علم نفس

عند مرحلة معينة من حياة الاشخاص يتضاءل حبهم للنفس، أو بالاحرى يبدا شعور بالكره اتجاه انفسهم بالنمو، وهناك من يعبر عن هذا الشعور بالكلام او التصرفات التي تعلن دخوله الى تلك المرحلة وكثير منا يسمع هذه الكلمات تترد في نفسه او من اشخاص حوله ( اكره نفسي ) فما هي الاسباب التي تؤدي الى ذلك ؟ وهل تتفاقم هذه الحالة لتصل الى التفكير بالانتحار ؟ومالذي يجعل رونق الحياة يختفي من النفس ليحل محله فكر الكره وحب الرحيل؟

يعزو الباحثون في علم النفس أسباب دخول الشخص في هذه المرحلة الى الانحراف عن المسار الذي تدركة الذات والمسمى ( بالصواب )، لأن النفس البشرية تنمو منذ الصغر على مباديء واسس يتعلم الفرد من خلالها ماهو الصواب وماهو الخطأ، وبعد ذلك تتحكم احد اهم العوامل في النفس الاوهو الضمير الذي يعتبر المحاسب الاول للنفس، والميزان الذي يميز الصواب من الخطأ بالنسبة لها ، فالانحراف ومحاولة اقناع النفس بان الخطا صواب هو بداية في الطريق، حيث يحاول الفرد اقناع نفسه بانه على صواب، رغم ان نفسه وضميره ينكران عليه ذلك ويبدا بتبرير الخطا من شتى الجوانب، فقد يقول الغاية تبرر الوسيلة او قساوة الحياة جعلتني اسلك طريقاً للعيش إلى ما لانهاية من الاعذار التي يستعملها كمخدر لاقناع نفسه، لكن سرعان ما تتبدد هذه القناعات في داخله ويستقر على انه اخطأ بلا شك، وبتراكم هذه الأخطاء او الذنوب سيقضي على احد اهم جوانب الخير في داخله ويدرك انه لايستطيع التغاضي عنها، ويبدا بفكرة انه يعيش بلا نفع في هذه الحياة وينتهي الامر بكره النفس واحد ابرز التصرفات التي تظهر عليه هي ( اللا مبالاة ) وعدم اكتراثة بهذه الخطايا واستمراره في اقترافها وهذه تعتبر بداية النهاية عندما يتيقن انه اصبح منبع السوء والشر .

السبب الاخر الذي عبر عنه الباحثون هو ما يسمى ( الشعور بالذنب ) وهذا الاحساس يلازم الانسان ولا يتركة لأنه يحمل نفس المسؤولية وينتظر منها العقاب الاقصى ( كره النفس )، وقد يقود اغلب الاشخاص الى التفكير بالانتحار، كأن يحمل نفسه سبب فقد شخص عزيز او يعزو إلى نفسه سبب الفشل ويكتفي باللوم ويقتل المحاولة ويستسلم كلياً للياس .

اما عن اسباب الفقر التي تطوق النفس فقد بوبها الباحثون في موضوع اخر سنأتي عليه في بحث اخر وهو يقود النفس الى طريقين متعاكسين .

محمد الكرادي ـ العراق