الثبات ــ إسلاميات
روى الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الفتن، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قام إلى جنب المنبر فقال: "الفتنة ها هنا، الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان، أو قال: قرن الشمس". وفي رواية عنه أنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق، يقول: "ألا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان". وفي رواية عنه، قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا"، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ قال: فأظنه قال في الثالثة": هناك الزلازل، والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان".
أين هي أرض نجد؟
الناظر إلى السياسة السعودية يجد كمية التخبط في السياسة، فهم لا يعرفون إلى أين يذهبون، ومن يداهنون، ومع من يعقدون الصفقات، تركوا فلسطين لمن لا يعرف ديناً، غاب عنهم الجهاد الذي مارسوه في سورية، وعاثوا في بعض مناطقها خراباً، ليغيب أمين الفتوى "آل الشيخ" في أزقة الأستراليات التي انتهكت حرمة تلك البلاد، متمايلات في الرياض، هناك عند صوت الحق الذي ادعاه ابن سلمان من خلال قمة ميتة نقل جثمانها إلى الأميركيين، الذين باركوها ونقلوها إلى مثواها الأخير.
إلا أنّ علماء البلاط أرادوا تزييف التاريخ مدعين بأن نجد تكون إلى المشرق من بلادهم، وهي ليست أرض الحجاز، ليأتي على لسانهم وعلى موقع الفتوى التابع لهم قولهم: "أكثر الفتن والبدع جاءت من جهة المشرق، كالقاديانية، والبهائية، والبابية، وأصل النصيرية، والدروز، والرافضة، وفتنة المغول، والقرامطة، وغيرهما، وفي الصحيحين: رأس الكفر نحو المشرق، والفخر، والخيلاء في أهل الخيل، والإبل، الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم.
إذا سلمنا جدلاً بأن ما يدعون صحيح مع عدّة إشارات استفهام وتعجب، فماذا يسمى ما حدث ويحدث كل عام في المملكة "السعودية" أرض الحجاز؟ أما آن أوان الخروج على الحاكم والتي تشبه الفتوى التي أصدروها ضد سورية وشعبها بغية سلبها من عدّة جهات إرهابية؟
قرن الشيطان بدأ يخرج من الرياض؟ ــ الشيخ د. محمود الأحمد القادر
الثلاثاء 19 تشرين الثاني , 2024 09:23 توقيت بيروت
إسـلاميــّـــات
مقالات وأخبار مرتبطة