الكيان الصهيوني وتداعيات الكورونا ـ يونس عودة

الثلاثاء 31 آذار , 2020 11:06 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

مع الهلع الذي ينتاب سكان الأرض من تفشي فيروس كورونا "كوفيد19" القاتل،تجد ان الهلع والرعب ربما يكون على نطاق اوسع في الكيان الصهيوني بحيث ان المستوطنين الذين تجمعوا على ارض فلسطين من كل اقاصي الكرة الارض، بدأوا يستعيدون المقولات الجازمة بزوال الكيان لانه قائم على الاحتلال والظلم ,وان الوباء المستجد هو المؤشر الواضح , وان المسألة , مسألة وقت ليتآكل الكيان من داخله , وخصوصا ان البعض اجرى مقارنات بين ما يصيب المحتلين في حجم الاصابات ,وما يصيب الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية, او قطاع غزة , وايضا تدخل مقاييس الجهوزية الطبية غير القابلة للمقارنة حتى , وهذه الاخيرة ناجمة عن الاحتلال وحصاره للمناطق الفلسطينية .

بالمقابل، فان المتديينين الصهاينة الذين يتمتعون بقدرات فائقة في صناعة الشائعة والتجارة الدينية بالاحلام ,لجأوا كالعادة,الى إشاعة الخرافة. وبيع وصفات جاهزة للشفاء من كورونا فيما تجهد المختبرات في مختلف الدول المبتلية بالجائحة بحثا عن علاج ناجع او لقاح يكف البشر شر الفيروس القاتل،وهؤلاء كما درجوا دائما يخدعون ابناء جلدتهم بوصفات الشعوذة,والاستمرار في التنكيل والاعتداء على الفلسطينيين ,سيحمي ويشفي من الوباء وان لمسة من الحاخامات كفيلة بدرئه.ولعل صناعة الشائعة احد اكثر أساليب النصب لدى تجار الكوارث من مضاربين ومعممين وتجار شنطة ومشعوذين، يبتزون الخائفين من تفشي كورونا، وينتعشون في اجواء الهلع.وهنا يفتح وباء كورونا بابا جديدا للارتزاق والاحتيال واللصوصية.

بالمقابل فان قادة الكيان يتوقعون انهيار "الدولة" اقتصاديا , ليس فقط بسبب توقف حركة الانتاج والسياحة , بل وايضا بسبب تزايد العاطلين عن العمل بطلب معونات حتى للمعيشة اليومية , وبحسب  مصلحة التشغيل الإسرائيلية، فان نسبة البطالة ارتفعت إلى 22.7%، حيث بلغ إجمالي العاطلين عن العمل 944,832 طالب عمل، بينهم 786,991 تسجلوا للحصول على مخصصات البطالة منذ مطلع شهر اذار، و90% أخرجوا إلى إجازة غير مدفوعة الأجر، في أعقاب التعليمات والقيود التي فرضتها الحكومة "الإسرائيلية" لمنع انتشار فيروس كورونا.

بينما الجيش "الإسرائيلي" يستعد "لسيناريوهات دراماتيكية , اذا حدث تدهور صحي وأزمة اقتصادية شديدة في مناطق السلطة الفلسطينية، تقود إلى تصعيد العنف الشعبي تجاه "إسرائيل"... وإثر إجراء تحليل لجهاز الصحة الفلسطيني كله وعدم قدرته على احتواء عدد كبير ممن يحتاجون إلى تنفس اصطناعي في الضفة، حيث يسكن نحو ثلاثة ملايين فلسطيني، يستعد الجيش "الإسرائيلي" لعدة سيناريوهات متطرفة وبينها خروج الوضع عن السيطرة"، علما أن الاحتلال "الإسرائيلي" وحده، المستمر منذ أكثر من خمسة عقود، هو سبب هذا الوضع والنقص في المعدات الطبية.

وفي خطوة لملاقاة السينايوهات المتطرفة ,اكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أمر بفتح ما يسمى بـ"خندق قيادة الدولة" في حالة الطوارئ وهو مخصص لإدارة حرب شاملة تتعرض لها "إسرائيل" وأن هذه الخطوة جاءت نظرا لتفاقم أزمة كورونا في الدولة العبرية، وأن الخندق المذكور يقع في الأعماق تحت الأرض في جبال القدس، حيث سيعمل منه المركز الوطني لإدارة الأزمات.

وهذا الامر سبق إدخال رئيس حكومة الكيان بنيامين  نتنياهو،الى العزل الصحي بعدما تبين أن مستشارة رئيس الحكومة لشؤون "الحريديم" والكنيست، ريفكا بالوخ، مصابة بفيروس كورونا، وتواجدت في الأيام القليلة الماضية على مقربة من رئيس الوزراء ومستشاريه وبعض الوزراء.

والحقيقة ان نتنياهو وقادة الحروب في "اسرائيل" كانوا يبحثون مصير الكيان وفق سينايوهات متعددة ,وطرح قادة الجيش والاستخبارات خلال المداولات التي عقدها، بنيامين نتنياهو، حول مواجهة انتشار فيروس كورونا، سيناريو "نهاية العالم" في حال انتشار الفيروس في قطاع غزة.وفي هذا السياق كتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان, أن "الصورة التي يرسمها قادة جهاز الأمن أمام المستوى السياسي تكاد تكون نهاية العالم. وغزة موبوءة بكورونا، قد تتسرب إلى "إسرائيل" بحجم لم نشهد مثله حتى الآن. وتتحدث السيناريوهات عن إمكانية إطلاق قذائف صاروخية وقذائف هاون من أجل إرغام "إسرائيل"، والعالم عمليا، على توفير دعم صحي ولوجيستي للقطاع، لأن حكومة حماس لن تكون قادرة على مواجهة الوباء عندما ينتشر",لكن هذه الرواية تحتاج لمصداقية, غير معروف في الكيان منذ انشائه على ارض فلسطين , فالمناطق الفلسطينية لا تزال نسبة الاصابات فيها متدنية اكثر بكثير من المساحات المحتلة من ارض فلسطين وهي الاوسع والاقل اكتظاظا بكثير ولا سيما من غزة .

يرجح مسؤولون في جهاز الصحة "الاسرائيلي" أن عدد المصابين بفيروس كورونا في القدس كما في كل المناطق الخاضعة للاحتلال أعلى من العدد الذي نشرته وتنشره وزارة الصحة الصهيونية، في وقت صدرت تعليمات للمستشفيات تفيد بأن عدد المرضى في حالة كهذه قد يصل قريبا إلى 5000 مريض يحتاج لتنفس اصطناعي وهناك نقص كبير في هذه المجال .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل