من هو الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير الكويت الجديد ؟

الثلاثاء 29 أيلول , 2020 09:10 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

 مع وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن عمر ناهز 91 عاما، تتجه الأنظار إلى أخيه ولي العهد الشيخ نواف (83 عاما)، الذي أصبح حاكما للدولة الخليجية في انتظار مبايعته أميرا من جانب أعضاء مجلس الأمة (البرلمان).

ففي الكويت، “إذا خلا منصب الأمير نودي بولي العهد أميرا”، بحسب المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة، وتنص المادة الرابعة من الدستور والمادة الأولى من قانون توارث الإمارة على أن “الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح”.

وتنص المادة 60 من الدستور على أن “الأمير يؤدي قبل ممارسة صلاحياته في جلسة خاصة لمجلس الأمة اليمين الآتية: أقسم بالله العظيم أن احترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه”.

ومنذ 14 عاما، يشغل الشيخ نواف منصب ولي عهد الأمير الراحل، وذلك بعد سنوات من تعلم القيادة في “بيوت الحكم”، والتدرج في مناصب أمنية رفعية المستوى، حتى وصف بأنه “الأب الروحي للأمن والاستقرار”.

وفي 18 تموز الماضي، مع دخول الشيخ صباح إلى مستشفى في الولايات المتحدة، تمت الاستعانة بولي العهد لممارسة بعض اختصاصات الأمير الدستورية في إدارة شؤون البلاد.

ومنذ توليه هذه الاختصاصات، خاض ولي العهد معركة بارزة ضد الفساد وقال في خطاب للشعب الكويتي، في 23 آب الماضي، إن “أبناء الأسرة الحاكمة ليسوا فوق القانون” على خلفية ما تردد عن ضلوع أحدهم في قضية فساد.

وبلهجة حاسمة، أضاف الشيخ نواف: “لا حماية لفاسد أيا كان اسمه أو صفته أو مكانته.. أدعو الأخوة في الحكومة ومجلس الأمة إلى اعتماد التدابير الفاعلة والتشريعات الكفيلة بردع الفاسدين والقضاء على مظاهر الفساد وأسبابه”.

الأب الروحي للأمن

وفق الموقع الإلكتروني الرسمي لديوان ولي العهد، تولى الشيخ نواف هذا المنصب منذ 14 عاما، إذ أصدر الشيخ صباح بعد حوالي أسبوع من توليه الحكم، أمرا بتزكية أخيه الشيخ نواف لولاية العهد، في 7 شباط 2006، وبايعه البرلمان بالإجماع خلال جلسة خاصة، في 20 من الشهر نفسه، وأدى اليمين الدستورية أمام الأمير البرلمان في اليوم نفسه.

وقبل هذا المنصب، تدرج الشيخ نواف في مناصب عديدة، حيث اختير في 16 تشرين الأول 2003 نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.

ويعد الشيخ نواف، “الأب الروحي لرجال الأمن والمؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية بشكلها الحديث وإدارتها المختلفة، خلال تولي مسؤولية الوزارة على مدى فترتين، الأولى من آذار 1978 إلى يناير كانون الثاني 1988 والثانية من 2003 إلى  2006”.

كما شغل منصب نائب رئيس الحرس الوطني في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 1994، وعمل “على تطوير المنظومة العسكرية للحرس، وجعله الذراع اليمنى للقوات المسلحة”

كما اختير وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل في نيسان 1991، عقب تشكيل أول حكومة كويتية بعد حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، و”سارع إلى اتخاذ قرارات إنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين.

وكان وزيرا للدفاع كانون الثاني 1988، حيث “عمل على تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بكافة الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية”

وشغل كذلك منصب وزيرا الداخلية في آذار 1978، وقبلها بسنوات وتحديدا في فيراير/ شباط 1962 بدأ رحلة عمله السياسي باختياره محافظا لحولي التي شهدت في عهده “تطورا كبيرا”.

نشأة في “بيوت الحكم”

ولد ولي العهد نائب أمير الكويت، في 25 حزيران 1937، في مدينة الكويت، وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر، الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح الذي حكم البلاد بين 1921 و1950.

والشيخ نواف متزوج وله أربعة أولاد وبنت، و”نشأ في بيوت الحكم منذ ولادته، وهي بيوت تعتبر مدارس في التربية والتعليم والالتزام والانضباط، وإعداد وتهيئة حكام المستقبل”.

وهو سليل أسرة آل الصباح حكام الكويت منذ نشأتها، ودرس في مدارس الكويت المختلفة، ومن المرجح ألا يبتعد الشيخ نواف حين يصبح أميرا للكويت، عن نهج أخيه الراحل.

وأثمرت قيادة الشيخ صباح للكويت، منذ 29 كانون الثاني 2006، عن خلق دبلوماسية متزنة وعاقلة في المنطقة، طالما سعت للسلام والعمل الإنساني ورأب الصدع في علاقات الدول العربية، أبرزها لعب دور الوساطة في الأزمة الخليجية منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وفي عام 2014، منحت الأمم المتحدة أمير الكويت الراحل لقب “قائد للعمل الإنساني”، لجهوده في مجالات العمل الخيري والدعم الإنساني والإغاثة في مختلف أنحاء العالم.

كما بات منذ صيف 2017 زعيما لدبلوماسية السلام بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى، للخروج من نفق الأزمة الخليجية، قبل أن يرثيه العالم زعيما ساعد على استقرار منطقة الخليج.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل