نادية لطفي داعمة المقاومة والمدفع الرشاش الذي فضح شارون ـ أحمد شحادة

الأربعاء 05 شباط , 2020 01:20 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

غيب الموت النجمة نادية لطفي عن عمر ناهز ال83 عاما ، تاركة بصمة في تاريخ زاخر فنا ونضالا وعطاء ، وإذا كانت الفنانة الراحلة أثرت   مكتبة السينما العربية برصيد هائل من الأفلام، أشهرها "النظارة السوداء، وللرجال فقط، ووراء الشمس، والناصر صلاح الدين مع المخرج العالمي يوسف شاهين، وفيلم الخطايا أمام الفنان عبد الحليم حافظ، كما شاركته البطولة في فيلم أبي فوق الشجرة"، فإنها تميزت بمواقفها السياسية القومية وانحيازها إلى جانب المقاومات العربية ضد العدو الإسرائيلي .

لقد كانت الفنانة الكبيرة الراحلة رمزا للفنان المرتبط بقضايا مجتمعه ووطنه زأمته،   فكانت من الملائكة المتجولات في المستشفيات، تدعم جرحى الحروب،وخصوصا في حربي حزيران 1967 واكتوبر 1973، واثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 ،وحصار بيروت تمكنت من خرق الحصار وتجولت بين الناس ومواقع المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين وتصورت معهم ، وكانت الفنانة الوحيدة التي زارت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أثناء فترة الحصار الإسرائيلي، ووقفت مع المقاومة الفلسطينية، وكان لها وقفة مهمة مع المقاومة اللبنانية،   خلال فترة الحصار.

لم تقف حكايات نادبة عند زيارة عرفات، بل سجلت جرائم السفاح "الإسرائيلي" شارون في صبرا وشاتيلا، ونقلتها عبر كاميرتها للعالم، وقالت الصحافة العالمية عنها: "لم تكن مع نادية لطفي كاميرا، بل كان مدفع رشاش في وجه قوات الاحتلال".

في شهر شباط  عام 1983 أثناء انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني "البرلمان الفلسطيني" بالجزائر،  وهو اول انعقاد للمجلس بعد الخروج من بيروت كانت نادية لطفي حاضرة مع مجموعة الفنانين والمثقفين المصريين ، لدعم القضية الفلسطينية ،وهي بالمناسبة كانت  تسافر بنفسها وقت أي خطر ، لانها كانت تعتبر ان ذلك من مهام الفنان والمثقف الأساسية ،فاذا لم يكن الفن ابن الوعي فلا قيمة لاي فن وثقافة حسب ماذكرت لي في الجزائر .

يذكر ان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان قد زار  النجمة الراحلة  في منزلها وأهداها شاله، تقديراً منه لموقفها في دعم القضية الفلسطينية، وهو ما جعلها فخورة جداً، كما اعتذرت عن عدم التكريم من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكانت ترى أن زيارة الرئيس الفلسطيني تكفيها ولا يعادلها تكريم آخر.

كما منحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، وسام القدس تقديراً لدعمها للقضية الفلسطينية.

لقد عاشت نادية لطفي طوال حياتها بروح المناضلة المتمردة على كل أسباب الضعف، قاومت الفن الهابط ، وقاومت المرض الذى جعلها تقضى أغلب الفترة الأخيرة من حياتها فى المستشفى ،لكنه مهما اشتد عليها لم يضعف من قوتها وإرادتها وحرصها على التواصل مع الناس.

لخصت نادية لطفى المتصالحة مع الزمن نظرتها للمرض فى كلمات كتبتها منذ عامين وهى ترقد فى المستشفى مستقبلة العام الجديد وعبرت فيها عن جزء من شخصيتها المقاومة والمحبة للحياة وقدمت نموذجا للرضا والصبر والقوة والعزيمة حيث قالت: «أكتب هذه الكلمات والسنة الجديدة فى طريقها إلى الدنيا استعد لها بسنوات عمرى المتبقية، أقول لها ادخلى وخذى من حياتى ما شئت، فقد اعتدت أن أحتفل مطلع كل عام بالسنة الجديدة وأيضا بميلادى الموافق 3 يناير، أكتب من غرفتى بالمستشفى ، حيث أخضع للعلاج، لكننى مع قسوة الألم أمارس حياتى كما أريد وأحب وأبغى، ألتقى الناس ولا أهرب منهم لتقدمى فى العمر فلست ممن يخافون من الزمن ولا من أفعاله، أعترف أننى لست فى الشكل والصورة التى اعتاد الجمهور رؤيتها، لكن تقدم العمر أضاف لى خبرات وتجارب كثيرة أولها عمق التعامل والحكمة والرؤية المستقبلية، والآن أنا امرأة جميلة الفكر أمتلك حرية الروح والإرادة والاختبار ".

أخيرا ،ولدت الفنانة الراحلة عام 1937 باسم بولا محمد شفيق. وظهرت لأول مرة في السينما عام 1958 في فيلم "سلطان" بطولة فريد شوقي وإخراج نيازي مصطفى. واختارت اسم نادية لطفي من رواية "لا أنام" للكاتب إحسان عبد القدوس التي تحولت إلى فيلم سينمائي بطولة الممثلة الراحلة فاتن حمامة عام 1957.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل