الحكم العطائية ... "ما قلّ عملٌ برز من قلب زاهد، ولا كثر عملٌ برز من قلب راغب"

السبت 22 شباط , 2020 02:12 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - التصوف

 

"ما قلّ عملٌ برز من قلب زاهد، ولا كثر عملٌ برز من قلب راغب"

 

الزهد من سمات القلب السليم الذي أنيط به الفلاح لأهل الفلاح في قوله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اَتى الله بقلب سليم}.

والزهد في الشيء الرغبة عنه والرضى منه بالقليل الزهيد، ويكون القلب زاهداً إذا كان راغباً عن الدنيا إلا ما ازدلف به إلى الله والدار الآخرة.

وفي هذه الحكمة المباركة معنى جليلاً مفاده، أنَّ العمل إنما يكون بمحتده، أي القلب الذي تبرعمت فيه نيته، فإذا كان هذا القلب زاهداً نفع العمل وإن قلّ، وإن كان القلب راغباً مستشرفاً إلى ظهور أو رياسة، أو رضى الخلق وإن عارض رضى الخالق؛ فإنَّ هذا العمل وإن كثر فإنَّه يكون غير نافع، وهو قوله رضي الله عنه: "ما قل عمل برز من قلب زاهد"، حيث إن القلب الزاهد، تتوحد قبلته ويصبح متحققا بمعنى الإخلاص، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "أخلص دينك ينفعك من العمل القليل".

وأما القلب الراغب الذي تتعدد قبلاته؛ فإنَّ العمل وإن كثر مظهراً فإنَّه دون القليل مخبرا، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْه".

 وهو ما رام الشيخ بن عطاء الله رحمه الله إبرازه بقوله: "ولا كثر عمل برز من قلب راغب" أي مستشرف لظهور أو رياسة أو غيرهما.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل