نظرات في الإعجاز القرآني ... {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ}

الإثنين 06 نيسان , 2020 02:53 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

الحكمة ربانية، فطر الإنسان عليها، وبها يعرف سبب وجوده على هذه الأرض، وهذا لم يكن في القرآن وحده، بل جاء في جميع الديانات التي سبقت الإسلام، التي تحث على الخير المطلق، وتنهى عن الشر، وتحذر منه، وتخاصم مرتكبيه، ولا وجود أبداً لتساوٍ ما بين الخيّر والشرير، المصلح والمفسد، الباني الهادم، الرباني والشيطاني، النير والمظلم، الواضح والغامض، الصادق والكاذب، الجيد والسيء، لهذا وضع الدين الإسلامي مبادئ يجب علينا تحصيلها، لنكون صالحين مصلحين، حتّى نتجنب ما وصلنا إليه في مجتمعاتنا، حيث عم الظلم، وطغى الفحش، والكبر والمجاهرة بالمعاصي انتشرت، ضاعت الحكمة وضاع معها الأمن والأمان، وهذا ما أشار إليه أيضاً سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى:

{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} سورة القلم-الآية٣٥: أفنجعل من وحد الله سبحانه وتعالى ولم يشرك به أحداً كالذي أشرك بالله سبحانه وتعالى وكفر به، فيقول: أفيزعم أعدائي أن أسوي بينهم وبين الكفار، وحاشا منه تعالى أن يفعل ذلك؛ لأن فيه تضييع الحكمة، و الحكمة توجب التفرقة بين المسلم والمشرك، وهنا خاطب الله سبحانه وتعالى الناس بصيغة الاستفهام، وهذا الاستفهام ليس استفهاماً تقريرياً، إنما هو استفهام استنكاري، يستنكر على الناس الذين ظنوا بأن الله سبحانه وتعالى يساوي بين الخلق وبين العباد، حاشاه تعالى أن يضع هؤلاء وهؤلاء بميزان واحد؛ لأن كل إنسان معلق بأعماله كما قال الله سبحانه وتعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} سورة المدثر-الآية ٣٨.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل