أقلام الثبات
بوابة فلسطين هي التي تميز الخبيث من الطيب، والنقي من الملوث، والأصلي من المزيف، هي التي تزيل الأقنعة عن وجوه أصحابها لتكشف قبحهم، فلسطين هي: البوصلة لكل حر شريف ومقاوم.
في مثل هذا اليوم 25/أغسطس/1933، تم توقيع اتفاقية النقل أو ما يعرف باتفاقية "هعفراه" بين الصهيونية والنازية الألمانية، التي تهدف إلى هجرة 60 ألف يهودي ألماني إلى فلسطين، وتوطينهم فيها، وهذا لا يأتي في إطار الحب النازي لليهود، بل على العكس تماماً، فلم يجد هتلر إمكانية لتعزيز حكمه إلا من خلال الاتفاق مع اليهود؛ لأنّ اليهود يملكون من الأموال الكثير، وهذه الأموال لا يمكن نقلها نقداً ، بل من خلال منتجات ألمانية زراعية أو صناعية، وهذا ما يرفع الناتج الاقتصادي لهتلر، ويعزز موقفه وموقعه في ألمانيا، ويعطيه المكانة المحمودة في الداخل الألماني.
هتلر وذكاءه العسكري توقف عند اليهود وأموالهم في الداخل الألماني، بعد أن عرف قبح موقفهم وحركتهم التي تنذر بالشؤم، وهذا ما جعل كل الرؤساء على شاكلته في البلاد الغربية يعملون على تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين، ضمن اتفاقيات وروايات كاذبة وباطلة، تروي قصص اليهود في البحر والنهر، وكأنهم ورثوا آبائهم وأجدادهم.
في النظر إلى 25/أغسطس/2022م، نجد: حكام كثيرون على شاكلة هتلر يلفون عباءاتهم ويهرولون إلى "إسرائيل"، اقتصادياً وعسكرياً، فدارة الوهابية تتحول إلى مرتع لليهود تحت اسم "وزارة الترفيه"، والامارات العربية المتحدة تجد دفتر عائلة قديم لها، وتزعم بأن اليهود إخوة لها، وتركيا تخشى خطر الأصفار التي عاث فيها زمناً طويلاً وتركع أمام حاخامات يهودية، والبحرين وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، وما خفي أعظم.
هتلر يعطي درساً للحكام، والكل يمتثل لتاريخ قديم، اليهود احتلوا فلسطين وعاثوا فيها خراباً، سيطروا على الاقتصادات بمساعدة الشيطان الأكبر أميركا، وهكذا حتى انطلقت شرارة الطاقة، وزقزق عصفور الأمن الغذائي منذراً بجوع كبير وطويل في حال تطاولت "إسرائيل" ومن على شاكلتها، فالسُّلم الذي يحمل بالعرض يكسر الظهر، وهذا ما أشار إليه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله: "لا ذل ولا انكسار ولا تطبيع والصاروخ بالصاروخ"، والبادي أظلم، لتكسر قاعدة هتلر وتضرب في وجه "الإسرائيلي"، وتعلق وسام ذل وعار في رقاب المطبعين على شاكلة هتلر.