بانوراما الصحافة اللبنانية | الاستشارات في موعدها الخميس.. فهل يتم التكليف؟

الثلاثاء 20 تشرين الأول , 2020 08:44 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ بانوراما

يستمر الهدوء على جبهة الملف الحكومي بانتظار حلول يوم الخميس، موعد الاستشارات النيابية في قصر بعبدا، إلا أن العبرة ستكون في إمكان حصول النائب سعد الحريري على التكليف بالمضي في تأليف الحكومة العتيدة من عدمه، لتبدأ بعدها معركة التأليف في حال تصاعد الدخان الأبيض من القصر الجمهوري.
وإلى ذلك الموعد الذي بقي عليه ساعات، تبقى غالبية الملفات التي تعصف بالبلاد عالقة، فهل ستكون الطريق إلى التكليف ثم التأليف معبّدة، وتمضي بعدها أمور البلاد إلى الحلحلة، أم أن هناك عقبات جديدة ستقف في طريق خروج لبنان من الهاوية التي يقبع فيها؟.

"الأخبار": الحريري مُكلَّفاً... مع وقف التنفيذ

بحسب صحيفة "الأخبار"، المؤشرات لا توحي، حتى الساعة، بنية رئيس الجمهورية ميشال عون تأجيل المشاورات النيابية المُلزمة لتسمية رئيس حكومة جديدة. سعد الحريري هو «الحلّ» أمام القوى، بعد أن فشلت محاولات الوزير السابق جبران باسيل في تسويق خيارات بديلة. التكليف لا يعني التأليف، فبعد يوم الخميس تبدأ «جُلجلة» الحريري الفعلية

المشاورات بين القوى السياسية تخطّت مستوى «التكليف»، لتنتقل مُباشرةً إلى «التأليف». فغالبية الجهات السياسية المؤثّرة، باتت تتعامل مع سعد الحريري كما لو أنّه «الرئيس المُكلّف بتأليف الحكومة». الورقة الحمراء الأبرز المشهورة بحقّه، تأتي من جانب التيار الوطني الحرّ أولاً، والقوات اللبنانية ثانياً. وُجد حلّ لهما بشعار «الميثاقية تؤمَّن في التأليف وليس في التكليف»، وبوجود نواب مُمثلين للطائفة المسيحية خارج الحزبين الأكبر. أما حزب الله، الذي وإن لم يتضح بعد إن كان سيُسمّي الحريري أو يُحدّد خياراً آخر، فلن يكون بحدّ ذاته «عقبة» أمام عودة الحريري إلى السراي الحكومي. وكما تقول مصادر بعبدا، «الاستشارات النيابية المُلزمة يوم الخميس لتسمية رئيس الحكومة باقية في موعدها، إلا إذا طرأ أمر في الساعات الأخيرة واستدعى تأجيلاً». تركيب هذه القِطع بعضها فوق بعض، يقود إلى تسمية سعد الحريري، قبل 48 ساعة من الموعد الدستوري... تسمية مع وقف التنفيذ. فالأزمة المالية والنقدية، وملفّ ترسيم الحدود الجنوبية، والمفاوضات مع «المجتمع الدولي» ومؤسساته والدول «الراعية» للحصول على «دولارات طازجة»، التي استوجبت وجود رئيس حكومة، لن تنسحب على عملية التأليف. هذا ما يؤكّده سياسيون مُتابعون لاتصالات الساعات الأخيرة.

استمرت الاتصالات يوم أمس بين قيادتَي حزب الله والتيار الوطني الحرّ، من دون أن ينتج عنها أي ليونة في موقف الوزير السابق جبران باسيل من تسمية الحريري. تُشبّه المصادر الوضع بما كان عليه قبل قرابة سنة، حين سحبت القوات اللبنانية بِساط «الميثاقية المسيحية» من تحت الحريري رافضةً تسميته، ليتراجع بدوره عن الترشّح، ويستعد فريق رئاسة الجمهورية - التيار الوطني الحرّ للعب دور المعارضة وعدم حضور جلسات مجلس الوزراء، وصولاً إلى حدّ عدم التوقيع على المراسيم. الفارق بين الزمنين، «تبدّل الأوضاع على كلّ المستويات، وجود ضغط فرنسي ودولي كبيرَين لإحداث تغيير في الساحة الداخلية. لبنان أمام مخاطر كبيرة، لذلك من المُستبعد أن تُخلق معارضة كهذه من جانب العهد خلال هذه المرحلة». وتُضيف المصادر أنّ «الردّ سيكون عبر التشدّد في التأليف، وموقف التيار الوطني الحرّ في عدم التمثّل وزارياً، على أن تُحصر الحصّة المسيحية الوازنة برئيس الجمهورية، فيكون له فريق عمله الحاضر داخل السلطة التنفيذية».

