هل ينجحون ب 6 آيار ضد دياب؟ ـ أحمد زين الدين

الخميس 14 أيار , 2020 10:32 توقيت بيروت أقلام الثبات

"اللويا جيرغا" اللبنانية تتحد 

أقلام الثبات

من أين جاء حسان دياب؟

ما سر هذا الرجل؟ وكيف اقتحم قلاع من اعتقدوا أنهم محصنون إلى أبد الأبدين في "المال والسلطة".

قديماً في اواسط ستينيات القرن الماضي في مقال لكمال جنبلاط، وصف فيه الطبقة السياسية ( رزق الله على أيامها) بأنهم يحملون معهم إلى كراسيهم لاقطاً، بصير من الصعوبة بمكان انتزاعهم منها. وفي بداية الستينيات من القرن الماضي وصف الرئيس الراحل فؤاد شهاب السياسيين (رزق الله على أيامهم أيضاً) ب "أكلة الجبنة"، لكنهم كانوا ينتبهون إلى لحظة خطر تحدق بالبلد، وعليه رفض كل الضغوط المحلية والأقليمية والدولية لتجديد ولايته.

الرئيس إميل لحود وصف الطبقة السياسية ب " اللي بلا ضمير ولا أخلاق وطنية"،

منذ بداية مرحلة الطائف، تحول نجوم السياسة في البلد، إلى أباطرة ونجوم الفساد، عجزوا حتى عن معالجة أزمات الزبالة، (محرقة برج حمود خير مثال)، وصاروا كما وضعتهم "الفايننشال تايمز" لوردات الفساد..

لوردات السياسة في لبنان، لم يستطيعوا تحمل حسان دياب الذي جاء إلى عقر كراسيهم من خارج انديتهم، وهم لايريدون أن يختبروا خيره من شره، مع أنه جاء في مرحلة هم من أوصلوا البلد فيها إلى مرحلة الإهتراء، بدين يقترب من مئة مليار دولار، بعد أن تربعوا على عروشهم في بلد دينه بحدود ال 3 مليار دولار، في معظمه دين داخلي وبالليرة اللبنانية، فسرعان ما امتصوا عروق البلاد والعباد، وفي أقل من ثلاث سنوات من بداية مسيرة "علّم وعمّر"، أخذت تتضح السياسة الليبرالية المتوحشة التي تقود البلد، حيث كشفت دراسة للجنة الاقتصادية الاجتماعية في الاونيسكو لغرب أسيا نشرت عام 1995، تبين ان "في لبنان اكثر من مليون مواطن يعشون دون خط الفقر".

ويلاحظ في بيانات مصارف لبنانية لسنة 1996 زيادة غير عادية في الارباح (فاقت 50 بالمئة لبعضها)، قد يكون حاصلاً من عملية مضاربة على سندات الخزينة في الوقت الذي كان معدل الفائدة 37 بالمئة وهبط بسرعة إلى عشرين بالمئة، فضاعفت بنوك كبيرة ارباحها بين 1994 و 1995 من خلال الاكتتاب بالسندات عالية الفائدة، كما يؤكد الوزير السابق هنري إده في كتابه "المال أن حكم"

إذاً، سريعاً، بعد بدء مرحلة الطائف، بدأت عمليات التراجع في الاقتصاد والتنمية، وإن لم يعترف أحد بذلك، ما عدا القلة القليلة، من أمثال الرئيس سليم الحص، ونجاح واكيم وزاهر الخطيب ورياض الصراف وأسامة فاخوري وغيرهم من الذين نبهوا إلى أي منقلب يدفع تحالف لوردات الفساد، البلاد.

حسان دياب، الذي لم يعرف "لوردات" ما بعد الطائف خيره من شره، كما لم نعرف نحن المواطنون "الغلابة"، يتحالفون باشكال مختلفة ضده،  لأنه تحدث عن نهب وفساد وسرقة مورست في السابق، وهو لم يشهر الحرب ضدهم، لكنهم شبكوا الأيدي، لمواجهته بحلفهم غير المقدس.

حتى في هذه المرحلة الخطيرة التي تجتاح العالم جراء كورونا، لم يروا حسنة واحدة للرجل، ولم يظهروا أي حس وطني، كما تفترض التحديات الكبرى التي تواجه الأمم والشعوب والأوطان ونستعير هنا من الزميل نبيه البرجي رواية تقول: "أنه مع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 استدعى رئيس الجمهورية الفرنسي ريمون بوانكاريه، رجل الدولة الفرنسي جورج كليمنصو ، الذي كان يلقب بالنمر. ولم يكن أي منهما يطيق رؤية الآخر على سطح الأرض.

بوانكاريه رأى أن فرنسا، بحاجة إلى رئيس حكومة استثنائي، فاتصل بكليمنصو ليأتي إليه، وعندما دخل هذا الأخير بادره رئيس الجمهورية بالقول: "أنت تعرف مدى كراهيتي لك، لكن هذا الوقت هو وقت فرنسا".

ترى مَنْ مِن لوردات السياسة والمال في البلد، يقول: "الوقت هو وقت لبنان".. لتتأكدوا تابعوأ لقاءات رؤساء الحكومات السابقين، طبعاً ما عدا ضمير لبنان الرئيس سليم الحص أطال الله في عمره، تابعوا تصريحات ومواقف "لوردات السياسة"

بشكل عام، النظام الذي انبثق عن الطائف واعتبره البعض مثالياً للتركيبة اللبنانية، تحول على ايدي تحالف لوردات الحرب، والطوائف، واثرياء الثروات المجهولة إلى حلبة لصراعات مذهبية، بقيادات امتهنت واحترفت نهب المال العام، بشكل لم يبق شيئاً ليتناحروا ويتصارعوا عليه.. وبات همهم الأن أن لا يتقدم أحد ولو بالغمز إلى موبقاتهم وثرواتهم وسرقاتهم، حتى السؤال ممنوع.

المشكلة أن "اللويا جيرغا"، التي نتجت عن الطائف، ترى أن اعمارها مخلدة، وبالتالي هي لا تريد مفارقة الحياة (التي تظنها ابدية لهم) قبل أن يفارق البلد الحياة.

(انتهى)


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل