الثبات ـ لبنان

تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:

حسناً فعل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتوقيعه مرسوم العقد الاستثنائي لمجلس النواب، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على حرص فخامته على انتظام الآلية الدستورية، خاصة أننا أمام استحقاق إقرار الموازنة التي يجب أن تكون موازنة طوارئ تراعي في أولوياتها حصر النفقات بالأمور الضرورية والحاجات الماسة للمواطن، واقتطاع جزء كبير منها لتوفير الخدمات الاجتماعية للمواطنين، ودعم القطاع الصحي والاستشفائي، إضافة لتوفير المساعدات لقطاعي الزراعة والصناعة بما يمكن أن يؤمناه من موارد للخزينة وتوفير فرص عمل للشباب اللبناني الذي بات بغالبيته يحرص على الهجرة من الواقع السيئ الذي يعيشه المواطن في هذا البلد، ومن أهم ما يجب على الحكومة أن توفره من خلال هذه الموازنة تأمين التموين اللازم للبطاقة التمويلية لما يمكن أن تساهم به في تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية عن المواطنين.كما لا بد من أن تتسم هذه الموازنة بالشفافية والصدقية وأن تبتعد عن المبالغات وتسد أبواب الهدر ما يساهم في قوة موقف لبنان في المفاوضات التي تجري مع صندوق النقد الدولي، وفي نفس السياق يجب أن ينتهي ملف التدقيق الجنائي، وإذا كان هناك من معطل لهذا التدقيق فيجب أن يُقال من منصبه ويُقدم للقضاء بجرم تعميق الأزمة الاقتصادية والتغطية على الارتكابات والسرقات والمشاركة فيها.

إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام الواقع الذي يمر به لبنان والمنطقة نؤكد على النقاط الآتية:

أولاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين الفرقاء السياسيين كافة على اختلاف توجهاتهم لتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الخاصة وعدم الدخول في صراعات داخلية بسبب مواقف الدول الخارجية مهما كان موقعها، وندعو  لوقف السجال في هذه النقاط لإغلاق الباب أمام من يريد الإخلال بالسلم الأهلي من الدول المتضررة من موقف العز والكرامة الذي يتخذه لبنان فيما خص القضايا الوطنية والقومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ثانياً: ينظر تجمع العلماء المسلمين بعين الريبة إلى الإشكالات المتكررة بين المواطنين وقوات اليونيفل والتي كان آخرها ما حصل بالأمس مع الوحدة الايرلندية في أحد الأحياء السكنية في بنت جبيل بسبب قيام الجنود بتصوير المنازل منتهكين الخصوصيات العائلية في منطقة محافظة لها قيمها ومن دون وجود الجيش اللبناني معهم، ما يجعلنا نشك في أن هذه الأمور تأتي في ضمن مهام استخباراتية لصالح العدو الصهيوني، ونؤكد على حق المواطنين في الدفاع عن أي انتهاك يمس خصوصياتهم وحريتهم العائلية، ويؤكد على ضرورة حصر التعاطي مع المواطنين بالجيش اللبناني كما هو نص الاتفاق(1701).

ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتبريك لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على استشهاد الشهيد البطل باكير محمد حشاش الذي استشهد أثناء تصديه للعدو الصهيوني والشهيد مصطفى ياسين فلنة الذي استشهد إثر دهسه من قبل مستوطن مجرم، ويستنكر التجمع قيام مستوطن صهيوني بدهس المواطنة شفيقة فايز بشارات في بلدة العقربانية شرق محافظة نابلس، كل هذه الحوادث تستدعي رداً حاسماً من فصائل المقاومة الفلسطينية تسهم في ردع العدو الصهيوني عن تماديه في هذه الاعتداءات المجرمة.

رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام العدو الصهيوني بعدوان على محيط قرية الحرية بريف القنيطرة، هذه الانتهاكات والاعتداءات المتكررة تفترض رداً حاسماً ورادعاً بقصف مماثل لمناطق تواجد العدو الصهيوني على كامل التراب الفلسطيني والسوري الذي يحتله، فهذا عدو لا يفهم سوى لغة القوة.
خامساً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للأبطال الذين يقومون باستهداف قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، هذا الاحتلال الذي يدَّعي انسحاب قواته المقاتلة من العراق في حين أن كل الوقائع تشير عكس ذلك، لذا لا بد من استمرار هذه العمليات كالذي حصل باستهداف قاعدة عين الأسد أو استهداف رتل دعم لوجيستي أمريكي بعبوة ناسفة في بابل جنوب العاصمة بغداد حتى الانسحاب الكامل للاحتلال الأمريكي من العراق.