موقف «التيار» لا يلقى انتقاداً في صفوف حزب الله، بقدر ما يبدو «تفهّماً» لحليف سياسي حُمّل كلّ وِزر أسباب انتفاضة 17 تشرين الأول، «التي تعتبر أنّ أهم إنجازاتها هو إسقاط حكومة الحريري، وها هي اليوم تتفرّج عليه يعود إلى السلطة، ويُربط انخفاض سعر صرف الدولار بوجوده في السلطة وتأخذ الأسواق نفساً، في حين يُظهّر جبران باسيل كما لو أنّه هو الخاسر الوحيد من هذه العملية». انطلاقاً من هنا، «يبدو طبيعياً التشدّد في عملية التأليف»، لا بل مُمكن أن يُشكّل التشدد ضرورة لفريق «8 آذار»، الرافض نهائياً لتسليم إدارة البلد كلياً إلى الحريري وخياراته الاقتصادية والسياسية»، وقد يؤدّي هذا التشدّد إلى أن «يبقى الحريري رئيساً مُكلفاً فترة طويلة».

ستصل بعثة أميركية إلى لبنان للإشراف على إعادة الإعمار وتُنفذه USaid

محاولات تأليف حكومة في لبنان ليست معزولة عن «مناخات إيجابية» بدأت تُلتقط إشاراتها في المنطقة ككلّ، من دون أن تُحسم نتائجها. تتحدّث المصادر عن موقف مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، من الحكومة وتمثّل حزب الله فيها، وزيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى واشنطن، وأخيراً اتصال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالرئيس ميشال عون. كما لو أنّ الولايات المتحدة تُريد أن تقول إنّ مفتاح الحلّ في يدها وليس مع فرنسا».

وفي هذا السياق، أعلن قصر بعبدا تلقّي عون اتصالاً من بومبيو «عرض في خلاله للعلاقات اللبنانية - الأميركية والتطورات الأخيرة، ومنها مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وشكره الرئيس عون على الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة كوسيط مُسهّل للتفاوض، مؤكداً أنّ لبنان مُصمّم على الحفاظ على حقوقه وسيادته في البر والبحر». في المقابل، أبلغ بومبيو عون «إرسال مساعدات لإعادة إعمار الأحياء التي تضرّرت في بيروت نتيجة انفجار المرفأ». وتُضيف مصادر بعبدا أنّ إعادة الإعمار «ستشمل بعض أحياء بيروت، وستصل بعثة إلى لبنان لتُشرف على العمل، الذي سيُنفّذ عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية - USaid».

 

"البناء": استشارات الخميس في موعدها

لم يشهد الملف الحكوميّ أي تطوّرٍ من الأسبوع الماضي حتى مساء أمس، فالمواقف على حالها ولم تنجح الوساطات على خط بيت الوسط – ميرنا الشالوحي في تجسير الهوة بينهما، فالرئيس سعد الحريري مصرٌ على الإبقاء على مسافة سياسية مع التيار الوطني الحر فيما النائب جبران باسيل حسم موقفه بعدم تسمية رئيس المستقبل في استشارات الخميس المقبل التي أكّدت مصادر بعبدا لـ«البناء» بأنها قائمة في موعدها حتى الساعة ما لم تطرأ أية مبادرة للحل تتطلب المزيد من الوقت لتحقيق تفاهم سياسي أوسع على التكليف لتسهيل التأليف.

وأضافت مصادر بعبدا: أنّ الرئيس عون أعطى فرصة أسبوع لتحقيق تفاهم سياسي أوسع على تكليف الحريري وتذليل بعض المكوّنات السياسية، أما وقد بقيت الأطراف على مواقفها، فلم يعد ينفع التأجيل. وشدّدت المصادر أن رئيس الجمهورية يؤيد تأليف الحكومة تكنوسياسية من 20 وزيراً، لا حكومة اختصاصيين لكون الحريري هو شخصية سياسية لا اختصاصي، مشيرة إلى أنّ رئيس الجمهورية سيستخدم كامل صلاحياته الدستورية في مرحلة التأليف ولن يوقّع على مرسوم حكومة لا تراعي التوازنات السياسية والنيابية والطائفية.

وبحسب المعلومات، فإنّ الحريري سيُكلّف الخميس المقبل بمجموع أصوات يتراوح بين 65 و70 صوتاً يتضمن مسيحيي كتل «المردة» و«القومي»، و«الطاشناق» والمستقلين؛ فيما أشارت مصادر القوات اللبنانيّة أنّها ستشارك في الاستشارات، لكنّها لن تسمي الحريري ما يعني سقوط الميثاقيّة بمجرد مشاركة الكتلتين الكبيرتين في الطائفة المسيحية بالاستشارات، علماً أن مصادر دستورية أشارت إلى أن ليست هناك ميثاقية بالتكليف بل بالتأليف.

التيار: ننتظر التأليف

وأشار عضو تكتل لبنان القوي النائب إدغار معلوف لـ«البناء» إلى أنّ التكتل سيشارك في استشارات الخميس ولن يسمّي الحريري، وفي حال تم تكليف رئيس المستقبل، «سننتقل إلى مرحلة التأليف وسنرى ما لديه من رؤية للحكومة الجديدة ونبني على الشيء مقتضاه».

وعمّا إذا كان التيار سيتجه إلى تسمية مرشح آخر أو إيداع أصواته في عهدة رئيس الجمهورية، لفت معلوف إلى أنّ هذا الأمر سيتقرر في اجتماع يُعقد الأربعاء المقبل برئاسة رئيس التيار النائب جبران باسيل، لافتاً إلى أنّ الوساطات على خط الحريري – باسيل لن تغيّر في موقفنا من تكليف الحريري، متسائلاً: على أي أسس ستذهب الكتل الأخرى إلى تسمية الحريري الذي أعلن أنّه سيؤلف حكومة اختصاصيين؟ وماذا تغيّر كي يؤيّدوا الحريري ويعارضوا على السفير مصطفى أديب؟ وأوضح معلوف أنّ حكومة الاختصاصيين تنطبق على جميع الكتل من دون استثناء، «أمّا إذا أراد الحريري تأليف حكومة تكنوسياسية، فسنشارك بها وفق شروط وقواعد واضحة». فيما لفتت معلومات إلى انقسام تكتل لبنان القوي حول تسمية الحريري من عدمها وسط رأيين يسودان داخل التكتل بين مَن يفضّل تسمية الحريري والمفاوضة على المشاركة في الحكومة وبين رفض تسميته لكونه لا يملك رؤية اقتصادية سياسية مالية محددة الأهداف ويعمل على إقصاء التيار من الحكومة فيما يتواصل مع بقية الكتل والأحزاب لاسترضائها. فيما تحدثت مصادر أخرى عن تفضيل التيار البقاء في المعارضة إذا لم يتفاهم رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف على حفظ تمثيل التيار في الحكومة.

حزب الله لن يسمّي الحريري

ورجحت أوساط مطّلعة على موقف حزب الله أن يتجه الحزب إلى عدم تسمية الحريري في استشارات الخميس إذا لم يبادر رئيس المستقبل إلى تذليل العقد المستجدة، لكن الحزب بحسب المصادر سيتعاون مع الرئيس المكلّف في استحقاق التأليف.

وفسّرت الأوساط موقف الحزب انطلاقاً من سببين: الأول عدم استفزاز حليفه التيار الوطني الحر وخلق توترات جديدة بين الحليفين، لا سيّما بعد تباين وجهات النظر في ملف ترسيم الحدود، والثاني عدم وضوح الاتفاق بين الحزب والحريري على مرحلة التأليف، إذ أنّ اللقاء الأخير بين الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل الذي عُقد في بيت الوسط الأربعاء الماضي لم ينجح بتفكيك شيفرة مصطلح «حكومة الاختصاصيين» ولم ينتزع الخليل وعداً من الحريري بأن تسمّي الكتل النيابية ممثليها في الحكومة، إذ اكتفى الحريري بالصمت رداً على سؤال الخليل حول هذا الأمر، مردداً بأنّ «الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي يتطلب حكومة اختصاصيين تمكنني بالحصول على الدعم المالي من الخارج». وانتهى اللقاء بحسب المصادر من دون اتفاق واضح ومذ ذلك الحين بقيت المواقف على حالها.

فالحريري بحسب الأوساط يريد «شيكاً على بياض» بمسألة تطبيق الورقة الاقتصادية ومن ضمنها بند صندوق النقد الدولي ما خلق عقدة إضافية أمام الحريري تمثلت برفض الحزب الموافقة «العمياء» على إجراءات الصندوق. وقد أبلغ الخليل الحريري في هذا اللقاء بأنّ الحزب يوافق على ما وافق عليه في لقاء قصر الصنوبر مع الرئيس الفرنسي، لكنّه يريد النقاش بكل بنود الإصلاحات ولا موافقة مسبقة.

فيما توقعت مصادر متابعة للملف الحكومي أن تشهد عملية تأليف الحكومة معركة شرسة لا سيّما على تسمية الكتل لممثليها وعلى وزارة المال وتوزيع الحقائب السيادية والخدماتية على الطوائف والكتل. ولفتت إلى أنّنا أمام أسبوعين، فإمّا نؤلف حكومة وإمّا سيتعقد الأمر أكثر إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.

أمّا في بيت الوسط، فيسود صمت وانتظار بانتظار خميس الاستشارات، ورفضت مصادر الحريري التعليق على المشهد الحكومي مؤكدة بأنّ الحديث سيكون بعد التكليف وليس قبله.

 

"الجمهورية": تكليف... لا تكليف؟

على أنّ المشهد الحكومي لا يؤشّر الى أنه بلغَ مرحلة الحسم النهائي بعد، فحتى الآن ليس في الإمكان القول إنّ التكليف قد أفلتَ من حقل الألغام المزروعة في طريق إتمامه يوم الخميس، ذلك أنّ الغيوم الداكنة ما زالت تطوّق الاستشارات النيابية الملزمة، وهي مُحاطة باحتمالات سلبيّة عَزّزها الصمت الرئاسي حيال تلك الاحتمالات، وعدم تأكيد أو تثبيت رسمي وعلني لموعد الخميس، يُبدّد الغموض حوله، ما أبقى مصير الاستشارات تحت رحمة تأجيل جديد.

تطمينات.. ولا تأكيدات

والسؤال الطافي على سطح المشهد السياسي عشية الاستشارات: هل سيشكل يوم غد الاربعاء صورة مُستنسخة عن الأربعاء الماضي، فيُبادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى إصدار بيان يعلن فيه تأجيل الإستشارات من يوم غد الخميس، الى الخميس من الأسبوع المقبل؟

لا جواب حاسماً حتى الآن، ما خَلا تمنيات تصدر من هذا الطرف السياسي او ذاك بإتمام الاستشارات في موعدها، تُزامِن "التطمينات الاعلامية" التي تنسب الى القصر الجمهوري بأنّ الاستشارات ما زالت في موعدها، ولن يطرأ تعديل عليها.

إلّا انّ غياب التأكيدات الرسمية لهذه التطمينات، أبقَى "النَقزة" قائمة لدى مختلف الأطراف السياسية من أن يتسلّل من خلف هذه التطمينات غير المؤكدة تأجيل رئاسي ثانٍ للاستشارات بذات الطريقة وبذات التوقيت الليلي الذي تَسلّل فيهما التأجيل السابق، خصوصاً انّه لم يتبدّل شيء منذ التأجيل الأول، كما لم يظهر الى العلن ما يؤكّد أنّ ما تَوخّاه رئيس الجمهورية من التأجيل السابق قد تحقق.

الفجوة تعمّقت

فالمصاعب التي أشار إليها البيان الرئاسي، ومن دون ان يحددها او يوضح ماهيتها، وقال إنّها تستوجب أن تحلّ، ظلّت غامضة، ولم يسجّل حصول أي تحرّك او مبادرة لحلّها. لا من رئاسة الجمهورية، ولا من أي طرف سياسي آخر. واذا كان المقصود في تلك المصاعب، الفجوة العميقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل، فإنّها صارت أكثر تعقيداً ممّا كانت عليه قبل صدور بيان التأجيل مساء الأربعاء الماضي.

فالحريري، الذي أدركَ انّ القرار هو رسالة رئاسية سلبيّة مباشرة له شخصياً، قرّر في ما يبدو أن يعتمد تكتيكاً جديداً حيالها، ترجَمَه بالانكفاء وعدم ارتقاء منبر السجال، مُسنِداً الى أوساطه مهمّة الردّ غير المباشر على تلك الرسالة، والتأكيد بأنّ التأجيل مهما طال لن يؤثر عليه أو يَحمله على التراجع ويقطع ترشيحه لرئاسة ما سَمّاها حكومة المبادرة الفرنسيّة.

أمّا باسيل، فقطع الطريق على أيّ إمكانية لحلّ بينه وبين الحريري، مرّتين منذ صدور قرار التأجيل الرئاسي: الاولى، عبر تعليقه الفوري على القرار بقوله إنّه مع احترامه لهذا القرار فإنّ تأجيل الإستشارات لن يبدّل موقفه. والمرة الثانية، عبر بيان المجلس السياسي لـ"التيار الوطني الحر" السبت الماضي، بِحَسم عدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة.

إتصالات فارغة

وبحسب مصادر مدركة لحجم فجوة الخلاف بين الحريري وباسيل، فإنّ ما يُحكى عن حركة اتصالات او مَساع لتضييق هذه الفجوة ما هي إلّا اتصالات شكلية ومَساعٍ فارغة لن تقدّم سوى التعب لِمَن يقوم بها، خصوصاً أنّ الحريري وباسيل رسما بتَصَلّبهما المتبادل خط اللّاعودة عن رفضهما لبعضهما البعض. ومن هنا فإنّ الاتصالات التي تجري تَصبّ في اتجاه هدف وحيد هو عدم تأجيل استشارات الخميس، ومحاولة إقناع رئيس الجمهورية مُسبقاً بالعدول عن التأجيل إن كان في هذا الوارد.

فالتأجيل الثاني إذا حصل، كما تقول المصادر نفسها، قد تَترتّب عليه مضاعفات سلبية تُرخي بظلالها على المشهد الداخلي برمّته.

المُخرِج.. هاوٍ

ويؤكّد ذلك ايضاً مرجع سياسي لـ"الجمهورية"، بقوله: انّ تأجيل الاستشارات، إذا حصل، سيكون فاقعاً جداً هذه المرّة، ولن يستطيع رئيس الجمهورية أن يبرّره على الاطلاق. ومن هنا، انا أستبعِد أن يلجأ رئيس الجمهورية الى تأجيل الاستشارات، خصوصاً أن لا سبب موجِباً له، مِثله مثل قرار التأجيل السابق، الذي لم يكن مسلّحاً بما يبرّره او بسببٍ موجِبٍ يمتلك قدرة الإقناع".

ويضيف المرجع مُتنَدّراً: "لقد كان التأجيل زلّة قدم غير محسوبة وغير مدروسة، والحق كلّه على "المُخرِج" الذي اعتُمِد لهذه "المهمة الجليلة"، فيبدو أنّه "مُخرِج هاوٍ" وجديد في هذا "الكَار"، فكانت النتيجة أنّه "بَدلَ أن يكحّلها عَمَاها". أعتقد انّه كان عليهم أن يستعينوا بمُخرِج شاطر، يحتكم على شيء من الحنكة والدهاء، فيعرف كيف يُدخل قرار التأجيل في أذهان كلّ مَن في القصر، ويُقنعهم به أوّلاً، ومن ثم يقنع به من هم خارج القصر ثانياً، ويوفِّر بالتالي على مَن في القصر الإحراج، وسَيل التوضيحات والتفسيرات التي توالَت من الموقع الرئاسي الأول، لتبريره، وسَيل الانتقادات التي واجَهته، سواء من السياسيين أو من المراجع الدينيّة المسيحية تحديداً. وهنا، يجب أن نتمعّن مَليّاً بموقفَي البطريرك بشارة بطرس الراعي والمطران الياس عودة"!

 

"اللواء": شبح «الحلف الرباعي» يحضر في الأونيسكو اليوم.. والخميس في بعبدا!

صحيفة "اللواء" تساءلت.. هل تفتح جلسة مجلس النواب، المخصصة اصلاً لانتخاب «المطبخ التشريعي» (أميني سر وثلاثة مفوضين) فضلاً عن أعضاء اللجان النيابية، التي شغرت، بعد استقالة 8 نواب من المجلس النيابي واستكمال مناقشة وإقرار ما تبقى من جدول أعمال الجلستين التشريعيتين الماضيتين، الباب اليوم، للتباحث في ما يمكن فعله بعد غد الخميس، موعد الاستشارات النيابية الملزمة، لتسمية شخصية تكلف تأليف الحكومة، أو تسمية الرئيس سعد الحريري باعتباره، المرشح الوحيد المعلن، على الرغم من اعتراض ورفض تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل.

وعلمت «اللواء» ان فريق التيار الوطني الحر يسجل عتباً على حزب حليف، معرباً عن هواجسه، من ان تقود المشاورات الجارية إلى تشكيل تحالف رباعي جديد قوامه: حركة «أمل» و«حزب الله» وتيار المستقبل، والحزب التقدمي الاشتراكي، بكتلها النيابية، التي إن جمعت اصواتها فهي توفّر ما بين 68 و72 نائباً لصالح تسمية الرئيس الحريري.

في بعبدا أكدت المصادر المطلعة لـ«اللواء» ان الاستشارات الملزمة لا تزال قائمة في موعدها الخميس المقبل  وأوضحت ان المجال مفتوح للاتصالات قبيل حلول هذا الموعد كاشفة ان لا تواصل سجل بين الاليزيه وبعبدا ولا بين الرئيس عون والرئيس الحريري.

وافادت ان هذه الحكومة مطلوبة على ان تضم وزراء نظيفي الكف يهمهم الاصلاح. ودعت الى انتظار ما بعد تكليف الحريري وكيف تسير مسيرة تشكيل الحكومة.

ورأت المصادر انه عندما ارجأ الرئيس عون الاستشارات اول مرة كان يعرف الدوافع لماذا واليوم اذا ثبت الموعد يعرف التي تدعوه لذلك مشيرة الى ان بعبدا سائرة في خطى ثابتة نحو اجراء الاستشارات ما لم يطرأ ما ليس في الحسبان وليأتي ما يأتي وفي عملية التأليف يسود الكلام. والإنفتاح بين الكتل النيابية حول حكومة المهمة.

واشنطن: مساعدات لاعمار المرفأ

دولياً، تلقى الرئيس عون مساء امس الأول اتصالا هاتفيا من وزيرالخارجية الأميركي مايك بومبيو، عرض في خلاله للعلاقات اللبنانية - الأميركية والتطورات الأخيرة، ومنها مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

وشكر وفقاً لبيان المكتب الاعلامي في الرئاسة الاولى، الرئيس عون الوزير بومبيو على «الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة كوسيط مسهل للتفاوض»، مؤكدا ان لبنان «مصمم على الحفاظ على حقوقه وسيادته في البر والبحر».

وابلغ الوزير الأميركي الرئيس عون، ارسال بلاده «مساعدات لاعادة اعمار الاحياء التي تضررت في بيروت نتيجة الانفجار الذي وقع في المرفأ في 4 آب الماضي».

ورحب الوزير بومبيو خلال الاتصال ببدء المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية.

وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأميركية حول اتصال بومبيو بالرئيس عون، استذكر بومبيو الذكرى السنوية الأولى لاحتجاجات 17 تشرين الأول. 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تشكيل حكومة لبنانية تكون ملتزمة وقادرة على تطبيق الاصلاحات التي يمكن أن تؤدي إلى فرص اقتصادية وحكم أفضل ووضع حد للفساد المستشري.

الى ذلك، اوضحت مصادر ديبلوماسية ان استثناء لقاء المسؤول الاميركي دايفيد شنكر مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في زيارته الاخيرة للبنان يعتبر رسالة شديدة الوضوح من الادارة الاميركية من السياسة التي اتبعها الاخير من موقعه السابق كوزير للخارجية او كصهر لرئيس الجمهورية يؤثر بفاعلية مفرطة في رسم وتحديد افق السياسة الخارجية التي ينتظرها والتي تصب لمصلحة حزب الله وإيران في المنطقة والعالم على حساب مصالح الشعب اللبناني وضد المصالح الاميركية. وهذا لايمكن السكوت عنه او تجاوزه دون القيام بردات فعل ومواقف حازمة للتعبير الصريح عن رفض قاطع لمثل هذه السياسات المعتمدة،في حين ان مصلحة لبنان واللبنانيين تتطلب سياسات اكثر واقعية تلتزم بسياسة الناي بالنفس والابتعاد عن الانخراط في سياسات المحاور والتحالفات التي تسيء وتضر بمصلحة لبنان العليا.

واشارت المصادر الى الخطاب الاخير لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في ذكرى ١٣تشرين والذي حمل فيه مسؤولية تردي الأوضاع المالية والاقتصادية بلبنان للولايات المتحدة الأمريكية عندما قال ان سبب الازمة هو قلة الدولار والمسؤول عنها الذي يطبع الدولار وان لم يسم الدولة المعنية عن ذلك ولكن بالطبع وصلت الرسالة بوضوح الى الجانب الاميركي الذي يراكم سلسلة انتهجها باسيل طوال توليه المسؤولية السياسية التيار وحتى الخطاب الاخير الموجه الى الادارة الاميركية مباشرة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل