أقلام الثبات
وإن كانت الأوقات تمر بصعوبة، إلا أن لامعات الشهداء تشرق بين الفينة والأخرى، برقاً وراء برق، وكلها تنادي بالنور من جديد، شباب يفكرون ويحضرون ويمضون بثقة وتفائل، متناسين المستقبل المشرق الذي ينعم بالكد والعمل من أجل فتات هذه الدنيا، ساعين وراء الباقيات الصالحات، في ظل حماقة النتن نتنياهو، الذي أغرقته أحلامه القذرة، والتي زعم أنها ستخلد "إسرائيل،" وستجعل منها دولة عظيمة، لتصطدم بواقع الشهداء.
النتن نتنياهو وحكومته المتخبطة لا تكاد تحفظ ماء وجهها، الذي بات مؤخراً مستنقعاً تخرج منه النتانة ولكن بروائح متعددة، فموضوع التعديلات القضائية لم يمر كما كان يحلم النتنياهو، ليصطدم بواقع غالانت الذي رفض التصويت على التعديلات القضائية، متناسياً نتنياهو، ضارباً باسمه عرض الحائط، مشيداً بالاحتجاجات الأخيرة ضد نتنياهو وحكومته، وكل هذا ونتنياهو في سبات كدب قطبي أعياه الطقس فنام.
على وقع هذه الأحداث تدور عقارب التفكير عند نتنياهو، ولكن باضمحلال، متسائلاً: "هل الحرب تجدي نفعاً مع المتظاهرين"، وتدور رحا تفكيره، والشيطان رغم تصفيده يوسوس لنتنياهو برابط روحي فيما بينمها: "الحرب وحدها تخرجك من مستنقع يا رذيل"، ليرتكب حماقة الدخول إلى المسجد المبارك، ويعتقل المعتكفين فيه، ويهدد ويتوعد، إلا أنه نسي لافتتة مكتوب عليها: (هنا فلسطين، هنا بلد الأحرار والشرفاء، هنا بلد الأمجاد والتضحيات، هنا فلسطين). المضحك في الأمر أن نتنياهو صدّق نفسه ومشى مع الشيطان، ليقول: "يجب أن يستعد سكان غلاف غزة لأيام صعبة قريباً"، أكذوبة نيسان ضربت في مؤخرته، لتدك حصونه صواريخ الجنوب اللبناني، وتتسارع العمليات داخل فلسطين المحتلة، ومنها:
- قتل مستوطنين وإصابة الثالث بجراح بالغة الخطورة جراء عملية بطولية نفذها أحد أبطال فلسطين الأبية رداً على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، إلا أنها بطعم خاص وبدون صوت، يعني "عالسكت" وبلط البحر يا نتنياهو.
- قتل شخص وأصيب 6 في عملية إطلاق نار ودهس البارحة في تل أبيب، حيث أعلنت خدمة الإسعاف في بيان لها: وفاة رجل ثلاثيني وإصابة خمسة أشخاص نقلوا إلى مستشفيات في منطقة تل أبيب، وقالت: إن جروح ثلاثة من المصابين متوسطة ومن بينهم فتاة تبلغ 17 عاماً، وجروح الآخرين طفيفة.
الخلاصة: النتن نتنياهو في ورطة كبيرة، وما عليه الآن إلا أخذ تحاميل ماء وملح علّ حرارته تنخفظ قليلاً ويستعيد وعيه، ليخبروه أنه في فلسطين، وأن اللافتة التي رآها "هنا فلسطين" هي حقيقة وليست أكذوبة كدولة "إسرائيل" المزعومة.