظر النصف الآخر نفس المصير، وسط عجز السكان عن وقف زحف الرمال.
واشتهرت كولوب، باعتبارها إحدى المحطات التي كان القراصنة يحتجزون، قبالة ساحلها، السفن التجارية المختطفة في عرض البحر، للحصول على فدية مالية مقابل الإفراج عنها وعن البحارة، بحسب شهادات السكان.
ويتهم سكان كولوب المسؤولين المحليين بإهمال البلدة، وتجاهل دعواتهم لإيجاد حلول لوقف زحف الكثبان الرملية حتى لا تبتلع ذكرياتهم وممتلكاتهم.

كولوب، كانت منطقة ساحلية تنبض بالحياة في كل زاوية من أرجائها، وسواحلها الغنية بالأسماك ساهمت في انتشار الصيد، كما اعتمد سكانها على حرفة الرعي نظرا للأراضي السهلة والوديان التي تحيط بها.
يقول محمود محمد كارشي، نائب عمدة كولوب، البلدة كان لها تاريخ طويل، وتجمع بين الثقافة البدوية والحضرية، كما تشكل نقطة التقاء بين السكان القرويين والحضريين.
وأشار كارشي، إلى أن كولوب، رغم قلة عدد سكانها، فإنها كانت في توسع ملحوظ من حيث البنية التحتية، قبل نحو 10 سنوات، أي قبل أن تضربها موجة تسونامي، وتدمر نصف منازلها.
ولفت إلى أن البلدة كان لها طابع سياحي، حيث كانت تستقبل الزوار من المدن والمناطق المختلفة في بونتلاند، في أيام العطلة الأسبوعية والأعياد، بسبب هدوئها وتاريخها الطويل.

على وقع الإعصار المداري (تسونامي) في 2015، تضررت كولوب وانهار 80% من منازلها.
وبعدما أعادت مؤسسة “كير” الدولية بناء تلك المنازل، لم ينعم السكان طويلا بها حتى اجتاحتها الكثبان الرملية.
وعلى مد البصر تمتد الكثبان الرملية في كولوب، لتبقى الأسقف والأعمدة شاهدة على منازل مدفونة تحت الرمال الزاحفة.
تقول فوس محمد أحمد (أم لـ8 أطفال)، إن منزلها انهار فوق رؤوس أطفالها في إحدى الليالي نتيجة تكدس الرمال على سقف منزلها، لتضطر للانتقال إلى المنزل الذي تسكنه حاليا، والذي لا تزال الكثبان الرملية تهدده.
وأضافت: “منزلي غارق في الرمال، وسيختفى من الوجود مثل هذا المكان الذي نتواجد فيه، الذي كان يضم قبل خمس سنوات العديد من المنازل، واليوم ابتلعتها الرمال وباتت أثرا بعد عين”.

محاولات جهود السكان المحليين لوقف زحف الرمال عبر تشجير المنطقة واستخدام الجرافات لتجريف الرمال، لم يسعف البلدة طويلا.
فالمدرسة الوحيدة وخلوة القرآن، باتتا تحت رحمة الرمال، فضلا عن الطرق الحيوية بالبلدة.

 


 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل