خاص الثبات
في ظل الجرائم التي يرتكبها الإرهابي أبو محمد الجولاني وجماعته التكفيرية، يصدمنا الصمت المطبق لدى المراجع الدينية لا سيما الأزهر الشريف ومراجع السنة، وكأن هذه الفظائع لا تستحق موقفًا واضحًا وحاسمًا.
كيف يمكن تبرير هذا السكوت عن المجازر التي تطال الأبرياء، وخصوصاً من العلويين والشيعة وغيرهم من المكونات، الذين يعانون تحت نير الجماعات الإرهابية التكفيرية؟ أليس الصمت نسأل عنه أمام الله؟
لقد أثبت التاريخ أن التغاضي عن الإرهاب، أو عدم مواجهته فكريًا ودينيًا، يؤدي إلى انتشاره كالنار في الهشيم، ولن يكون أحد في مأمن من خطره. فالمجاميع التكفيرية، التي تغذت على فكر الإقصاء والكراهية، لا تلبث أن ترتد على كل من سكت ظانة أنه جاراها، كما رأينا مرارًا في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي.
إن المؤسسات الدينية الكبرى، وعلى رأسها الأزهر، تتحمل مسؤولية جسيمة في التصدي لهذا الفكر الظلامي، لا بالكلام العام والمجاملات الدبلوماسية، بل بإصدار مواقف واضحة وحازمة تدين هذه الجرائم، وتجرد مرتكبيها من أي شرعية دينية مزعومة.
أين الفتاوى الصريحة التي تجرّم قتل الأبرياء؟ أين الرفض القاطع لهذا الإرهاب الذي يشوه الإسلام ويسيء إلى المسلمين جميعًا؟
الصمت اليوم هو سقوط أخلاقي قبل أن يكون تخاذلًا سياسيًا.
وإن لم ترتفع أصوات المؤسسات الدينية بوضوح، فإنها لن تفقد مصداقيتها فحسب، بل ستكون هدفًا قادمًا لهذه الجماعات نفسها، التي لا تعرف إلا العنف والتطرف.
على الجميع أن يدرك أن الإرهاب لا يميز بين أحد، رسالة من سيدة مسلمة علوية إلى الأزهر الشريف: أغيثونا .. أين أنتم من إرهاب الجولاني؟
فهل من مجيب قبل فوات الأوان؟