الحكم العطائية .. "كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان"

الأربعاء 03 حزيران , 2020 01:48 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - التصوف 

 

الحكم العطائية

"كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان"

 

الفقرة الأولى من الحكمة "كان الله ولا شيء معه" هي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فربنا سبحانه وتعالى كان ولا شيء معه ولا قبله واحده سبحانه له الوجود القديم الباقي، وهذه الحقيقة دلت عليها آية قرآنية قال عز وجل: {اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيء}.

والفقرة الثانية من الحكمة "وهو الآن على ما عليه كان" أي أنّهُ عز وجل كما لم يكن معه شيء في ظلمات الماضي القديم، فهو أيضاً ليس معه شيء، فوجود الكائنات ليس كوجود الإله فلا يقاس وجودها لا وجود الإله فلا وجود حقيقي ذاتي إلا لله سبحانه.

إنَّ الله سبحانه هو الذي أمدَّ المخلوقات بالوجود، وهو الذي يمنحه بهذه الصفة دواماً، أي إنَّ استمرار وجود المخلوق أياً كان باستمرار إمداد الله له بالوجود لحظة فلحظة، فلو تخلَّى الله عنه صار عدماً، قال تعالى: {إنَّ الله يمسك السَّماواتِ والأرضَ أنْ تزولا}.

وفي هذا حصر للربوبية والألوهية في ذات الله تعالى وحده، فلا يرجو الخير إلا منه، ولا يخاف الضر إلا منه، فلا يتكل إلا عليه، ولا يتخذ لنفسه ولياً من دونه.

من أشعار العارفين في هذا المعنى:

الِلّه قل وذر الوجود وما حوى .. إن كنتَ مرتاداً بلوغَ كمالِ

فالكلُّ دون اللَهِ إن حقّقتهُ .. عدمٌ على التفصيل والإجمال

واعلَم بأنك والعوالم كلَّها .. لولاهُ في محو وفي اضمحلال

من لا وجودَ لذاتهِ من ذاته .. فوجودهُ لولاهُ عينُ محالِ

فالعارفونَ فنوا ولمّا يشهدوا .. شيئاً سوى المتكبر المتعال

ورأوا سواهُ على الحقيقةِ هالكاً .. في الحال والماضي والإستقبال

فالمح بعقلك أو بطرفك هل ترى .. شيئاً سوى فعل منَ الأفعال

وانظُر إلى علو الوجود وسفلهِ .. نظراً تؤيدهُ بالإستدلالِ

تجد الجميع يُشيرُ نحو جلالهِ .. بلسان حالٍ أو لسان مقال

هو ممسك الأشياء من علوٍ إلى .. سفلٍ ومُبدِعُها بغيرِ مثالِ


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل