بيان لتجمع العلماء المسلمين في لبنان تعليقا على كلام المطران عودة

الإثنين 09 كانون الأول , 2019 03:56 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

تعليقاً على كلام المطران إلياس عودة  أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:

إن الدور المطلوب من رجال الدين هو أن يكونوا صمام الأمان في الوطن وأن يسعوا لتقريب وجهات النظر وأن لا يعملوا على إثارة الضغائن وبث الفتن، وكل من يقوم بذلك هو خارج إطار المفهوم الحقيقي لرجل الدين الرسالي الذي يحمل أمانة السماء في نشر المحبة والسلام.
إن السلاح الذي تحدث عنه البعض هو الذي حرر بلادنا من رجس الاحتلال الصهيوني  وهو الذي أعاد أرضنا وهو الذي يمنع العدو الصهيوني من القيام بأي اعتداء جديد، وهو الذي أجهز على الفتنة التكفيرية ومنع وضع لبنان في خانة الدول التي يسيطر عليها الإرهاب، وهذا السلاح هو الذي أعاد الأديرة في سوريا وحمى الرهبان والراهبات من تسلط التكفيريين ومنعهم من الإساءة إلى مقدساتهم.
في نفس الوقت هذا السلاح لم يُستخدم يوماً للسيطرة على البلد، وحَمَلّته لم يستولوا على السلطة، بل كانوا دائماً شركاء وفي أكثر الأحيان مشايخ صلح بين الأطراف المتنازعة، هم لم يستخدموا سلاحهم للسيطرة على المواقع في الإدارات بل أنهم أكثر الناس بُعداً عنها، ولم يستغلوا هذا السلاح لفرض القرارات بل أن كثيراً من القرارات تم إقرارها من دون أن يكون فيها مصلحة لهذه الفئة.
أما سيد هذه المقاومة فهو أشرف أهل الأرض، قائد رباني، لم يُنَظّر للثورة وبقي خارجها، لم يرسل أولاده ليتعلموا في فرنسا أو أمريكا أو بريطانيا، بل أرسلهم إلى ساحات الشرف والجهاد ليدافعوا عن لبنان، وارتقى ابنه البكر شهيداً في سبيل الوطن.
سيد هذه المقاومة لم نجد له إبناً أو قريباً لا وزيراً ولا مديراً عاماً بل ولا موظفاً بواسِطة بأية دائرة من دوائر الدولة، وهو الذي يستطيع بما له من محبة وبما له من سلطة وبما له من حضور أن يجلب كل ذلك لعائلته.
سيد هذه المقاومة ليس لديه حسابات لا في بنوك لبنان ولا في بنوك العالم ولم يبني قصراً ولم يستفد من موقعه للعيش في رغد الحياة، بل هو مجاهد يقضي ليله ونهاره في خدمة المقاومة ولحماية أهلنا في لبنان على اختلاف طوائفهم، فلا رحلات استجمام ولا حرية بالتنقل، بل يعيش في خطر دائم من عدو يترصده في كل لحظة للنيل منه وعناية السماء ودعاء المؤمنين يحفظانه.
إننا في تجمع العلماء المسلمين على قناعة أن الكلام الصادر عن المطران عودة بحق المقاومة وسيدها لا يعبر عن الطائفة المحترمة التي ينتمي إليها مصدر هذا الكلام، بل إننا نجزم بأن الغالبية العظمى من أبنائها يكنّون كل المحبة والاحترام لهذه المقاومة وسيدها ولديهم في المقاومة أركان قاومت واستشهدت في سبيل الوطن وعلى رأسهم "جمول" الشهيد جورج حاوي. ولذلك فإننا بنفس الوقت الذي نحيَّ الكلام الصادر عن المطران عطا لله حنا والذي يعبر عن التوجه الحقيقي للكنيسة المشرقية نطالب غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي باتخاذ الإجراءات الكنسية التي تكفل عدم تكرار مثل هكذا كلمات تسهم في الفتنة وتؤثر على السلم الأهلي وتصب من حيث يريد مطلقها أو لا يريد في خدمة العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل