البلاغة في الحديث النبوي .."وضوح وسهولة الألفاظ" -الشيخ المحدث نور الدين عتر

الخميس 16 تموز , 2020 02:45 توقيت بيروت مقالات فكريّة

الثبات - مقالات

 

البلاغة في الحديث النبوي

"وضوح وسهولة الألفاظ"

الشيخ المحدث نور الدين عتر

 

 كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الإغراب، ويكره التكلف، ويكره فضول القول، ولذلك لم يخفَ معنى من معانيه، ولم يحتج الدارس لأحاديثه إلى الرجوع إلى المعاجم، إذا كان ذا معرفة جيدة باللغة العربية، من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمِضان"، فالحديث مع خطورة موضوعه وأنَّه يبين أركان الإسلام إلى جانب ما فيه من لطائف البلاغة والبيان واضح الألفاظ، سهل الفهم.

ولذلك لم تسقط له كلمة، ولا بارت له حجة، ولم يسمع النَّاس بكلام قط أعم نفعاً، ولا أصدق لفظاً، ولا أعدل وزناً، ولا أجمل مذهباً، ولا أكرم مطلباً، ولا أِحسن موقعاً، ولا أسهل مخرجاً، ولا أفصح عن معناه، ولا أبين عن فحواه من كلامه عليه الصلاة والسلام كما قال إمام البيان الجاحظ.

وقول الأديب العقاد: "فليس أقرب من هذا الأسلوب في إبلاغ الغرض منه، ولا كلفة ولا غموض، ولا إغراب، وقلة الغريب –بل ندرته- في كلام النبي أجدر الأمور بالملاحظة في إقامة المثل والنماذج لأساليب البلاغة العربية".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل