" الأيّام الأخطر على المنطقة".. جهوزيّة صاروخية بانتظار "اسرائيل"! ـ ماجدة الحاج

الخميس 07 كانون الثاني , 2021 09:37 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ماذا بعد حفلة الجنون او "محاولة الإنقلاب" التي نفّذها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب عبر ميليشياته؟ فما حصل لا يمكن اعتباره حدثا عابرا في الولايات المتحدة الأميركية، وما شكّله من سابقة خطيرة في تاريخ هذه البلاد..بعد اقتحام الكونغرس من قِبل مناصري ترامب وما تلاه من استقالات لمسؤولين بالبيت الأبيض، وتداعي اصوات اعضاء في الحكومة تنادي بعزل الرئيس "المتهوّر" سريعا، كما اصوات "جمهوريين" طالبت بوقف "جنونه"، يصبح السؤال الأهم" هل ستتوقّف الأمور عند هذا الحد بعدما صادق الكونغرس رسميّا على انتخاب بايدن وخلع ترامب عن كرسيّه"؟ رغم تعهُّد الأخير  ب"انتقال طبيعي للسلطة في العشرين من الجاري لكن مع رفض اقراره بالهزيمة، أم انها "مجرّد البداية" كما قال لجعل اميركا عظيمة مرّة اخرى؟ 
المؤكّد –بحسب المراقبين وما أشار إليه عدد من كبار المحللين الأميركيين،  انّ حفلة جنون الرئيس المتهوّر الآيلة فترة رئاسته الى الأفول في غضون ايّام، لن تقف عند ما حصل في السادس من كانون الثاني "الأسود" حتى لو اصبح خارج البيت الأبيض، بل تؤسّس لمرحلة جديدة ستكون مختلفة وتشوبها المخاطر مع ارساء "الظاهرة الترامبيّة" التي سترافق فترة حكم جو بايدن ، وترامب "بشّر" علانية بالفوضى و"الأمور السيّئة" التي ستحصل خلال ولاية خلفه..وعليه، وبعد المصادقة رسميّا على فوز بايدن، هل "سيبلع" ترامب هزيمته؟ أم ما زال الباب مفتوحا امام ترجمة تهوُّره خارجيا في المتبقية له داخل البيت الأبيض؟ يقول الخبير المتخصّص بالعلاقات الأميركية - الإيرانية تريتا بارسي" بالنّظر الى سجلّ ترامب الحافل بالتهوّر واستماتته للتشبّث بالسلطة، كلّما ازداد يأسه يصبح اكثر تهوُّرا". 
الضابط السابق في وزارة الحرب الأميركية مايكل معلوف، عاد واكّد مرّة اخرى انّ جنرالات في البنتاغون يُحضّرون ل"عمل ما" في الوقت الضائع حتى العشرين من الجاري، محذّرا من انها ستكون فترة "عصيبة" في الولايات المتحدة، بعدما برزت إشارة لافتة على لسان رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني توبياس الوود، الذي اعتبر منع ترامب الإحاطات الإستخبارية عن بايدن، يعود الى تخطيطه ل"عمليّيتَين مهمّتين" قد تحصلان على الضّوء الأخضر قبل العشرين من الجاري. 
فهل يستطيع ترامب القيام ب"عمل ما" ضدّ ايران في ربع الساعة الأخير من ولايته؟ 
ايران التي ترصد وتراقب بدقّة ما يحصل على الضفّة الأميركية، تأخذ كل الإحتمالات في حسبانها طالما انّ ترامب لا زال في البيت الأبيض، رغم تيقُّن اغلب مسؤوليها وقادتها العسكريين انّ كلّ التهويل والتحشيد العسكري الأميركي يأتي في اطار الحرب النفسيّة..فهل تغامر الولايات المتحدة بحياة نحو 50 الف عسكري اميركي في المنطقة فيما لو جنحت الأمور الى مواجهة عسكرية شاملة؟ وعليه، تقصّدت طهران عرض مشاهد القواعد العسكرية الأميركية التي صوّرتها وسارعت الى اطلاق مناورة ضخمة يوم 5 الجاري استمرّت يومين، وشملت تدريبات استعرضت فيها المئات من طائراتها المسيّرة المقاتلة بمهام مختلفة في التفجير والإعتراض والإستطلاع. وكشفت عن جزء من "اخطر" تلك المسيّرات كطائرة "آرش" الإنتحارية، و"كرّار" التي حُمّلت للمرة الأولى بصاروخ "اذرخش" جوّ-جوّ..وما ان انتهت هذه المناورة، حتى انطلقت المرحلة الثانية من مناورات  التعبئة البحرية، عبر تنفيذ قوّات "الباسيج" في بحريّة الحرس الثوري عرضا في مياه الخليج بمشاركة 700 قارب بحضور القائد العام للحرس اللواء حسين سلامي.. 
لتبدو جميعها رسائل تحذير "من العيار الثقيل" الى ترامب، من مغبّة اللجوء الى أي مغامرة غير محسوبة العواقب قبل خروجه من البيت الأبيض، سيّما  بعدما حذّره اكثر من مسؤول ايراني من خطر الوقوع في "شرك" اسرائيل والسعودية اللتين تحاولان توريطه في نزاع جديد بالمنطقة في أيامه الأخيرة -وفق ما جاء على لسان نائب قائد قوّة القدس في الحرس الثوري اللواء اسماعيل قاآني. 
ورغم ذهاب بعض التسريبات اللبنانية والخليجية مؤخرا الى التصويب على "عمل ما" قد تبادر إليه تل ابيب –بضوء أخضر من ترامب، صوب العراق او لبنان في الأيام القليلة المقبلة، ربطا بعزم نتنياهو المأزوم داخليا، للإستفادة مما تبقى لصديقه ترامب بالبيت الأبيض لتمرير ايّ "مُنجز" عسكري خارجي، وقد يتضمّن هذا العمل توجيه "ضربات خاطفة" ضدّ مواقع الحشد الشعبي في العراق، او حزب الله في لبنان، حيث استندت التقارير التي حملت التسريبات الى الحركة الجويّة اللافتة لطائرات الإستطلاع والحربية الإسرائيلية في اجواء لبنان بشكل مكثّف ودون انقطاع على مدى الأيام الأخيرة، وحذّرت من عمليات اغتيال قد تطال شخصيات مناهضة للمقاومة لتأليب الرأي العام الداخلي والخارجي على الحزب ومحاصرته الى الحدود القصوى، توطئة لسيناريو خطير يهدف في نهاية المطاف الى "تدويل" لبنان، وبدأت اسرائيل العمل عليه منذ تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب المنصرم. 
الا انّ لحزب الله ومعه محور المقاومة.. رأيا آخر! 
ففيما سرت انباء عن اجتماع امني كبير عُقد منذ ايام في العاصمة السورية دمشق، شارك فيه قادة من الصفّ الأول من مختلف اركان محور المقاومة حيث حُدّدت الأهداف لكلّ جهة من طهران مرورا بغزّة والعراق واليمن، الى سورية ولبنان.. مصدر في موقع "ميديا بارت" الإستقصائي الفرنسي، والذي لفت الى انّ "اسرائيل" ستكون بمواجهة هجمات صاروخية "مرعبة" من كلّ الجهات فيما لو لجأ ترامب الى شنّ ضربات ضدّ ايران في ايامه الأخيرة المتبقية له في الحكم، كشف عن انّ "المفاجأة الكبرى" لإسرائيل، ستكون من اليمن! 
هذا بعدما نقل الخبير الأمني "الإسرائيلي" يوسي ميلمان، عن مصدر وصفه ب"الرفيع" في القيادة العسكرية "الإسرائيلية"، انّ تقارير استخبارية تلقّتها تل ابيب تُفيد بتجهيز حركة "انصار الله" لصواريخ باليستية حدّدت اهدافا حسّاسة في العمق الإسرائيلي "بانتظار اوامر القيادة"! 
قد تكون المسارعة الى نشر بطارية صواريخ من منظومة القبّة الحديدية في ايلات "تحسّبا لأيّ تهديد حوثي"-حسبما اكّدت صحيفة "معاريف" العبرية، ترتبط بتحذير التقاريرالتي تكلّم عنها ميلمان، وخصوصا انّ عضو المجلس السياسي في حركة "انصار الله" محمد البخيتي، اعلن على الملأ، انه "في حال اي اعتداء على ايران، ستكون المعركة شاملة"! ، مفاجأة اخرى قد تكون ايضا بانتظار تل ابيب ردأ على ايّ مغامرة معادية في الأيام القليلة المقبلة، قد تكون من ضمن رزمة "المفاجآت" التي تحدّث عنها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرُالله مؤخرا، "التي يمتلكها الحزب ولا يعلم عنها الإسرائيلي شيئا".. لربما جُهّزت احداها وباتت أقرب من ايّ وقت مضى- وفق تلميح قائد ميداني بارز في حركة "انصار الله" اليمنيّة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل