طبيب فلسطيني يدير المعركة ضد "كورونا" من قلب إيطاليا

الإثنين 06 نيسان , 2020 02:11 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

في غرفة العناية المشددة في مستشفى "القديس ماركو" في مدينة "بيرغامو" الايطالية في إقليم لومبارديا شمال إيطالي، يقضي الطبيب الفلسطيني طلال صوفان ساعات عدة من يومه بين ست حالات صعبة مصابة بفيروس "كورونا" المستجد.

"بيرغامو" سجّلت عددا كبيرا من الوفيات والإصابات بالفيروس الفتاك، في ظل ضغط مكثف على مستشفيات المدينة والأطباء العاملين فيها، الذين لم يعد باستطاعتهم إحصاء الحالات التي يتعاملون معها يوميا.

"في كل مرة أرى فيها مريضا وحده بعيدا عن عائلته وأسمعه يتوسل اليّ لانقاذه تدمع عيناي رغما عني،" يقول الطبيب صوفان.

ويضيف: "من يقضي عمرا بين أحبابه، وتخونه أيام حياته الأخيرة وحيدا وبعيدا عن عائلته، يتمنى رؤيتهم قبل الرحيل الأبدي... إنه الرحيل ما قبل الرحيل فعلا في تلك المدينة المنكوبة بالكورونا".

الطبيب صوفان، المختص بالانعاش والتخدير، يعمل في ذات المستشفى منذ ثلاثين عاما يمرّ في أصعب وأخطر أيام حياته المهنية والشخصية على الإطلاق خلال هذه الفترة.

وفي قسم العناية المشددة، يرقد المرضى الذين يعانون من عجز في التنفس نتيجة للفيروس، ويحتاجون إلى أجهزة تنفس صناعي، ونسبة مفارقتهم للحياة توفق الـ50% بحسب صوفان.

وجرى تحويل مستشفى "القديس ماركو" إلى مركز خاص لاستقبال المصابين بـ"كورونا"، منذ بداية تفشي الوباء في المدينة بشكل خاص، وإيطاليا بشكل عام. وأغلقت كافة الأقسام التي كانت تستقبل المرضى الآخرين.

وظهرت أول حالات الإصابة بفيروس كورونا في إيطاليا في 31 كانون الثاني 2020 لسائحين صينيين في العاصمة روما، وبعد نحو ثلاثة أسابيع سجّلت 16 حالة جديدة في إقليم لوبارديا في شمال البلاد، قبل أن يتفشى الوباء بصورة كبيرة.

وفي آخر الإحصائيات، وصل عدد الوفيات مساء أمس الأحد إلى 15887، في أعلى معدل وفيات بالوباء على مستوى العالم، ووصل عدد المصابين إلى نحو 129 ألف مصاب، منهم نحو 4 آلاف مصاب في حالة حرجة.

ويعزو صوفان الأعداد الكبيرة للمصابين الى "عدم أخذ الحكومة الايطالية والشعب الايطالي ذلك على محمل الجد في البداية والاستهتار، لذا وجدنا أنفسنا نقع في عش كورونا ولا مفر من الهروب".

وفي أول عشرة أيام من انتشار الفيروس كانت هناك وسائل حماية بسيطة كما يقول صوفان، لكن وعندما تأزم الوضع بدأت الحكومة بتوعية المواطنين الذين التزموا بدورهم بالحجر خوفا على حياتهم.

أما عن سبب عدد الوفيات الكبير فهو أن الشعب الايطالي لديه عدد كبير من كبار السن وهم من يموتون بسبب كورونا.

ويوجه صوفان رسالة للشعب الفلسطيني بضرورة الالتزام بالعزل المنزلي، "فلا دواء لكورونا ولا وقاية الا بالعزل المنزلي".

وناشدهم قائلا: "عليكم التخلي عن العلاقات الاجتماعية تماما هذه الفترة، وذلك لحماية أنفسكم وأحبابكم. اتركوا العواطف جانبا وابتعدوا عن آبائكم وأجدادكم لمصلحتهم".

واعتبر صوفان من لا يأخذون الاحتياطات اللازمة وسبل الوقاية، في حال نقلوا العدوى لأحدهم وتوفي، بأنه "جريمة قتل".
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل