اعلام "المناطحة" بدل التوعية: فلتقل خيرًا او تصمت

الإثنين 11 كانون الثاني , 2021 11:17 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

بينما نتخبط في فم التنين، هناك من يحلو له التنظير في التغير المناخي، هذا حال بعض الاعلام اللامسؤول اليوم.

تفرض المسؤولية الاجتماعية على وسائل الاعلام التزام أعلى درجات المهنية والاخلاقية في مساندة المجتمع والدولة. وفيما تزداد متابعة الجمهور لوسائل الاعلام خلال فترات الازمات، لا بد لهذه الوسائل ان تكون على مستوى الحِمل.. أما في لبنان، فيطغى النكد السياسي على الواجب الوطني.

على مدى نصف ساعة من الوقت، استضاف الاعلامي ماريو عبود على الشاشة المدمجة (ال بي سي وصوت بيروت انترناشونال) وزير الصحة الدكتور حمد حسن للحديث عن أزمة تفشي وباء كورونا بعد الاعياد بشكل خطير ومقاربة القطاع الصحي على الانهيار. لكن الاعلامي الذي اشتهر بقراءته مقدمة الـ"بلا مخ" ذات مرة، فضل استكمال استعراضاته على الهواء بدل استغلال منصته الاعلامية للمزيد من الفائدة، فكان "مناطحًا" للوزير لا محاورًا. نصب نفسه خبيرًا في مجال الاوبئة، فأخذ يجادل الوزير في خطة الوزارة التي اعتمدتها منذ بدء الوباء، بما يوحي بأسئلة مدسوسة من طرف ما، وهذا ما استشفه الوزير خلال الحلقة. فكان من غير المعقول ان يسائل الاعلامي الفذ وزير الصحة حول تعداد فريق الوزارة الخاص بالترصد الوبائي، ويجادله طويلا، غير آبه بالشروحات العلمية للوزير بأننا اليوم بتنا في مرحلة التفشي ومرحلة الترصد لم تعد ملزمة، ليصل عون اخيرًا الى مبتغاه من الجدل الطويل:"لماذا رفضتم تطوع الصليب الاحمر في الترصد"، فيأتي جواب الوزير حاسمًا ورادًا الاتهام الى صاحبه: "لم يعرض الصليب الاحمر تقديم فريق تطوعي على الارض، جل ما قدمه مساعدة في الـ"كول سنتر" اي على الهاتف دون الاستعداد للنزول على الارض، اما فرق الهيئة الصحية وكشافة الرسالة فهي الموجودة معنا على الارض".

بعد سؤاله الايحائي، اكمل عبود في اسلوبه التهجمي على الوزير دون التطرق الى ما نحن فيه اليوم. وبين سؤال ـ اتهام ـ واخر كان عبود يردد "فشلتم، يعني فشلتم..". عبثًا حاول الوزير نقل الحوار الى ما يجب فعله اليوم وحث المواطن على الالتزام بالحجر، لكن عبود لم يرد سوى العودة الى الوراء والانغماس في تفاصيل التنظير الطبي غير الخبير به. 

كان الاجدى بماريو عبود استغلال منبره الاعلامي للتصويب على توعية المتفلتين من الاجراءات من خطر ما يرتكبونه، وعلى تقديم ما هو مفيد للمواطنين في عز الازمة التي يمر بها لبنان، حيث لا ينفع تحريض طائفي سعى الوزير كثيرا لنفيه قائلا: "لقد طلبت الاقفال التام قبل الاعياد ولم يساندني سوى وزير الصناعة، فيما اتهمت من البقية بالطائفية..".

في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من أزمة خطيرة تتطلب أعلى درجات المسؤولية، لا بد من ان يلعب الاعلام دوره الايجابي في دعم مؤسسات الدولة ومساندتها، والمساهمة في توعية الرأي العام وتحذيره، وترك النكايات جانبًا، والا فليصمت..

 

المصدر: العهد

 

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل