جدد حياتك .. "عِش في حُدودِ يَومِك" -الشيخ محمد غزالي

الثلاثاء 01 أيلول , 2020 01:46 توقيت بيروت مقالات فكريّة

الثبات - مقالات 

 

جدد حياتك

عِش في حُدودِ يَومِك

الشيخ محمد غزالي

 

من أخطاء الإنسان أن ينوء في حاضره بأعباء مستقبله الطويل، والمرء حين يؤمل ينطلق في خط لا نهاية له، وما أسرع الوساوس والأوهام إلى اعتراض هذا التفكير المُرسل، ثم إلى تحويله هموماً جاثمة، وهواجس مقبضة.

لماذا تُخامِرُك الريبة ويخالجك القلق؟ عِشْ في حدود يومك فذاك أجدر بك، وأصلح لك.

والعيش في حدود اليوم يتَّسق مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أصبح آمناً في سِرْيه، مُعافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزتْ له الدنيا بحذافيرها".

إنَّك تملك العلم كلَّه يوم تجمع هذه العناصر كلِّها في يديك فاحذر أن تحقِرها.

والحق أنَّ استعجال الضوائق التي لم يحن موعدها حمق كبير، ولو كان المرء مصيباً فيما يتوقع فإنَّ إفساد الحاضر بشؤون المستقبل خطا صِرْف، والواجب أن يستفتح الإنسان يومه، وكأنَّ اليوم عالم مستقل بما يحويه من زمان ومكان.

على أنَّ العيش في حدود اليوم لا يعني تجاهل المستقبل، أو ترك الإعداد له، فإنَّ اهتمام المرء بغده وتفكيره فيه حَصافة وعقل.

وهناك فارق بين الاهتمام بالمستقبل والاغتمام به، بين الاستعداد له والاستغراق فيه، بين التيقظ في استغلال اليوم الحاضر وبين التوجُّس المربك المحيَّر مما قد يَفِدُ به الغد.

وما أجمل قول الشاعر

سهرتْ أعينٌ ونامت عيونٌ ... في شؤونٍ تكونُ أو لا تكون

إنَّ ربَّاً كفاك بالأمس ما كان ... سيكفيكَ في غدٍ ما يكون


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل