الأسرة المسلمة .. مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة "الحقوق والواجبات / التكاليف الشرعية"

السبت 18 نيسان , 2020 04:53 توقيت بيروت مقالات فكريّة

الثبات - مقالات فكرية

 

الأسرة المسلمة

مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة

"الحقوق والواجبات / التكاليف الشرعية"

 

من أجل إبراز حقائق المساواة والإخاء والحرية والعدالة في العالم، كان إعلان النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع دستوراً خالداً لعمل البشرية، فقال: "يا أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: فليبلَّغ الشاهد الغائب".

وتتوالى صورة الوحدة الإنسانية التي أقرها الإسلام بمعناه العام والمشترك بين جميع الأنبياء لإنجاز ظاهرة التكامل بين جهود الرسل جميعاً، وتأكيد عالمية رسالة الإسلام في صورته الأخيرة على يد نبي العالم كله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

ومن مظاهر الوحدة والإنسانية والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة ما يلي:

مساواة المرأة والرجل في الحقوق والواجبات فليست المرأة أدنى من الرجل، لا في عقلها ولا أهليتها، ولا في تكاليف شرع الله ودينه، فهما في الحقوق والواجبات سواء، إنَّ المرأة مثل الرجل مطالبة بعقيدة دينية صحيحة واحدة وملزمة بتكاليف الشريعة الواحدة.

تتساوى المرأة مع الرجل في استحقاق درجات واحدة في عالم الاخرة والثواب، وأساس التساوي هو العمل الصالح الصادر من كلا الجنسين الذكر والأنثى.

والتساوي في التكاليف الشرعية أو في الحقوق والواجبات، فيما يمس عالم الآخرة، هو الظاهرة العامة في الخطابات التشريعية في القرآن والسنة معاً، قال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيماً}.

وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

وفي شؤون الحياة المادية والعلاقات الزوجية، والقيام بأعباء المعيشة، صرح القرآن الكريم بتقرير مبدأ المساوة في قضايا الحياة الزوجية قال تعالى: {ولَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.

 

العلامة الفقيه الدكتور : وهبة الزحيلي الدمشقي


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل