الوحدة...مرآة المستقبل

السبت 09 آذار , 2019 10:57 توقيت بيروت مقالات مختارة

الثبات ـ مقالات مختارة

الوحدة ... كلمة واحدة تحدث عنها آلاف الرجال، في الخطب واللقاءات والندوات والمحاضرات، وكل يعرفها على طريقته، بحسب نظرته للمستقبل بعيداً كان أم قريباً، ولكن السؤال هنا: هل يوجد من عمل على تطبيق هذه الأفكار، وعمل على نشرها؟ أم أنها عبارات تسطّر على أوراق تتلف بعد حين أو توضع على رفوف منسية؟!.

احتاجت الوحدة في يوم من الأيام إلى رجال الدين المخلصين، المتطلعين إلى بناء غد مشرق، يسوده الأمن والأمان، والحب والسلام، فلا الإرهاب المتمثل بقوى الغرب الظالمين المغتصبين للأرض والشعب، ولا التطبيع معهم من قبل بعض الأعراب يبني دولة عظيمة، فعندما كانت الحرب الأهلية مشتعلة في بيروت، قامت مظاهرة يبلغ عدد أفرادها المئة تقريباً ما بين رجل وامرأة يتقدمهم رجل دين مسيحي، يهتفون أمام قصر رئيس الوزراء الأسبق صائب سلام رحمه الله تعالى، طالبين منه أن يخرج معهم ليجوبوا في شوارع المدينة حتّى يصلوا إلى منطقة القتال بين الفريقين من بيروت الشرقية والغربية (كما كانت تعرف آنذاك)، معتقدين بذلك أنهم سينهون الحرب المشؤومة بين اللبنانيين، فوافق الرئيس على طلبهم واقترح عليهم بما أنّه يوجد رجل دين مسيحي فلا بد من وجود رجل دين مسلم، وبعد أخذ ورد اقتنعوا فجاء وفد منهم إلى مسجد المصيطبة باحثين عن رجل دين مسلم، فسألوا خادم المسجد: هل يوجد رجل دين في المسجد ليخرج معنا مستنكراً الحرب القائمة بين أبناء البلد الواحد؟، فأجابهم خادم المسجد: لا يوجد، وقبل أن يعودوا إلى مكان تجمعهم خرج سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري من المسجد، وكان في ذاك الوقت طالب علم شرعي، ويقضي جلّ وقته في التعليم والدعوة إلى الله في مسجد المصيطبة، ويضع عمامته ويلبس عباءته ومشى جنباً إلى جنب مع رجل الدين المسيحي مستنكرين هذه الأعمال وداعين إلى الوحدة.

من ذلك الحين برزت لديه تلك الصفة الوحدوية، تأسست على تربية صالحة، ونظرة ثاقبة، وروح سمحة معطاءة، محب للجميع يتطلع لبناء مجتمع وحدوي يسوده الحب والسلام، بدأ مسيرته عليها وأنهاها بها.

ونختم بما قاله سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه... الوحدة هي الأساس للانطلاق في هذا الوجود، وجود الدعوة والمقاومة والجهاد.

محمود الأحمد القادر


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل