قصيدة البردة | الفصل الثامن .. "في جهاد النَّبي صلى الله عليه وسلم"

الأحد 01 تشرين الثاني , 2020 12:25 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - التصوف

 

قصيدة البردة

الإمام البوصيري

 

الفصل الثامن

 في جهاد النَّبي صلى الله عليه وسلم

 

رَاعَتْ قُلُوبَ الْعِدى أَنْبَاءُ بِعْثَتِهِ ... كَنَبْأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْلً مِّنَ الْغَنَمِ

مَا زَالَ يَلْقَـــاهُمُ فِيْ كُلِّ مُعْتَرَكٍ ... حَتّى حَكَوْا بِالْقَنَا لَحْماً عَلَى وَضَمِ

وَدُّوا الْفِرَارَ فَكَادُوا يَغْبِطُونَ بِهِ ... أَشْلَاءَ شَالَتْ مَعَ الْعِقْبَانِ وَالرَّخَمِ

تَمْضِيْ اللَّيَالِيْ وَلاَ يَدْرُونَ عِدَّتَهَا ... مَا لَمْ تَكُنْ مِّنْ لَيَالِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ

كَأَنّمَا الدِّيْنُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ ... بِكُلِّ قَرْمٍ إِلى لَحْمِ الْعِدى قَرَمِ

يَجُرُّ بَحْرَ خَمْيسٍ فَوْقَ سَابِحَةٍ ... تَرْمِيْ بِمَوْجٍ مِنَ الْأَبْطَالِ مُلْتَطِمِ

مِنْ كُلِّ مُنْتَدِبٍ لِلّٰهِ مُحْتَسِبٍ ... يِسْطُوا بِمُسْتَأْصِلٍ لِلكُفْرِ مُصْطَلَمِ

حَتٰى غَدَتْ مِلَّةُ الْإِسْلَامِ وَهْيَ بِهِمْ ... مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِهَا مَوْصُولَةُ الرَّحِمِ

مَكْفُوْلَةً أَبَداً مِّنْهُمْ بِخَيْرِ أَبٍ ... وَخَيْرِ بَعْلٍ فَلَمْ تَيْتَمْ وَلَمْ تَئِمِ

هُمُ الْجِبَالُ فَسَلْ عَنْهُمْ مُّصَادِمَهُمْ ... مَاذَا رَأَى مِنْهُمُ فِيْ كُلِّ مُصْطَدَمِ

وَسَلْ حُنَيْناً وَسَلْ بَدْراً وَسَلْ أُحُداً ... فُصُولَ حَتْفٍ لَّهُمْ أَدْهى مِنَ الوَخَمِ

اَلْمُصْدِرِي الْبِيْضِ حُمْراً بَعْدَ مَا وَرَدَتْ ... مِنَ العِدى كُلَّ مُسْوَدٍّ مِّنَ اللِّمَمِ

وَالكَاتِبِيَن بِسُمْرِ الْخَطِّ مَا تَرَكَتْ ... أَقْلَمُهُمْ حَرْفٌ جِسْمٍ غَيْرَ مُنَعَجِمِ

شَاكِي السُّلاَحِ لَهُمْ سِيمَا تُمَيِّزُهُمْ ... وَالْوَرْدُ يَمْتَازُ بِالسِّيْمَا مِنَ السَّلَمِ

تُهْدِيْ إِلَيْكَ رِيَاحُ النَّصْرِ نَشْرَهُمُ ... فَتَحْسَبُ الزّهْرَ فِيْ الْأَكْمَامِ كُلَّ كَمِيْ

كَأَنّهُمْ فِيْ ظُهُورِ الْخَيْلِ نَبْتُ رُباً ... مِنْ شِدَّةِ الْحَزْمِ لَا مِنْ شِدَّةِ الْحُزُمِ

طَارَتْ قُلُوبُ الْعِدى مِنْ بَأْسِهِمْ فَـرَقاً ... فَمَا تُفَرِّقُ بَيْنَ الْبَهْمِ وَالبُهَمِ

وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُولِ اللهِ نَصْرَتُهُ ... إِنْ تَلْقَهُ الْأُسْدُ فِيْ آجَامِهَا تَجِمِ

وَلَنْ تَرى مِنْ وَّلِيٍّ غَيْرِ مُنْتَصِرٍ ... بِهِ وَلَا مِنْ عَدُوٍّ غَيْرَ مُنْقَصِمِ

أَحَلَّ أُمّتَهُ فِيْ حِرْزِ مِلَّتِهِ ... كَاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الْأَشْبَالِ فِيْ أَجَمِ

كَمْ جَدّلَتْ كَلِمَاتُ اللهِ مِنْ جَدَلٍ ... فِيْهِ وَكَمْ خَصَّمَ الْبُرْهَانُ مِنْ خَصِمِ


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل