من يورّط  الأخوة المسيحيين .. ضد المقاومة؟ ـ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 14 تموز , 2020 10:11 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تفاجأ الرأي العام اللبناني بمبادرة البطريرك الراعي وتطوّعه، لقيادة الحملة السياسية والشعبية ضد المقاومة ونزع سلاحها وتقاطر المؤيدون والمورّطون له لمبايعته في بكركي او عبر الاتصالات (بسبب كورونا) دون مبرّر او سبب يدعوه لذلك ..مهدّداً مصالح من يمثّل من الأخوة المسيحيين اللبنانيين ودون إرادتهم او استشارتهم ،فبعدما عجزت بعض الأطراف السياسية عن نزع السلاح وحصار المقاومة وأهلها سواء كانوا من الداخل او الخارج وبعدما اعتذرت بعض القوى السياسية المسيحية حتى المعارضة للمقاومة عن القيام بهذا الدور الخطر استدرج البطريرك الراعي لتكرار الخطأ الرابع في لبنان وباسم المسيحيين:

-الخطأ الأول عندما بادرت بعض القوى المسيحية بقيادة حزبي الكتائب والأحرار لافتعال الحرب الأهلية عام 1975 لطرد المقاومة الفلسطينية (التي ادخلوها الى لبنان عبر اتفاق القاهرة) والتي ساعدتهم بتجاوزاتها وسلوكياتها دون اغفال العامل الإسرائيلي والغربي لتقسيم لبنان ومن دون نسيان البواخر الأميركية لنقل المسيحيين وتهجيرهم الى كندا وغيرها من بلاد العالم!.

- الخطأ الثاني عبر القبول والسماح لبعض مسيحيي الجنوب بقيادة الرائد في الجيش اللبناني سعد حدّاد  بالتعامل مع العدو الإسرائيلي في الجنوب وإقامة دولة "لبنان الحر" ثم جيش لحد العميل (بحجّة حماية المسيحيين بعد الاعتداء على العيشية من قبل المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية)

- الخطا الثالث الدموي بالتحالف مع العدو الإسرائيلي اثناء اجتياح عام 1982 لتنصيب رئيس للجمهورية واستلام الحكم في لبنان (مع انه كان معهم) وطرد المقاومة الفلسطينية ونفيها والذي تحقّق نتيجة الانهزام الفلسطيني والتآمر العربي والغربي عليها.

يعاود بعض المسيحيين بقيادة البطريرك الراعي (سواء عن قصد او من غير قصد) تكرار الخطاء للمرة الرابعة،  الخطاء نيابة عن غيرهم ومن دون مبرّرات ومن دون التبصّر للمستقبل الذي يستدرجون اليه لتهجيرهم وفتح الأبواب امام التوطين الفلسطيني ودمج النازحين السوريين في لبنان، كما يخطّط الأميركيون والغربيون ومعهم اكثر العرب لحماية المصالح الصهيونية وتنفيذ بعض بنود "صفقة القرن" .

لم يبق من المسيحيين في الشرق الا المسيحيين في سوريا ولبنان ومصر و ايران بعدما هجرتهم إسرائيل من فلسطين وجاء ما يسمى بالربيع العربي ليقضي على من تبقى في العراق وسوريا بواسطة الجماعات التكفيرية ليعلن قائدها الرئيس التركي "تتريك" كنيسة "أيا صوفيا" باسم الإسلام ويعلن نهاية المسيحية في الشرق ويفتح الأبواب امام العدو الإسرائيلي لتهويد القدس وكنيسة القيامة.

نداؤنا لغبطة البطريرك.. لمصلحة من قيادة الحملة ضد سلاح الدفاع عن لبنان خصوصاً في ذكرى انتصارات حرب تموز عام 2006؟

لماذا المجازفة بمصير المسيحيين في لبنان خدمة لمشاريع الآخرين ؟

من سيحمي مسحيي لبنان من الجماعات التكفيرية التي تتاهب للإحتشاد في الشمال على تخوم كسروان وجبيل وبكركي؟

لماذا خوض المعركة ضد سلاح يحميك ولا يهددك وحمى المسيحيين مع الجيش العربي السوري في سوريا؟

نناشد غبطة البطريرك والعقلاء في الطائفة المسيحية عدم تقدم الصفوف وحمل راية العداء والحرب ضد بعض المواطنين اللبنانيين الشركاء في المواطنة الذين تطوعوا للدفاع عن لبنان واللبنانيين بعدما تركهم العرب وكل العالم في العراء امام التوحش الصهيوني واجتياحاته منذ احتلال فلسطين عام 1948؟

سيتركك الأميركيون ومن يبايعك وحيداً عندما تحتشد البواخر لتهجير آخر مسيحيي الشرق ولن تجد من يدافع عن وجودك وبقائك الا أهل السلاح الذي تُطالب بنزعه ...السلاح في خدمة جميع اللبنانيين القاصرين عن حمله والقاصرين عن حماية لبنان او انفسهم وليس سلاحاً طائفيا او مذهبيا او مناطقيا ..احفظوا السلاح وأهله لتحفظوا لبنان وانفسكم فالبقاء للاقوياء في هذا العصر المتوحّش الذي تحكمه المصالح الغربية والصهيونية المتوحّشة ولا تحكمه القيم والحقوق !

معا لنحمي لبنان واللبنانيين ولا نكون وقوداً لحماية مصالح الآخرين....كما كنا ضحايا الإعتداءات الصهيونية والحروب الأهلية .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل