آداب الصلاة في الإسلام (1/2)

الخميس 21 كانون الثاني , 2021 02:18 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

 

آداب الصلاة في الإسلام (1/2)

 

الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين، وهي العبادة اليومية لكل مسلم يدخل بها على ربه كل يوم خمس مرات في صلة وثيقة، وارتباط عميق، وولاء كامل، مناجياً خالقه مقبلاً عليه إقبال العبد الفقير على سيده الغني الكبير، مستمداً منه المعون والرحمة والهداية والعطاء، قائماً وراكعاً وساجداً بين يديه في لحن سماوي خالد، تتجاوب مع أصدائه جنبات الكون كله ليصبح للمسلم معبداً ومصلى يرجّع معه ذكر الله عز وجل {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ} [الإسراء: 44]، {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور: 41].

هذه هي الصلاة التي أرادها الله عز وجل ووصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فيما يرويه عن ربه عز وجل: "ليس كل مصل يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطل على خلقي، ولم يبت مصراً على معصيتي، وقطع نهاره في ذكري، ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب، أجعل له في الجهالة حلماً، وفي الظلمة نوراً، ذلك نوره كنور الشمس أكلؤه بعزتي، واسستحفظه ملائكتي، ومثله في خلقي، كمثل الفردوس في الجنة" رواه البزار.

وهي أول ما يحاسب عليه العبد فقد قال صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله" رواه الطبراني.

وهي آخر وصية وصّى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته وهو يفارق هذه الدنيا لاحقا بالرفيق الأعلى قائلاً: "الصلاة.. الصلاة.. وما ملكت أيمانكم".

وهي أول صفت المتقين: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} [البقرة: 2-3]، وهي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر قال صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" رواه أحمد ومسلم.

وهي دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم: 40]، ووصية الأنبياء والمرسلين: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً}.

روي أن علياً رضي الله عنه كان إذا حضر الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه فيقال له: ما بك يا أمير المؤمنين فيقول: جاء وقت الأمانة التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملتها.

وقد أوحى الله الى بعض النبيين: [إذا دخلت الصلاة فهب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع، فإني قريب مجيب].


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل